ورد إلى دار الإفتاء سؤال: هل من مات بجلطة في القلب يعد شهيدًا؟ وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن الميت الذي توفي بجلطة في القلب إن شاء الله سينزل منازل الشهداء. كانت دار الإفتاء قد ذكرت أن الذي توفي بمرض السرطان يعد شهيدًا؛ لأنه مات مبطونًا، مشيرًة إلى قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل الله» متفقٌ عليهِ. وأوضحت الإفتاء في فيديو بثته على "يوتيوب"، ردًا على سؤال: هل المتوفى بمرض السرطان شهيد؟ أن للشهادة من حيث الدنيا والآخرة أنواع منها: أولًا: شهيد الدنيا والآخرة، وهو المقتول من المسلمين فى حرب مشروعة ضد الكفار، وكان يبتغى بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن شهيد الدنيا يٌغسَّل ولا يصلى عليه، وأن مقتضى الشهادة فى الآخرة أن له الأجر العظيم الذى قال الله فيه {ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} آل عمران: 169. وأضافت ثانيًا: شهيد الدنيا فقط، وهو المقتول فى الحرب المذكورة ولم يقصد بذلك وجه الله تعالى، فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه، ولكن يحرم من ثواب الآخرة، لافتًة إلى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم أن أعرابيًا قال للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر-أى للشهرة-والرجل يقاتل ليرى مكانه - فمن فى سبيل الله ؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله". وتابعت: ثالثًا: شهيد الآخرة فقط: وهو الذى لم يمت فى الحرب المذكورة، كالغريق والمبطون، فهو يعامل فى الدنيا معاملة أى ميت آخر من وجوب غسله والصلاة عليه، ولكن الله يعطيه فى الآخرة ثواب الشهداء، لحديث "ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا: يا رسول الله من قتل فى سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء امتى إذًا لقليل، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: من قتل فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى الطاعون فهو شهيد، ومن مات من البطن فهو شهيد" رواه مسلم. واختتمت: «ومن هؤلاء من يقتل دفاعا عن نفسه ، فقد روى الترمذى بسند حسن صحيح "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد"، وكل ذلك فى موت المسلم، أما غيره فلا نصيب له من الشهادة عند الله».
