فرضت الولاياتالمتحدة اليوم الأربعاء عقوبات جديدة، تضاف إلى قائمة طويلة من العقوبات ضد إيران، لتستهدف هذه المرة ما وصفته بأنه "شبكة واسعة لنقل النفط"، يديرها الحرس الثوري الإيراني- فيلق القدس، وحزب الله. وقالت واشنطن إن الشبكة قامت بنقل شحنات النفط وانتهكت عقوبات سابقة فرضتها الولاياتالمتحدة على إيران. كما قامت بتوفير الدعم المادي للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان صحفي، إن الشبكة عملت كذلك لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد. وتأتي عقوبات اليوم لتمثل الحلقة الأحدث في التحركات الأمريكية للضغط على إيران منذ انسحبت واشنطن في مايو من عام 2018، من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية مع طهران في فيينا عام 2015. وعقب الانسحاب من الاتفاق، أعادت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات اقتصادية خانقة على إيران، تشمل حظرا على صادراتها النفطية. وفي رد فعل، أوقفت طهران تنفيذ التزاماتها التي ينص عليها اتفاق فيينا. وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أن "شبكة النفط" تمثل حلقة في سلسلة من الاستفزازات التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وفي العالم بأسره. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين: "تحرك وزارة الخزانة ضد شبكة النفط مترامية الأطراف يجعل من الواضح تماما أن الذين يشترون النفط الإيراني يدعمون الذراع المسلحة والإرهابية لإيران، أي الحرس الثوري الإيراني". وقالت الخزانة الأمريكية إنها "شبكة واسعة لنقل النفط من أجل الإرهاب"، وأوضحت أن العقوبات الجديدة تستهدف 16 كيانا و10 أفراد. كما أعلنت واشنطن مكافأة مالية بقيمة 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تعطيل الشبكات المالية التي يديرها الحرس الثوري الإيراني وأذرعه، وبينها مبيعات النفط غير الشرعية. وقال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية إن بلاده ستستمر في تكثيف حملتها لممارسة أقصى ضغط على إيران، مضيفا أنه "سيكون هناك مزيد من العقوبات" وأن واشنطن ستواصل العمل من أجل حرمان النظام الإيراني من الحصول على عائدات النفط. وتابع: "نعتقد أن هذا يوفر مناخا من شأنه أن يقود إلى المحادثات في نهاية المطاف". وفي معرض رد الرئيس على سؤال عما إذا كان من شأن العقوبات الجديدة أن تقود إلى مفاوضات، قال ترامب إن الولاياتالمتحدة سوف تنتظر لترى ما سيحدث. وأضاف الرئيس الأمريكي: "يريدون إجراء محادثات. يريدون التوصل إلى اتفاق. إيران ليست الدولة التي كانت قبل عامين ونصف العام... إيران دولة تمتلك إمكانيات هائلة، لا نسعى إلى تغيير النظام (في إيران)." وفرضت الولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء، وللمرة الأولى، عقوبات على وكالة الفضاء الإيرانية ومجموعتي أبحاث تابعتين لها، بعدما استهدفت عقوبات واشنطن الأسبوع الماضي ناقلة نفط إيرانية وقائدها في إطار نزاع دبلوماسي، وزعمت أن إيران لا تزال تصر على وصول ناقلة النفط إلى سورية. وفي سياق متصل، أصدرت الخزانة الأمريكية تحذيرا لأوساط النقل البحري العالمية من المخاطر التي ينطوي عليها التورط في "المخططات غير الشرعية" مثل شبكة النفط التابعة للحرس الثوري الإيراني. ويضاف هذا التحذير إلى آخر سابق حذر من خطورة التعرض لعقوبات حال توجيه شحنات نفط إلى سورية.