أكد وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، أن العالم العربى يعيش الآن حرب استنزاف على مستوى الأمن، مما يعوق ويحرم الشعوب فى سعيها للتنمية الحقيقية التى تتطلع لها، موضحًا أن الأمة العربية الآن أصبحت مسلحة حتى أسنانها فى تعبير يدل على مدى الاهتمام بالتسليح في المقام الأول. وأضاف العرابي، خلال كلمته الافتتاحية لفعاليات الندوة التى نظمها قطاع خدمة المجتمع و تنمية البيئة بكلية الألسن جامعة عين شمس ، بعنوان "مصر فى عالم متغير"، أن الإقليم الذى تعيش به مصر الآن يشهد تلاطم و تضارب بشكل واضح يشهد بعض الظواهر الجديدة على المنطقة العربية منذ احداث سبتمبر 2011 حتى الآن مثل تغير نمط الإرهاب خلال فترة الثمانينات والتسعينات حيث كان محدود الإمكانيات حتى أصبح عابرا للحدود بدون قيود يعمل مثل ما يحدث فى سوريا وليبيا. واستطرد وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي كلمته، مؤكدًا على أهمية الدور الذى تقوم به كلية الألسن فى تعليم اللغات فى التواصل بين الشعوب وتحقيق السلام بين الدول، وكذلك فى الأمن القومى المصرى. وأضاف أنه إلى جانب تلك المشاكل المتعلقة بالإرهاب هناك بعض دول الجوار الإقليمى أصبح لديها شهية متزايدة للتدخل فى الشئون الداخلية للدول مشيرًا إلى إستخدام تركيا للقوى الناعمة فى الاقتصاد والثقافة وهو الأسلوب الذي اتبعته للتسلل للعقول والذى تحول بعد ذلك من الفعل السلس إلى الاحتلال على غرار ما حدث فى سوريا، مشيرًا إلى أن بعض الدول التى كانت تسعى لرفاهية شعبها أصبح الآن لها قوات جوية متواجدة بثلاث دول فى وقت واحد. وأضاف أنه من الظواهر التى نتجت سابقًا وجود ثمانية من الجيوش العالمية الموجودة حاليا فى سوريا في سابقة لم تحدث من قبل فى المنطقة بأسرها، لافتا النظر إلى وجود تحالفات استراتيجية مثل التحالف بين أيران – روسيا- تركيا لتقرير مصير دولة عربية (سوريا) حيث تقوم تركيا بتعيين محافظين بسوريا، كما تقوم عناصر الشرطة العسكرية الروسية بتنظيم حركة المرور بحلب مؤكدًا أن هذه الظاهرة من الظواهر القاسية ولكنها اصبحت موجودة بالفعل، إلى جانب إنتشار القواعد العسكرية الجوية والبحرية فى المنطقة العربية والقرن الأفريقى. وأوضح أن ما يحدث الأن من محاولة الدول الراعية للإرهاب توفير ممرات خروج آمنة عن طريق القوات الجوية للمجموعات الإرهابية أمام أعين العالم ناتج عن وجود تحالفات تكتيكية موجودة على الأرض، مضيفا أن تلك الجماعات يعاد تجميعها مرة أخري فى دول كثيرة بافريقيا مما يعد تهديدًا لدول شمال افريقيا وخاصة مصر؛ مما يجعلنا أمام تحدى كبير فى التعامل مع افريقيا خلال العام المقبل لأن الصعوبات كبيرة والامكانيات محدودة، مشيرًا أن عملية تنمية افريقيا ستأخذ وقتًا طويلا مع الأخذ فى الإعتبار أن الأرهاب أسرع من الحكومات فى استعمال الأدوات مثل الطائرات بدون طيار ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا توجد حتى الآن استراتيجية دولية لتجفيف منابع الإرهاب. وأكد أن لمصر تواجد كبير فى افريقيا منذ الخمسينيات حتى الآن ولكن هذا لا يمنع أننا أمام تحديات كبيرة جدًا ، كذلك تراجع الأهتمام بالقضية الفلسطينية، كل ما حدث على الأرض سيبقى على الأرض مثل مشكلة تركيا والأكراد. وفى نهاية الندوة أكد السفير محمد العرابى أنه ثبت يقينًا أن الأمن القومى لأى دولة يبدأ من خارج حدودها فلم يعد من المقبول أن تنتظر أى دولة أن يأتى الخطر على حدودها.