كان شعار الثورة المصرية "كرامة ..حرية.. عدالة اجتماعية" و لأن الكرامة جاءت في المرتبة الأولى فإن اول متطلباتها هى رفض هذه المعونة التي استمرت لثلاثين عام كرمز للإهانة و التبعية و إختراق السيادة المصرية كان هذا هو التعليق السريع لعبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر على زيارة اللواء محمد العصار الأخيرة لأمريكا الو تي تعلقت في أغلبها بمناقشة ترتيبات خاصة بالمعونة الأمريكية لمصر لهذا العام و هو ما اتفق معه فيه تباحثون و سياسيون رأوا أن لقاء "الوثيقة البيضاء" الذي يعقد مرتين سنويا لمراجعة العلاقات المصرية الأمريكية و المصالح المشتركة الدائمة بين الطرفين لا يمكن التعامل معه هذه المرة كسابقتها و رأوا أن خلط الذي قد يحدث خلال زيارات أعضاء المجلس العسكري لأمريكا بين صفتهم كممثلين للسلطة السياسية في مصر خلال هذه الشهور التالية للثورة فضلا عن صفتهم العسكرية. فعلق السفير إبراهيم يسري رافضاً تعبير "المصالح المشتركة الدائمة المصرية الامريكية" و قال هذا لا يستقيم بين دولة مثلنا و دولة عظمى بل هو التعبير الأكثر رشاقة عن التبعية لأمريكا التي رسخها النظام السابق منذ توقيع الرئيس السادات معاهدة السلام و رأى انه لا بد من تأسيس خطاب و سياسات جديدة تليق بالمرحلة التي أدركها الشعب الأمريكي نفسه في نظرته للجانب المصري و مثل هذه الزيارات تسبب خلط واضح. من جانبه أوضح احمد كامل الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية ان الزيارة الأخيرة التي قام بها العصار جاءت ضمن لقاء سنوى يضم وفد عسكري مصري لمناقشة قبل إعتماد الكونجرس للمعونة الأمريكية لمصر للتشاور حول الجزء العسكري منها و طبيعة السلاح الممنوح و نوعيته و رأى ان مثل هذا اللقاء الأخير يكشف حقيقة الإشكالية التي تعيشها مصر حيث تم خلط السياسي بالعسكري و يؤكد على مشروعية المطالب الثورية التي طالبت منذ اليوم لنجاح ثورة 25 يناير بتشكيل مجلس رئاسي مدني يتمكن من وضع إستراتيجة جديدة فيما يخص السياسات الخارجية المصرية و على رأسها العلاقة بأمريكا، و أوضح ان إستمرار هذه العلاقة على ما كانت عليه هو بمثابة "إنهيار"للدور المصري المتوقع بالمنطقة بعد نجاح ثورة 25 يناير . و فيما يتعلق بجانبها الإقتصادي قالت منار الشوربجي الخبير بالشئون المصرية الأمريكية ان المعونة الاقتصادية اصبحت لا تذكر نسبتها مقارنة بتضاعف حجم الموازنة المصرية حيث لا تزيد عن 815 مليون دولار اما فيما يتعلق بالمعونة العسكرية و البالغة 1.3 مليار دولار فيجب ان ندرك ان هذه الدولة ليست جمعية خيرية و لكن تقدم المعونة و هى تعرف كيف تضاعف إستفادتها منها اكثر من الجانب المصري سواء على الجانب السياسي حيث تربطها بحجم من الضغوط و الاملاءات على الجانب المصري خاصة فيما يتعلق بملف السلام بالشرق الاوسط و قد كان هناك مقترح مشروع قبيل الثورة داخل الكونجرس لقطعا لمعونة في محاولة لفرض المزيد من الاملاءات و هذا لا يليق بمصر بعد الثورة فقد خلعنا نظام منبطح كان يقبل بأى تنازل مقابل ضمان بقاءه بالسلطة و يجب وقف هذا كما ان امريكا تستفاد اقتصاديا من المعونة العسكرية حيث تلزم مصر برشائ سلاح امريكى و تخضع كل التدريبات لديها من خلال خبرائها وهو ما قد مثل خطر استراتيجي.