بعد فضيحة بطولة ألعاب القوى في الدوحة، تسعى قطر بكل جهودها لتحسين صورتها قبيل اسضافة كأس العالم 2022 إذ أن ارتفاع درجات الحرارة واحدة من أبرز المشاكل التي تهدد الإمارة. تشير صحيفة "اندبندنت" في تقرير لها إلى أن قطر واحدة من أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض لدرجة أنها اضطرت لتركيب مكيفات هواء في بعض الاماكن المفتوحة مثل الاستادات والأسواق وبعض الشوارع. وسلط التقرير الضوء على وصول درجات الحرارة في فصل الصيف لأكثر من 46 درجة مئوية، وعلى أمل تحسين الأوضاع في كأس العالم عقب فضيحة بطولة ألعاب القوى قامت بتكييف الهواء في الملاعب التي ستستضيف مباريات المونديال، لكنها خطوة ليست بالمثالية كما تتصور الدوحة. قامت قطر التي تتجاهل مأساة العمال الأجانب الذين عملوا على إنشاء وتطوير البنية لتلك الملاعب، بتثبيت مبردات تكييف عملاقة على طول الأرصفة ومراكز التسوق لتلطيف حرارة الجو، لكن تكييف الهواء الخارجي هو جزء من حلقة مفرغة متسارعة إذ أن الكهرباء التي تشغل المبردات تأتي من الوقود الأحفوري - الذي ينبعث منه أكثر من ثاني أكسيد الكربون في الجو الذي يسبب حالة الطوارئ المناخية ويسرع أزمة المناخ. وأشارت الصحيفة إلى أن قطر تعد أكبر بلد ينبعث منها غازات دفيئه بالنسبة للفرد - نحو 3 أضعاف ما تستخدمه امريكا وما يقرب من 6 أضعاف ما تستهلكه الصين- موضحة أن الدوحة تستخدم 60% من الكهرباء المستهلكة في التبريد، بينما يمثل استخدام الكهرباء للتبريد في الصين أو الهند مثلا اقل من 10%. وتوقع التقرير نقلا عن محللين زيادة الطاقة الانتاجية للبلاد والانبعاثات الحرارية إلى الضعف بحلول عام 2030، وذلك مقارنة بمستويات عام 2016، مما يشكل خطرا كارثيا على درجات الحرارة في الدوحة. من جانبه يقول مؤسس منظمة الخليج للأبحاث والتنمية إنه لا يمكن تحمل الجو في قطر إذا تم إيقاف المكيف ولا يمكن العمل والجلوس أو القيام بأي شيء، بينما يقول محمد أيوب ، مدير الأبحاث بمعهد قطر للبيئة وبحوث الطاقة ، إن بعض المدن قد تصبح غير صالحة للسكن. وأضاف أيوب "نتحدث عن زيادة تتراوح من 4 إلى 6 درجات مئوية في منطقة تعاني بالفعل من ارتفاع درجات الحرارة" محذرا من خطورة الرطوبة العالية على صحة الانسان وخطر الاجهاد الحراري. ويقول علماء إن تزايد درجات الحرارة بسبب التغير المناخي وأعمال البناء والصناعة التي تؤثر على المناخ. وأكدت قطر أن بطولة كأس العالم ستكون "محايدة للكربون" معلنة عن خطط لزراعة مليون شجرة، وهي فكرة أدانها خبراء معتبرين أنها "غير واقعية"، وفقا للصحيفة. ولفت التقرير إلى وفاة مئات عمال الإنشاءات في قطر نتيجة الاجهاد الحراري والعمل في ظروف قاسية، فضلا عن الإصابات والإغماءات التي وقعت خلال بطولة العاب القوى بالدوحة.
