في العادة يندرج تحت واقع يكون به العديد من المسارات غير معلومة الدقة، التي يتم ضخها بواسطة وسائل غير مأمونة، بالتالي فإن حدوث بلبلة في التداعيات التي تنتج هو ناتج طبيعي لتلك المعادلة المختلة الموازين. البيانات التي يتم تجميعها عبر وسائل تعتبر هي المصادر الأساسية لتحصيل المعلومات حول ما يدور من أحداث علي أرض الواقع تعد هي الفاعل الرئيسي في حدوث ما تؤول إليه الأحوال من حالة تخبط. يندفع الكثيرون لإطفاء الأحكام وصبغ الألوان الداكنة علي الأحداث وهم غير ملومين علي ذلك بما أنهم فعلوا ذلك نتاج ما وصل إليهم من ضخ معلوماتي قد يكون غير صحيح وغير مبرر بالشكل الكافي. ومن جراء سياسة التخبط المدروس والمنظم أصبح انتشار الشعور بعدم الثقة هو المنهج المتبع، ولكن يمكن للمحايد أن يكشف عن تساؤلات بريئة لمصلحة من هذا التخبط ومن هي الجهة المستفيدة؟ بدملوماسية الصدمات أو ما يسمى بالفوضى الخلاقة. وماذا تعني الفوضي الخلاقة؟ ولمن تكون خلاقة؟ بكل تأكيد لن تصبح كذلك إلا لمن يسعي في إحداثها. ولن ينتج من وراء حدوثها سوى حالة من التخبط لا ينتج عنها سوى حدوث التباس في المفاهيم والإيديولوجيات السياسية التي من الواجب ترسيخها في ظل ما يجري الآن من تحولات جذرية علي الساحة الداخلية المصرية. عدم وجود توازن بين التفكير التحليلي والناقد والمبدع والعملي يعد عاملا أساسيا لحدوث التخبط. من الضروري معرفة متى يكون الإنسان بحاجة إلى هذه الأنواع من التفكير، حتى لا يقع فريسة مستهدفة من قبل بعض مصادر المعلومات التي تعمل علي توجيه الفكر نحو سياقات محددة مسبقا. الحوار بين أناس أحرار، عامل أساسي لنضوجهم الفكري. الحوار هو نقاش مفتوح بين الأفراد لعرض أفكار المشاركين وتجاربهم لتجاوز الانعزالية الفردية. الدخول في حوار مع الآخرين يغذي أفكار الفرد والجماعة معا وتصبح محصلة النقاش والحوار أكثر وأكبر وأعمق من مجموع الأفكار المطروحة قبل نقاشها ومقارنتها. أثناء الحوار تنمو الأفكار وتتطور بسبب دخولها في مجابهة سلمية ومقصودة مع أفكار مناقضة أو موازية أو متقاربة أو مكملة. هذه الحركة بين الفكرة وغيرها ترفع المتحاورين إلى مستوى أرقى من حيث فهم الأمور المطروحة عوضًا عن حالة التخبط وعدم وضوح الرؤية الذي يؤدي إلي ما يحدث من فوضي جزئية لا محل لها من الإعراب.