صفعة على وجه أردوغان.. القاهرة تحتضن منتدى شرق المتوسط للمرة الثانية.. كيف أجهض حلم الرئيس التركي في السيطرة على ثروات النفط

تستضيف مصر غدا الخميس، اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط ويعد الاجتماع الثاني بعد تدشين المنتدى فى منتصف يناير الماضى.
ويشارك فيه إلى جانب مصر كل من وزراء البترول والطاقة بعدد من دول المتوسط هى قبرص واليونان والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا إلى جانب الولايات المتحدة التي يمثلها وزير الطاقة ريك بيرى، كما يشارك الاتحاد الأوروبى فى الاجتماع ممثلا فى المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة والمناخ.
ويشكل "منتدى غاز شرق المتوسط" فرصة للدول المتوسطية لتحقيق تعاون أكبر يعود بالنفع عليها، خصوصا مع وجود احتياطات كبيرة من الغاز في هذا الإقليم، التي تقدر بنحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
وتشكل المنتدى الاقتصادى فى منتصف يناير الماضى من وزراء الطاقة في 7 دول، من بينها مصر، على أن يكون مقره القاهرة.
والدول المشاركة في إنشاء المنتدى بالإضافة إلى مصر هي: إيطاليا، واليونان، وقبرص، والأردن، وإسرائيل، وفلسطين، على أن تكون العضوية مفتوحة لمن يرغب بذلك.
ورأت الأوساط النفطية أن خطوة إنشاء منتدى شرق المتوسط خطوة مهمة حسمت التنافس بين جيران كنز الغاز الطبيعي الأكبر في العالم بمنطقة شرقي البحر المتوسط، وإجهاضًا لأحلام تركيا التي خططت وسعت منذ سنوات إلى الهيمنة على سوق الطاقة في هذه المنطقة، ومحاولة الاستيلاء على ثرواتها عبر عمليات تنقيب غير شرعية ضاربة بعرض الحائط المواثيق والقوانين الدولية وعقوبات الإتحاد الأوروبي الأخيرة لها.
خطوة على طريق أوبك
من جانبه، أكد محمد حسين آل عسكر، المستشار السابق لوزير النفط السعودي والخبير بمجالي النفط والعلاقات الدولية، أن مصر استطاعت أن تحقق مكانة كبيرة وسط الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعى لاسيما بعد الإكتشافات البترولية الأخيرة فى المتوسط ما عكس ثقل مصر اقليميًا في صناعة البترول.
وأوضح "آل عسكر"، فى تصريحات خاصة لصدى البلد"، أنه بحسب التوقعات فإن هناك دولتين في طريقهما للانضمام لمنظمة أوبك وهما مصر والصومال بعد الاكتشافات البترولية المهمة في كليهما.
وأضاف " مستشار وزير النفط السعودي"، أن المؤشرات التي تعد خطوات أولى لانضمامها ل أوبك هي الدعوة لحضور فعاليات المنظمة بصفة مراقب .وهذا يعتبر تعويضا عن خروج بعض الأعضاء كان آخرها قطر.
صفة على وجه أردوغان
وقال ثروت راغب أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية، إن منتدى غاز شرق المتوسط يوفر الغاز للبلاد التي لا يتوافر لديها الغاز في حوض المتوسط حيث يضم المنتدى 7 دول قابلة للزيادة ويعد نموذج مصغر من أوبك.
وأضاف " راغب " في تصريحات ل"صدى البلد"، أن المنتدى يشكل ضربة قوية لأردوغان الذي يحلم بالسيطرة على ثروات المتوسط ، مشيرًا إلى أن تواجد هذه الدول السبع وبحضور ممثلى أيضا عن الإتحاد الأوروبي الذي فرض عقوباته مؤخرا على الرئيس التركي جراء تنقيبه غير المشروع فى المياة الإقليمية لقبرص يمثل صفعة لحلم أردوغان فى المتوسط.
ولفت إلى أن المنتدى من شأنه تنظيم أسعار الغاز حيث يعمل كبورصة لتسعير الغاز ويتيح الفرصة لتبادل المعلومات السيزمية والجيولوجية لعمليات الحفر والتنقيب.
وأضاف : أن مصر تعتبر المركز الإقليمي للطاقة لأنها تقوم بتسييل الغاز وتصديره إلى أوروبا، وستشارك دول كثيرة في المنتدى لأن مصر تمتلك بنية تحتية ومحطات إسالة تمكنها من تسييل الغاز وتصدره مرة أخرى.
وتابع:" قانون تنظيم الغاز الذي تم إقراره في مصر، يعطي الحق لأي شركة أجنبية للقيام بعملية بيع وتجارة الغاز، مصر تمتلك محطتين لإسالة الغاز وهذه ميزة تجذب الدول للمشاركة في منتدى غاز شرق المتوسط".