كشفت وزارة الخارجية الأمريكية أمس، الأربعاء، عن أن تقرير صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية حول عرض واشنطن أموالًا على قباطنة الناقلات الإيرانية من أجل تسليمها، هو تقرير صحيح. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية "نؤكد أن تقرير فاينانشال تايمز الذي أورد معلومات عن اتصالنا بقباطنة ناقلات إيرانية دقيق". وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية "اتصلنا بقباطنة ناقلات نفط إيرانية وعرضنا عليهم ملايين الدولارات، لتسليمها إلى دول تحتجزها نيابة عن واشنطن". وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تمزج بين الترغيب والتهديد خلال اتصالها بقادة تلك السفن؛ حيث يعرض المبعوث الأمريكي إلى إيران، براين هوك، عليهم، عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، التي قالت الصحيفة البريطانية إنها اطلعت عليها، ملايين الدولارات في مقابل تسليم الناقلات التي تحمل النفط الإيراني إلى دولة يمكن أن تنوب عن واشنطن، أو تحذرهم مع شركات الشحن من أنهم سيكونون عرضة للمحاكمة بتهمة مساعدة الحرس الثوري الإيراني الذي صنفته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا منظمة إرهابية. وذكرت "فاينانشال تايمز" أن أخيليش كومار، القبطان الهندي للناقلة الإيرانية "أدريان داريا"، التي تترصدها الولاياتالمتحدة للاشتباه في قيامها بنقل نفط إلى سوريا، تلقي في 26 أغسطس، رسالة على بريده الإلكتروني من براين هوك عارضًا عليه ملايين الدولارات للإبحار بالناقلة إلى دولة يمكنها احتجازها نيابة عن واشنطن، وتأكيدًا على أن الرسالة حقيقية، وليست عملية احتيال، فقد تضمنت رقم هاتف بوزارة الخارجية الأمريكية. وقالت الصحيفة إن تلك الرسالة كانت قبل 4 أيام من فرض واشنطن عقوبات على الناقلة، وإنها لم تقتصر عليه فقط، بل أرسل هوك رسائل ل10 قباطنة، خلال الأشهر الأخيرة، حذرهم فيها من دفع ثمن باهظ بخرقهم العقوبات المتعلقة بمساعدة إيران. وقد راقبت واشنطن تحركات الناقلة التي أجرت مناورات في البحر توحي بأن ربانها ربما كان يفكر في كيفية الرد على العرض، ولكنه بعد يومين من عدم الرد بعث هوك له برسالة أن وزارة الخزانة الأميركية قررت فرض عقوبات على الناقلة. وعلقت الصحيفة البريطانية على رسائل المبعوث الأميركي بأنها تأتى وفقًا لبرنامج لمكافحة الإرهاب أنشئ عام 1984 تحت اسم "مكافآت من أجل العدالة"، وذكر مسئولون أميركيون أن واشنطن بدأت مؤخرًا في استخدامه لاستهداف الحرس الثوري الإيراني، وستقدم مكافآت تصل إلى 15 مليون دولار للحصول على معلومات تساعدها على عرقلة الأنشطة الإيرانية غير المشروعة. وقال براين هوك، في تصريحات للصحيفة، إن "إيران تعرف أن نجاح ضغوطنا يعتمد على التطبيق الصارم لعقوبات بشأن نفطها، لقد انهارت صادراتها النفطية الإيرانية خلال فترة زمنية قصيرة، ونحن نعمل عن كثب لتعطيل الصادرات النفطية غير المشروعة".