توفي مساء اليوم الكاتب والمفكر الإسلامي أحمد كمال أبو المجد، عن عمر ناهز 89 عامًا، قضاها جميعًا في خدمة الوطن، ومن المقرر أن تقام جنازته غدًا الخميس. بدأت مسيرة أحمد كمال أبو المجد التعليمية حين تخرج في كلية الحقوق عام 1952، عاصر الشاب المتخرج حديثًا أحداث ثورة 23 يوليو وما تلاها من أحداث، طوفان الشعب وغليانه ضد حكم الملك فاروق، فأحدث ذلك نقلة نوعية في فكره، وكان أحد قادة هذه الفترة الحاسمة من تاريخ مصر. يرجع لأحمد كمال أبو المجد الفضل في انتشار التنظيم الطليعي للشباب، وقد كان وقتها أقوى تنظيم شبابي سياسي في ستينيات القرن الماضي، فقاد هذا التنظيم وساهم في إخراج عدد من الكوادر الشبابية المصرية. لم تتوقف مسيرة أبو المجد القانونية، ولم تشغله مهامه الوطنية عن الاهتمام بذاته، فحصل على دبلوم القانون العام بجامعة القاهرة 1952 ودبلومة الشريعة الإسلامية وماجستير القانون من جامعة ميتشيجان الأمريكية. تدرج أبو المجد في المناصب العامة، فكان وزيرا للشباب في عام 1973، ومستشارًا لولي العهد الكويتي عام 1977، بعد أن كان مستشارًا ثقافيًا لمصر بواشنطن، قادته تلك الأعمال إلى الحصول على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1977. شغل أبو المجد منصب عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وعضو المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وعضو أكاديمية المملكة المغربية، الرباط، وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، ومفوض شؤون حوار الحضارات بالجامعة العربية، وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان. صدرت له عدة مؤلفات منها الرقابة على دستورية القوانين في الولاياتالمتحدة ومصر، القاهرة، عام 1960، والرقابة القضائية على أعمال الإدارة، القاهرة، عام 1964، والنظام الدستورى لدولة الإمارات العربية المتحدة، القاهرة، عام 1978، ودراسات في المجتمع العربي، القاهرة، عام 1962، وحوار لا مواجهة، القاهرة، عام 1988، ورؤية إسلامية معاصرة، القاهرة، عام 1991. تمحورت كتاباته عن الفكر الإسلامي وإعمال العقل في تطبيق الشريعة الإسلامية، ونادى بتوافق الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير، ودعا إلى عدم التحزب والتموضع حول فكرة واحدة، وحذر من انقسام المجتمعات وتشرذمها.