بأكبر وفد دبلوماسي على الإطلاق.. ماذا تفعل الإمارات في نيويورك ؟

هند العتيبة مديرة الاتصال الاستراتيجي بوزارة الخارجية الإماراتية:
* نشارك بأكبر وفد على الإطلاق في الجمعية العامة للأمم المتحدة 24 سبتمبر
* الإمارات لا تتصرف من جانب واحد وتعزز التعاون متعدد الأطراف
* التسامح وحوار الأديان عنصر أساسي لتحقيق الاستقرار الإقليمي
يسعى أكبر وفد على الإطلاق في الإمارات العربية المتحدة إلى الأمم المتحدة - برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إلى إيجاد حلول دبلوماسية للتصدي للتحديات الأكثر إلحاحًا للاستقرار والأمن الإقليميين، والتأكيد على رفض التطرف والكراهية.
أولويات والتزام
كشفت الإمارات، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، عن أولوياتها للدورة 74 القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، المقررة يوم 28 سبتمبر.
كما أكدت الإمارات التزامها العميق والمستمر بالمبادرات التي تقودها الأمم المتحدة وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 لبناء عالم أكثر سلاما وتسامحا.
الإمارات.. داعم للسلام والأمن
وقالت مديرة الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإماراتية، هند مناع للعتيبة في كلمة ألقتها في المؤتمر الصحفي اليوم: ستذهب دولة الإمارات إلى نيويورك بصفتها داعمًا حازمًا ومسئولًا للسلام والأمن الإقليميين، وبطل ملتزم ضد التطرف والكراهية، وبوصفها تعمل على تعزيز التنمية البشرية وحماية الكوكب.
وفي النقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة وهو التجمع السنوي المستمر على مدى أسبوع يشارك فيه قادة العالم في سلسلة من الاجتماعات المهمة لمواجهة التحديات العالمية، من المقرر أن يتحدث وزير الخارجية الإماراتي أمام الجمعية العامة.
واستطردت العتيبة أن «الإمارات لا تتصرف من جانب واحد - وأحد أهدافنا الرئيسية خلال الجمعية العامة هو تعزيز التعاون متعدد الأطراف ودور المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة».
وعلى المسار السياسي، شددت العتيبة على أن «الإمارات تدعم الحلول الدبلوماسية التي تسعى إلى حل النزاعات بدلًا من مجرد إدارتها».
كما أكدت مجددًا دعم الإمارات المستمر للجهود الدبلوماسية التي بذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث في اليمن في الوقت الذي يواصل فيه سحب قواته العسكرية من البلاد.
أزمة اليمن
وأضافت المسئولة الإماراتية أن بلادها ستفي بالتزامها الكامل بالمساعدات لليمن لهذا العام وستظل واحدة من أكبر مزودي المساعدات الإنسانية والإنمائية في اليمن.
وتابعت المسئول إن الإمارات ستواصل القيام بدور قيادي في قضايا المناخ والاستدامة في الجمعية العامة.
مهمة وفد الإمارات في نيويورك
وفي يونيو من العام الجاري، استضافت الإمارات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الآخرين في أبو ظبي.
وتستعد لحضور مؤتمر تحضيري لقمة العمل المناخي للأمين العام والتي ستعقد في 23 سبتمبر.
دولة الإمارات هي أيضا موطن للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، IRENA، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تنسق جيدا الجهود العالمية لتعزيز ودعم الانتقال إلى الطاقة المستدامة.
وعن مهمة الوفد الإماراتي قابلت العتيبة إن «الوفد سيركز أيضا على تمكين المرأة، وتدعم الإمارات مشاريع التنمية التي تقودها الأمم المتحدة والتي يجب أن تدمج النساء والفتيات بنشاط في تصميمها وتنفيذها.
وتعمل الإمارات حاليًا عن كثب مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي الهيئة المكرسة للنهوض بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، في برنامج التدريب العسكري وحفظ السلام للمرأة في أكاديمية خولة بنت الأزور العسكرية في أبو ظبي.
