أيام وتحل علينا ذكرى ميلاد الكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين، ابن قرية الدوير بمركز صدفا في أسيوط، والذي رفض تولي منصب وزير الثقافة واحتفظ بقلمه حرا كصحفي وكاتب ومفكر. ولد أحمد بهاء الدين في 11 نوفمبر 1927 بالإسكندرية، حيث كان والده يعمل بوزارة الأوقاف من أسرة صعيدية تعود إلى قرية الدوير بمركز صدفا أقصى جنوب محافظة أسيوط، ودرس بكلية الحقوق جامعة القاهرة حتى تخرج عام 1964 وسطر اسمه في عالم الصحافة بعد أن التحق بالعمل في إدارة التحقيقات بوزارة المعارف وبعدها التحق بمدرسة روزاليوسف الصحفية والتي كانت أكثر المدارس ملاءمة لنشاطه الصحفي وظل في روزاليوسف. تدرج أحمد بهاء الدين في المناصب حتى تولى رئاسة تحرير مجلة صباح الخير عام 1957 أحد إصدارات روزاليوسف ليكون أصغر رئيس تحرير لمجلة عريقة في مصر، لم يكن يتجاوز وقتها الثلاثين عاما وتولى رئاسة تحرير دار الهلال وعمل مع كبار الصحفيين مثل فكري أباظة والشاعر صالح جودت وتولى رئاسة تحرير أخبار اليوم ثم الأهرام وتولى رئاسة تحرير مجلة العربي الكويتية نهاية عام 1975 حتى نهاية عام 1981. تميز أحمد بهاء الدين بتحليلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال مقالاته الأسبوعية وأعمدته اليومية بأمانة التعبير ووطنية في المنطق و اتسمت كتاباته بالتجديد الفكري، وكان أول من هاجم عشوائية سياسة الانفتاح الاقتصادي المتبعة في عهد السادات، وذلك بمقاله الأشهر "السداح مداح" وذلك أثناء رئاسته لتحرير الأهرام. وخلال فترة حياته لم ينضم أحمد بهاء الدين إلى أحزاب حيث ظل مستقلا ورفض تولي منصب وزير الثقافة واحتفظ بقلمة الصحفي الأمر الذي جعله يحظى باحترام القارئ والحاكم معا، وألف أحمد بهاء الدين 37 كتابا منها "أيام لها تاريخ، شرعية السلطة في العالم العربي، محاوراتي مع السادات، يوميات هذا الزمان، تقديم محمد حسنين هيكل، المثقفون والسلطة في عالمنا العربي، تقديم محمد حسنين هيكل، إسرائيليات، إسرائيليات وما بعد العنوان، أبعاد في المواجهة العربية، أفكار معاصرة، اقتراح دولة فلسطين، الاستعمار الأمريكي، الثورة الاشتراكية، الوحدة الثلاثية، اهتمامات عربية، ثلاث سنوات، شهر في روسيا، الثورات الكبرى، قوميتنا، مؤامرة في أفريقيا، مبادئ وأشخاص، هذه الدنيا، الوحدة العربية، وتحطمت الأسطورة عند الظهر، فاروق ملكًا. وفي عام 1995 كرمته جامعة أسيوط بمنحه الدكتوراه الفخرية اعترافا بدوره البارز في القضايا الادبية والقومية كما منحته الجامعة الأمريكية الدكتوراه الفخرية عام 1996، وأطلق اسمه محافظ أسيوط في ذلك الوقت على قصر ثقافة. وتوفي أحمد بهاء الدين عام 1996 بعد صراع مع المرض وتخليدا لاسمه أنشأت زوجته جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين والتي تمنح جوائز سنوية للباحثين الشبان. كما تم إنشاء قصر ثقافة أحمد بهاء الدين بمسقط رأسه قرية الدوير بمركز صدفا بمحافظة أسيوط وذلك ليصبح قبلة للمثقفين والأدباء في صعيد مصر وتم افتتاحه في 16 / 12 / 2010 بحضور محمد حسنين هيكل ومجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين واصدقاء جمعية أحمد بهاء الدين.