يبدو أن الولاياتالمتحدة سوف تفقد السيطرة على قاعدة دييجو جارسيا العسكرية السرية، التي تبعد حوالي 1000 ميل عن الأراضي الأمريكية، وذلك بعد مطالبة الأممالمتحدة بتسليم الأراضي التي تقع عليها القاعدة إلى موريشيوس. وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة حولت القاعدة إلى مدينة أمريكية على الطراز الحديث، حيث يمكن للجنود تناول الهامبرجر، والاستمتاع بملعب للجولف، وتسمى القيادة المحلية هناك باسم "بصمة الحرية". وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الموقع الذي تقام عليه القاعدة العسكرية ليس أراض أمريكية، لكنه بقايا من الإمبراطورية البريطانية، وذلك لأنه في عام 1965، في منتصف حقبة الحرب الباردة، وقعت الولاياتالمتحدة اتفاقية سرية مثيرة للجدل مع الحكومة البريطانية لتأجير واحدة من الجزر المرجانية في المحيط الهندي التي تتكون من 60 جزيرة والتي تشكل جزر تشاجوس لبناء قاعدة عسكرية. وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الصفقة كانت سرية لأن المملكة المتحدة كانت في طور إنهاء استعمار موريشيوس، التابع لها أرخبيل تشاجوس، الأرخبيل الذي لم يشهد حتى الآن يوما للاستقلال، وبدلا من ذلك، تم اقتطاعها من موريشيوس وأطلق عليها اسم إقليم المحيط الهندي البريطاني، وهي خطوة رفضتها المحكمة العليا بالأممالمتحدة خلال العام الحالي باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي. وقد صدرت تعليمات إلى بريطانيا الآن بإنهاء عملية الاستعمار بشكل مناسب، وإعادة جزر تشاجوس، الواقعة في منتصف الطريق بين إفريقيا وإندونيسيا، إلى موريشيوس. وتابعت "سي. إن. إن" أنه على الرغم من أن الحكم غير ملزم، إلا أن من شأنه أن يخلق مشكلة كبيرة للولايات المتحدة، حيث تعتبر "دييجو جارسيا" أحد أهم الأصول الأمريكية السرية في الخارج. وتعد القاعدة السرية موطنا لأكثر من 1000 جندي وموظف أمريكي، وقد استخدمت من قبل البحرية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية وحتى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وكان المدرج الهائل بالجزيرة موقعا مخصصا للهبوط في حالات الطوارئ لمكوك الفضاء. ومن هذه القاعدة، تم غزو العراق مرتين، وكانا بمثابة نقطة إنزال حيوية للقاذفات التي تسافر عبر آسيا، بما في ذلك على بحر الصين الجنوبي.