وقالت إن الجولة الثانية من هذا البرنامج من المقرر أن تبدأ في عام 2020 وستضم مشاركات من آسيا وأفريقيا.
الإمارات أرض السلام
وخلال المناقشة العامة التي تستغرق أسبوعًا، قالت المسئولة إن دبلوماسيي الإمارات سيبرزون أيضًا التسامح والحوار بين الأديان كعنصر أساسي في مقاربة الإمارات للاستقرار الإقليمي وكعنصر أساسي في سياستها الخارجية.
واستطردت: لقد علّمنا تاريخ منطقتنا أن نكون حذرين غريزيًا من أولئك الذين يسعون إلى رفع الأيديولوجية فوق الاحتياجات والمصالح المادية للأشخاص، والتي تبدأ أولًا وقبل كل شيء بالصحة والأمن.
وهذا هو السبب في أننا نستثمر في برامج التنمية والاستقرار، بدلًا من البرامج السياسية أو الدينية، وفقا ل العتيبة.
وأوضحت «لهذا السبب نسعى إلى مواجهة الجماعات والأيديولوجيات المتطرفة أينما نراها، بدءًا من جهودنا لتمكين المرأة ».
وتؤكد مبادرات الإمارات العربية المتحدة، مثل مركز الهداية ومجلس الحكماء الإسلامي وبيت الأسرة الإبراهيمية، رفض التطرف والطائفية بجميع أشكاله وكذلك الرغبة في تعزيز التناغم بين الأديان.
2019 عام التسامح
وتحتفل دولة الإمارات بعام 2019 باعتباره «عام التسامح» ورحبت بقداسة البابا فرانسيس في فبراير الماضي.
كما انضم إلى الإمام الأكبر للأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر للأزهر، في توقيع الإعلان بشأن حقوق الإنسان، والأخوة من أجل السلام العالمي والعيش معًا، والتي تؤكد من جديد القيم بين الأديان للتسامح والسلام.
الإمارات العربية المتحدة هي موطن لحوالي 40 كنيسة مسيحية، ومعبدين هندوسيين، ومعبد السيخ، ودير بوذي، ترحب جميعها بالتجمعات المتعددة الجنسيات.
وأشارت العتيبة إلى أن الجالية اليهودية تجتمع وتُمارس في دبي، وفقا لبيان الخارجية الإماراتية.
وستواصل الإمارات تعزيز الحرية الدينية والتعايش السلمي، بما في ذلك من خلال بناء دار العائلة الإبراهيمية، ومكان للتعلم والحوار والعبادة ومنزل المستقبل للتجمعات التي تجمع قادة العالم.
وكشفت المسؤولة عن إطلاق البيت الإبراهيمي في نيويورك في سبتمبر المقبل.
مساعدات الإمارات
كما أوضحت العتيبة الأولويات الأخرى لدولة الإمارات العربية المتحدة مثل تمكين الناس وتخفيف المعاناة من خلال المساعدات الإنسانية والتنمية، وتشجيع إشراك الشباب في المجتمع، والتزام الإمارات تجاه جدول أعمال الأمين العام لإصلاح نظام الأمم المتحدة، ودعم التعاون الرقمي.
ومن المقرر أن يكون في استقبال وفد دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لانا نسيبة، السفيرة والممثلة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة.
أعضاء وفد الإمارات بالأمم المتحدة
وسيضم الوفد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية؛ ريم الهاشمي، وزير الدولة للتعاون الدولي؛ د. ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة؛ الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة؛ حصة بو حميد، وزيرة تنمية المجتمع؛ عمر العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي؛ عهود الرومي وزير الدولة للسعادة والرفاهية؛ شما المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب؛ أحمد الصايغ وزير الدولة؛ أحمد الجرمان مساعد وزير حقوق الإنسان والقانون الدولي؛ خليفة شاهين المرار مساعد وزير الشؤون السياسية؛ سلطان الشامسي مساعد وزير التعاون الدولي؛ يعقوب الحوسني، مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية؛ عمر غباش مساعد وزير الشئون الثقافية؛ يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة؛ د. علي النعيمي أمين عام المجلس الإسلامي للشيوخ.