ذكرت قناة "العربية" أن السفارة الفلسطينية بالقاهرة كانت تعتزم نقل جثمان زكي مبارك، القتيل الفلسطيني في تركيا والتي زعمت السلطات التركية انتحاره شنقا في زنزانته، إلى غزة تمهيدا لدفنها، لكن ما حدث بعد ذلك كان دراميا. وأوضحت القناة أن أسرة القتيل الفلسطيني اعترضت على نقل الجثمان قبل الحصول على تقرير رسمي، سواء من السلطات المصرية أو من أي جهة دولية بحالة الجثمان، وتحديد سبب الوفاة، وبيان حجم الإصابات والجروح وآثار التعذيب به، كما رفضت التوقيع على أي قرار بالموافقة على نقل الجثمان، وهو ما استجابت له السفارة وقررت تأجيل نقله حتى إشعار آخر. وكشف شريف غنيم محامي العائلة ل"العربية.نت" أن مسئولي السفارة وبعد مفاوضات شاقة قرروا تأجيل نقل الجثمان، خاصة أن الأسرة تقدمت بطلب رسمي للنائب العام المصري المستشار نبيل صادق لإعادة تشريح الجثمان، وإعادة فحصه مجددا، وكتابة تقرير بحالته، مضيفا أن الطلب تم تقديمه صباح الخميس وحصل على رقم صادر من مكتب النائب العام، ومن المؤكد أنه سيتم البت فيه بالرفض أو القبول، ولذلك يتوجب بقاء الجثمان لحين صدور قرار النائب العام المصري. وأكد محامي الأسرة أن السلطات المصرية من حقها إعادة فحص الجثمان وكتابة تقرير بحالته، واعتماد ذلك قانونا لعدة أسباب، في مقدمتها أن الجثة متواجدة بمصر، ولجأت الأسرة للسلطات المصرية لمساعدتها بطلب رسمي تم تقديمه للنائب العام، ولم تتدخل مصر وسلطاتها من تلقاء نفسها في القضية بل تلبية لطلب رسمي من الأسرة، لينتفي بذلك الركن الخاص بعدم الاختصاص. وتابع المحامي أن مصلحة الطب الشرعي في مصر مسجلة رسميا كواحدة من أكفأ وأبرز هيئات الطب الشرعي في العالم، ونجح أطبائها قبل ذلك في تحديد أسباب وفاة لشخصيات توفيت من مئات السنين، بل آلاف السنين، مثل الملك المصري توت عنخ أمون، بل نجحوا في كشف ألغاز وأسباب وفاة شخصيات سياسية وفنية بارزة. وكشف محامي العائلة أن جثة زكي مبارك وصلت مستشفى فلسطين بالقاهرة وبها آثار تعذيب وخياطة طبية في كافة أنحاء الجسد، وفي الساق والصدر والقدمين، ومنزوعة الأعضاء مثل القلب والكبد واللسان والبلعوم، وفي العرف القانوني يمكن القول إن هذه الأعضاء سرقت، لكن في عرف مصلحة الطب الشرعي قد يكون سبب انتزاعها دليلا لإخفاء جريمة ما، وإخفاء آثار تعذيب بوسيلة ما، لكن يرصده حالة أي عضو من هذه الأعضاء ، فاللسان مثلا قد يكون تعرض للصعق فستظهر عليه آثار الصعق، وبالتالي لابد من انتزاعه لإخفاء ذلك، وحالة القلب قد ترصد من خلال الطب الشرعي كافة الضغوط النفسية والعصبية التي تعرض لها القتيل قبل وفاته، وبالتالي لابد من انتزاعه بحجة التشريح لإخفاء ذلك. وقال المحامي إن الفحص المبدئي للجثة يؤكد أن زكي مبارك تعرض لتعذيب شديد، وصعق بالكهرباء، وضرب بالهراوات والعصي الحديدية في الساق والقدمين، وكافة مناطق الجسد، كما تعرضت جمجمته للكسر.