قالت دار الإفتاء المصرية، إن رؤية الله - عز وجل- في المنام ممكنةٌ على جهة التأويل وليست على جهة الحقيقة؛ مبينًا أن العلماء اتفقوا على جواز رؤيتها في المنام وصحتها. وأوضحت«الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال:« هل من الممكن أن يرى الإنسان ربه فى المنام؟»، أنه إذا رأى الإنسان الله – عز وجل – فى المنام عَلَى صِفَةٍ لَا تَلِيقُ بِحَالِهِ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ؛ فالْمَرْئِيَّ غَيْرُ ذَاتِ اللهِ –تَعَالَى-؛ إِذْ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -التَّجَسُّمُ وَلَا اخْتِلَافُ الْأَحْوَالِ بِخِلَافِ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلم-. وأكدت أن رؤيته - سبحانه وتعالى - في المنام ليست حقيقية كرؤية الأجسام؛ فهو سبحانه منزه عن أن يحيط به نظر أحد؛ فقال –تعالى-: «وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا»، (سورة طه: 110الآية). وأضافت أن العلماء أولو ما ثبت عن بعض السلف من رؤية الله - عز وجل- في المنام بأنها تدل علي حال الرائي؛ أو هى من خَوَاطِرُ القلب، ودلالات للرائي على أمور مما كان أو يكون كسائر المرئيات، وهذا ما قاله ابن الباقلانى عن تأويل رؤية الله فى المنام. وتابعت "أنه إذا رأى الإنسان اللهَ – تعالى- أو النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم-، فيراه على قدر حاله، وهو أحد التأويلين في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «رأيتُ ربي في أحسن صورة». واختتمت بما ذكره الإمام البغوى فى ذلك قوله:"... وتَكُونُ رُؤْيَتُهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ ظُهُورَ الْعَدْلِ، وَالْفَرَجِ، وَالْخِصْبِ، وَالْخَيْرِ لأَهْلِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، فَإِنْ رَآهُ فَوَعَدَ لَهُ جَنَّةً، أَوْ مَغْفِرَةً، أَوْ نَجَاةً مِنَ النَّارِ، فَقَوْلُهُ حَقٌّ، وَوَعْدُهُ صِدْقٌ، وَإِنْ رَآهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَهُوَ رَحْمَتُهُ، وَإِنْ رَآهُ مُعْرِضًا عَنْهُ، فَهُوَ تَحْذِيرٌ مِنَ الذُّنُوبِ؛ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: «أُولَئِكَ لَا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِم»، [آل عمرَان: 77]، وَإِنْ أَعْطَاهُ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا فَأَخَذَهُ فَهُوَ بَلَاءٌ وَمِحَنٌ وَأَسْقَامٌ تُصِيبُ بَدَنَهُ، يَعْظُمُ بِهَا أَجْرُهُ، لَا يَزَالُ يَضْطَرِبُ فِيهَا حَتَّى يُؤَدِّيَهُ إِلَى الرَّحْمَةِ وَحُسْنِ الْعَاقِبَةِ".