تجددت في الأردن اليوم، "الجمعة"، المسيرات المطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين وسط انتقادات للمشاورات الدائرة حالياً حول تشكيل الحكومة البرلمانية. وعادت المسيرات إلى منطقة وسط العاصمة عمان بعد فترة انقطاع قاربت على الشهر، فيما شهدت محافظات إربد وجرش والزرقاء والكرك والطفيلة ومعان مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجية شهدت إحداها مواجهات بين قوات الأمن والدرك الأردنية ومتظاهرين في محافظة إربد (95 كم شمال عمان). وتأتي تلك المسيرات التي نظمتها الحركة الإسلامية والحراك الشبابي والشعبي وسط استمرار المشاورات التي يقوم بها رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة وبتكليف من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع مجلس النواب والكتل البرلمانية بالمجلس بهدف الوصول إلى توافق لاختيار رئيس الوزراء القادم تمهيداً لتشكيل الحكومة البرلمانية المقبلة في الأردن، فيما استهجنت القوى الشبابية والشعبية والحركة الإسلامية تلك المشاورات ووصفتها ب"الشكلية"، وبأنها لا تسبغ على الحكومة المقبلة صفة "الحكومة البرلمانية". وطالبت الحركة الإسلامية، بالأردن ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي خلال اعتصام مركزي دعت إليه الحركة بعد صلاة "الجمعة" اليوم، أمام ساحة المسجد الحسيني بوسط عمان، بتعديلات دستورية تعيد السلطة إلى الشعب وقانون انتخاب ديمقراطي يمثل إرادة الأردنيين. وقال سالم الفلاحات مقرر المجلس الأعلى للاصلاح في الأردن المكون من المكتبين التنفيذيين لجماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي، إن الدولة ركنت الى الشعب ليصمت قليلاً من خلال الانتخابات، لكنها أجرتها بهذه "الصورة الباهتة والمزورة شكلاً ومضمونًا ونتيجة"، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية والحراكات عادوا من جديد ليراهنوا على الشارع الذي خيرتهم الدولة بينه وبين المشاركة بالانتخابات. وأضاف الفلاحات، أن "الربيع العربي" منصور لكنه يتعرض لحرب عالمية ثالثة ليست موجهة ضد الحركة الإسلامية وحدها بل لكل الأمة وهي تجاهد العالم ضد المشروع "الصهيو- أميريكي" ويواجهون بعض حكام العرب الذين يقفون ضد هذا المشروع" على حد قوله".