لم يكن يتخيل شباب قرية اصطباري التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية أن أبواب قبورهم أقرب إليهم من أبواب الجامعة التي طالما حلموا الالتحاق بها ، وكانوا يعدون انفسهم ويجهزون ملابسهم لبدء عامهم الدراسي الاول بالجامعة فعكف الأصدقاء الخمسة بضعة ايام علي السفر للقاهرة لشراء ملابسهم الجديدة للجامعة وتجهيز أدواتهم الخاصة بالجامعة كل حسب تخصصه ، ولكن القدر كان أسرع من ان يمهلهم لبدء عامهم الدراسي الجديد ليلقوا حتفهم غرقا ببحر سيف ويتم استخراج جثثهم وسط حالة من الذهول والبكاء المتواصل لكل أبناء القرية. واقعة أليمة استفاق عليها أهالي قرية اصطبارى فمع اقتراب الشمس على الغروب وبدء الفلاحين للانصراف لمنازلهم فوجءوا بحالة من القلق والخوف تعم القرية ولوحظت علامات الخوف علي وجوه بعض الأهالي وتبين سرعة السيارات داخل القرية تحمل بعض الأهالي ويخرجوا تجاه بحر سيف وفي هذه اللحظة تساءل الأهالي ليستطلعوا الامر ليخبرهم احد أبناء القرية ان سيارة ملاكي سقطت ببحر سيف وبها بعض الشباب وتدور الشكوك على أنهم من أبناء القرية، وهنا انطلق أبناء القرية جميعا رجالا ونساء والخوف يتملك ملامحهم تجاه بحر سيف ليتفاجأ بسقوط سيارة في البحر والأهالي يحاولون استخراجها من المياه وتم استدعاء بعض المعدات الثقيلة لإخراج السيارة من المياه. ومع لحظة استخراجها من المياه شوهد بها بعض الشباب وقد فارقوا الحياة وهنا عم المكان صراخ ونحيب من الأهالي بدرجة مخيفة واصوات صراخ النساء تخترق الآذان لتشعر بحالة شديدة من الخوف وعدم الاطمئنان ورائحة الموت تحيط بالمكان. وتم التعرف علي الشهداء ليتبين أنهم كريم نشأت الضبع، محمد كرم العزب ، محمد نبيل جادو ، ومازن وليد أبو المجد من أبناء القرية لتسود حالة من الهلع والخوف بين الأهالي لفقدان أربعة شباب في عمر الزهور في لحظة واحدة كانوا يستعدون لبدء دراستهم الجامعية ولكن القدر كان اقوي من تركهم لدراستهم.