تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لانتقادات نادرة من لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية (إيباك)، التي تصنف كأكبر جماعة ضغط أمريكية مؤيدة لإسرائيل بسبب التحالف الانتخابي الذي أبرمه رئيس الوزراء الإسرائيلي مع حزب "عوتسما يهوديت" أو "قوة يهودية" اليميني المتطرف الذي يناصر سياسات الحاخام الراحل المناهض للعرب مائير كاهانا. وأشرف نتنياهو على الاتفاق بين حزب القوة اليهودية وفصيل متطرف آخر هو حزب البيت اليهودي، قبل إغلاق الموعد النهائي لتقديم القوائم النهائية إلى لجنة الانتخابات المركزية، وذلك من أجل مواجهة اندماج جديد لأحزاب الوسط ممثلة في حزب "حوسن ليسرائيل" "مناعة لإسرائيل" بزعامة بيني جانتس، وحزب "يش عتيد" "هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد، بالإضافة إلى حزب "تلم" بزعامة موشيه بوجي يعالون، وهي القائمة التي باتت تعرف باسم قائمة "كحول - لفان". وقال نتنياهو إن تحالفه الانتخابي يعتبر وسيلة لتحسين فرصه في تشكيل ائتلاف حكومي من الجناح اليميني بزعامة حزب الليكود الذي يرأسه من أجل تولي ولاية خامسة بعد الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل المقبل. وقال إن مثل هذا التحالف سيكون أفضل حماية لأمن إسرائيل. وقالت إيباك في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنها تتبع سياسة قائمة منذ فترة طويلة تتمثل في عدم الاجتماع مع أعضاء من هذا الحزب العنصري والبغيض". فمن هي "قوة يهودية"؟. كان حزب "قوة يهودية" معروفا حتى عام 2015 باسم "الجبهة اليهودية القومية، وهي حزب يميني راديكالي شديد التطرف. تاريخ الحزب كان باروز مرزل، الذي يتزعم الحزب حاليا، عضوا في سكرتارية حركة كاخ الإرهابية اليهودية، والتي ترأسها الحاخام المتطرف مائير كاهانا، بل تولى رئاسة الحركة بعد مقتله، إلى أن تم إعلان ادراج المنظمة كمنظمة إرهابية عام 1994. ترشح مرزل في انتخابات الكنيست السادس عشر وكان في المركز الثاني ضمن قائمة "حيروت " "حرية" التي ترأسها ميخائيل كلينر، وحصلت القائمة على 36 ألف صوت، لكنها لم تتمكن من عبور نسبة الحسم التي كانت تتطلب آنذاك 47 ألف صوت. وفي عام 2004 شكل أسس مرزل حزب الجبهة اليهودية القومية، من أجل المشاركة في انتخابات الكنيست السابع عشر، لكنه لم يتمكن من تجاوز نسبة الحسم أيضا بعد حصوله فقط على 25 ألف صوتا. في انتخابات الكنيست الثامن عشر، انضم الحزب إلى حزب "أرض إسرائيل ملك لنا" الذي كان جزء من قائمة "الاتحاد القومي" وتمكن ميخائيل بن أري، الذي كان مرشحا عن الحزب، من دخول الكنيست، الثامن عشر، ولكن قبل انتهاء فترة ولاية الكنيست، انسحب مرزل وبن أري من الاتحاد القومي ومن حزب "أرض إسرائيل". اشترك مرزل وبن أري مع أرييه إلداد الذي كان يترأس حزب "هتكفا" "الأمل" الذي انسحب أيضا من الاتحاد القومي، وشكلوا معا قائمة مشتركة أطلقوا عليها "عوتسما يهوديت" " قوة يهودية". خاض الحزب أيضا انتخابات الكنيست التاسع عشر، لكنه لم يتمكن من تخطي نسبة الحسم أيضا، حيث حصل على 3% فيما يتطلب تمثيل الحزب في الكنيست 3.5% من تعداد الأصوات، وهو ما يعرف بنسبة الحسم. مبادئ الحزب يتبنى الحزب ما يطلق عليه في الفكر الصهيوني اسم "أرض إسرائيل الكاملة"، كما يدعم فرض السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية من خلال شن حرب شاملة على الفلسطينيين ويطالب بضرورة ترحيلهم إلى الدول العربية، وفي المجال التعليمي،يتبنى الحزب فكرة إدخال المزيد من التدين والتهويد على المناهج التعليمية في إسرائيل، وإجراء إعادة صياغة شاملة لمنظومة الحكم في إسرائيل بطريقة ترسخ الطابع اليهودي للدولة. ويعدد الحزب على موقعه الإليكتروني نحو 13، من بينهم التأكيد أن إسرائيل دولة لليهود فقط، والعبرية هي اللغة الرسمية الوحيدة، وأنه يجب محاربة "أعداء إسرائيل" دون الدخول معهم في أي مفاوضات، ويجب طردهم إلى الخارج "في إشارة إلى الفلسطينيين".