د.إبراهيم مجدي يكتب: النفسية والجلدية

في الآونة الأخيرة اعتدت الاتصال بأستاذنا الدكتور هاني الناظر عالم الأمراض الجلدية والرئيس السابق للمركز القومي للبحوث لكي استفهم منه عن موضوع يؤرقني وهو لماذا لا يوجد تعاون كبير بين أطباء النفسية و الجلدية
أو بين أطباء الباطنة و بين الاطباء النفسيين.
ولأن قليلا جدا من الاطباء الجلدية أو أطباء الباطنة من ينصح مريضه بالذهاب الي طبيب نفسي يقوم بتحويل أي حالة تأتي له لتخصص آخر للأسف كثيرا منهم يخشى أن يتركه المريض و بعضهم لا يعترف بالطب النفسي نعم هناك أطباء في تخصصات أخري لا يعترفون بأهمية الطب النفسي .
لكن الدكتور هاني يفعل هذا لأن لديه تواضع العالم الحقيقي و الحرص على راحة المريض و يعرف مدى أهمية التخصص .
المواطن العادي يدور بذهنه سؤال الان هل يوجد علاقة بين الأمراض الجلدية و بين الأمراض النفسية.
التأثير الذي تحدثه الأمراض الجلدية والنفسية على بعضها البعض كبيرة ومعقدة ، كما اكتشف مارك غرينر في المؤتمر (22) للرابطة الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية (EADV) الذي عقد في اسطنبول في أكتوبر 2013.
لبعض الوقت ، كان هناك اعتراف متزايد بدور العوامل النفسية والاجتماعية ، جنبًا إلى جنب مع النظم الفسيولوجية المتعددة (العصبية والغدد الصماء والمناعية) ، في الأمراض الجلدية وتمثل الأمراض الجلدية النفسية مكونات من الواجهات بين هذه العوامل التي معظم تتصل مباشرة إلى الطب النفسي. من ضمن مؤلفي مراجع الأمراض الجلدية ، ليفنسون وآخرون ناقشوا "اضطراب الأعراض الجسدية" الذي تم وصفه مؤخرًا مع أمثلة على شكاوى الأمراض الجلدية.
تحدثنا عن الربط بين الأمراض النفسية و الجلدية و أن هناك تخصصا فرعيا من تخصص الجلدية تحت اسم النفسية الجلدية .
الآن سنذكر بعض الأمراض الجلدية المتعلقة بشدة بالحالة النفسية أو تؤثر على الحالة النفسية وكيفية الاستفادة من العلاج النفسي في إراحة المريض.
الصدفية هي مرض جلدي شائع نسبيا ، مزمن وبه التهابات و مشاكل في تكاثر الجلد ،هذا المرض الذي يتطلب في بعض الأحيان العلاج الجهازي . منذ فترة طويلة تم اكتشاف أن الإجهاد النفسي يزيد من الصدفية. نرتبط الصدفية بمجموعة متنوعة من الصعوبات النفسية ،بما في ذلك ضعف احترام الذات ، والضعف الجنسي ، والقلق ، والاكتئاب ، والتفكير في الانتحار.
تظهر الارتكاريا النفسية كما يبدو من اسمها بسبب حالتك النفسية، فإذا كنت تعاني من توتر شديد، قد يظهر على جلدك طفح جلدي غالبا ما يكون على شكل ارتكاريا خلايا النحل. و الارتكاريا النفسية ، عبارة عن مناطق حمراء قد تكون صغيرة أو بقع كبيرة وقد ترتفع قليلا عن سطح الجلد، وقد يكون الطفح الجلدي مثيرا للحكة، ويظهر ويختفي الطفح من تلقاء نفسه، وقد يستمر لأسابيع، وقد تحتاج للحصول على المساعدة الطبية لعلاجه.
الإكزيما العصبية (بالإنجليزية: Neurodermatitis) طبيًا تعرف بالحزاز البسيط المزمن (بالإنجليزية: Lichen simplex chronicus)، وهي اضطراب جلديّ عصبيّ يتمثل بظهور بقع على الرقبة، وفروة الرأس، والكتفين، والقدمين، والكاحلين، والمعصمين، واليدين، إذ تصبح رقعة الجلد المصابة سميكة، مُسبّبة الحكة نتيجة تهيّج النهايات العصبية في الجلد. ويمكن أن تكون الحكة شديدة لدرجة أن يخدش أو يحكّ المصاب المنطقة المتهيجة بشكلٍ متكرر، ولكنّها غير مستمرة، وتزداد عند معظم الناس عند الاسترخاء أو النوم، ويمكن أن تتسبب بإيقاظ الشخص من النوم العميق.
حب الشباب
تم التعرف على التأثير النفسي والاجتماعي لحب الشباب لأول مرة في عام 1948 ، عندما كتبا Sulzberger و Zaidens : "لا يوجد مرض واحد يسبب المزيد من الصدمات النفسية وأكثر من ذلك سوء التوافق بين الآباء والأمهات والأطفال ، وانعدام الأمن العام أكثر ومشاعر الدونية ، ومبالغ تقييم نفسية أكثر من حب الشباب
حب الشباب لديه ارتباط واضح مع الاكتئاب والقلق والاعتلال المشترك للأمراض النفسية ، حب الشباب excoriée يشمل اضطراب صورة الجسم ، والاكتئاب ، والقلق ، والوسواس القهري اضطراب الوسواس القهري ، اضطرابات الوهم ، اضطرابات الشخصية والرهاب الاجتماعي.
وقد ذكرا أن الشباب الذين يعانون من حب الشباب في خطر يؤدي الى الاكتئاب والانتحار. وقد لوحظت اختلافات مثيرة للاهتمام بين الجنسين في هذا المرض. في الرجال ، يتفاقم الشجب الذاتي بسبب الاكتئاب أو القلق المشترك ،بينما في النساء قد يكون هذا السلوك مظهرا من مظاهر شخصية غير ناضجة ‘.
الاضطرابات النفسية الثانوية
تشمل هذه الفئة المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية نتيجة وجود مرض جلدي . قد يكون مرض الجلد لدى هؤلاء المرضى أكثر حدة من الأمراض النفسية
الأعراض ، وحتى إذا لم تكن مهددة للحياة ، يمكن اعتبارها "مدمرة للحياة".
وأشهر هذه الامراض البهاق و الثعلبة
الخلاصة
هناك تداخل شديد بين الأمراض النفسية والأمراض الجلدية و يجب أن يكون هناك وعي زائد لدى الأطباء و المرضي عن أهمية التعاون بين أطباء النفسية و الجلدية.