على الرغم من أن "مليونيات الجمعة" المتكررة تثير دائما جدلاً بين التيارات والقوى السياسية والثورية المختلفة، إلا أن جمعة "لم الشمل" بدت من نوع خاص إذ طالبت بعض الحركات السياسية بعمل صلح بين ما بات يعرف بمتظاهري التحرير (المناهضين للمجلس العسكري) ومتظاهري العباسية (المؤيدين له) في جمعة اليوم لتوحيد الصف وإنهاء الانقسام، فيما تباينت مواقف وردود أفعال القوى السياسية حول ما أُطلق عليه "جمعة لم الشمل" بين مؤيد ومعارض. ومن جانبه ذكر باسم الخواص صاحب مبادرة الصلح بين التحرير والعباسية أن هناك كمًا هائلاً من الائتلافات والأحزاب شارك في المبادرة بلغ 135 ائتلافًا وحزبًا حسب قوله ، وأكد على أنه تم الاتفاق على التأكيد علي أهداف الثورة المصرية. وأضاف الخواص أنهم يعملون منذ ما يقرب من شهر ونصف الشهر في سرية تامة حتى لا يحاول أي طرف إفساد المبادرة. وعلى صعيد أخر أعلنت 6 حركات سياسية عدم مشاركتها في جمعة "لم الشمل"، معربة عن استيائها من الدعوة التي قدمها مجموعة من الأشخاص يدعون أنهم من ثوار التحرير أنشئوا ما يسمى "تحالف القوى المصرية". وتبرأت الحركات في بيان لها اليوم من وجود أي صلة لها بهذه الدعوة، مؤكدة أن حق التظاهر مكفول لأي شخص ليعبر عن رأيه. كما أشارت الحركات إلى انشغالها بشرح مبادرتها لنقل السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة في اقرب وقت لأبناء الوطن، الأمر الذي يشغلهم في الفترة الحالية حتى يوم 25 يناير المقبل. ونفى طارق الخولى، المتحدث الرسمي باسم حركة 6 ابريل "الجبهة الديمقراطية"، المشاركة في التظاهرة، خاصة أن هدفها تفريق الشمل وليس لم الشمل حسب تعبيره، وأضاف قائلا "الهدف من هذه التظاهرة هو إظهار أن هناك انقساما في صفوف الثوار الذين يصرون علي استكمال طريق الثورة ويفقدون أرواحهم وأعينهم وأجسادهم من أجل كرامة الشعب المصري." وأضاف الخولي أنهم مع الجيش ولكن ليس مع قرارات المجلس العسكري التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وأزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة في حق الشعب المصري. ومن الحركات الموقعة على البيان ائتلاف شباب الثورة وحركة 6 ابريل "الجبهة الديمقراطية" وحزب التيار المصري واتحاد شباب الثورة والجبهة القومية للعدالة والحرية واتحاد شباب حزب الغد. فيما أوضح ائتلاف 19 مارس "الأغلبية الصامتة " أنه لم يدع إلى المشاركة في تظاهرة الجمعة التي تم توجيه الدعوة إليها تحت اسم "لم الشمل"، منوها إلى أن أعضاء الائتلاف لن يشاركوا في أي مبادرات للتحاور مع متظاهري التحرير. وأضاف الائتلاف في رسالته، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": لم نوجه أي دعوة للتوجه الجمعة إلى ميدان التحرير، ولم نشترك في أي مبادرة تتضمن أي طرف عميل أو خائن ، ولم ولن نبيع جيش مصر ، ولم ولن نتخلى عن مطالبنا الأساسية والمتمثلة في ضرورة محاكمة كل من تورط في تمويلات أجنبية غير مشروعة، وفى ضرورة دعمنا للإرادة الشعبية، ولتمكين الشعب من خلال صناديق الاقتراع تحت إشراف القضاء المصري. كما طالب الائتلاف، المواطنين بعدم المشاركة في جمعة الغد، وأردفت الرسالة " نرجو من الجميع عدم المشاركة في أي دعوة للتظاهر في التحرير غداً، حتى لا تعطوا شرعية لمن فقد الشرعية بعد النجاح الباهر لوقفات العباسية المتحضرة السلمية، وحتى لا يتم توريط ثوار مصر في العباسية في أي لغط." فيما نفت القوي الداعمة لاستقرار مصر علاقتها بالاتفاق مع قوي التحرير فيما سمي باسم "تحالف القوي المصرية" وذلك بشأن ما سمي بجمعة لم الشمل. كما نفت أيضا تأييدها لشرعية ميدان التحرير في إدارة شئون البلاد، وأكدت أنها تؤيد وتدعم الجيش والشرطة . وأشارت القوى إلى أن الشرعية مستمدة من الشعب وليس من قوي بعين ها في إشارة إلى معتصمي التحرير. وأكدت القوى في بيان صدر عنها أمس أن لم الشمل سيؤتي بثماره حينما يعود الجميع إلي الشرعية المستمدة من صناديق الانتخابات، وطالب البيان بالتوقف الفوري عن الاحتكاك بجميع مؤسسات الدولة سواء جيش أو شرطة أو قضاء وان يتكاتف الجميع لإنقاذ مصر وأمنها واقتصادها وأن يتم تطبيق إرادة الشعب. ويذكر أن تلك القوي هي" حركة أنا المصري، صفحة VTV , و حركة الاستقرار والتنمية, ائتلاف 19 مارس, ائتلاف اللجنة الشعبية للدفاع عن مصر, حركة السلام والاستقرار, ائتلاف إنقاذ مصر, وصفحة ضد إدارة مصر من ميدان التحرير". وفي سياق متصل، نفى الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، مشاركة الإخوان في أي تظاهرات في مصر يوم الجمعة ، مشيرا إلى أن المصريين بحاجة إلى الإحساس بالاستقرار والتفرغ للعمل والإنتاج دون الخروج من اجل مجرد التظاهر. وقال حسين "إن تصريحات الفريقين الذين يتظاهرون في ميدان التحرير تشير إلى أنهم لن ينظموا تظاهرة الجمعة، وكذلك مجموعات الأغلبية الصامتة "متظاهري العباسية" أكدوا أيضا أنهم لن يتظاهروا الجمعة"، فمن سيتظاهر إذن ؟!". وقال محمود عطية، منسق ائتلاف "مصر فوق الجميع" ومنسق حملة "المشير رئيسًا" إن الدعوة لمليونية "لم الشمل" جزء من مخطط عصابة تسعى لتحل محل الحزب الوطني المنحل بامتيازاته وفساده. وأضاف عطية قائلا "هناك التفاف على إرادة متظاهرى العباسية وندعو للاستقرار وعدم التظاهر، ولن نشارك في اى مليونيات ونرفض مبدأ احتلال الميادين، لأننا لن نرضى بمزيد من الفوضى، ولابد أن نتنبه لمنع حدوث اى احتكاكات من اجل الوصول لمرحلة الاستقرار".