قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن المسلم مأمور بالمراجعة الدائمة للتوبة ؛ لأنه لا يزال يخطئ وسن الله سبحانه وتعالى فيه أن يستمر ذلك دائما. وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يرشدنا سيد الخلق إلى أنه يفعل ذلك كل يوم، فلا نمل من التوبة إلى الله، ولا نمل من مصارحة النفس بالعيوب والتقصير، ولا نمل من الإقلاع بهمة متجددة لرب العالمين، ولا ننسى الآخرة، ولا ننسى التوبة من هذه المعاصي. وأضاف أن التوبة حتى تستمر لا بد وأن يتهيأ لها بيئة صالحة، ومجتمع متضامن متناصح، ويظهر هذا المعنى في قول العالم لقاتل المائة : « انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء»، الإنسان يحتاج على الطاعة معين، وعلى الخير ناصح أمين. وتابع: إن ترك نقد الذات ومراجعة النفس والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى يؤدي إلى عذاب كبير لعلنا نعيش بعضه في أيامنا هذه، فإن صلاح إنسان واحد لا يكفي لصلاح المجتمع أو لنهضة الأمة وصحوتها، فلا بد من أن تكون توبتنا إلى الله جماعية، ومراجعتنا شاملة لقضايا الإنسان في كل مكان وفي كل مجال. وأكد أن الله سبحانه وتعالى أراد توبة نصوحا، ولعل مادة "نصوحا" تذكرنا بمعنى النصح، فالدين النصيحة، والنصح له أركان وشروط، والنصح يكون المجتمع الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الذي لا تشيع فيه الفواحش والمنكرات والفساد، فاختزال معنى التوبة في المعنى الغيبي وحده بتر لمراد الله، وبتر لأوامره وإرشاداته، نسأل الله أن يعيد علينا التوبة بمفهومها الشامل على مستوى الفرد والمجتمع إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.