خبراء عن صناعة البتروكيماويات : ثروت راغب: قاطرة التنمية وطفرة اقتصادية غير مسبوقة قريبا توفر ملايين فرص العمل للشباب تلبى احتياجات السوق المحلى والعالمى من الصناعات الإستراتيجية مدحت يوسف: الاكتشافات البترولية الأخيرة تضع مصر بين العمالقة القيادة السياسية أولت اهتماما كبيرا للصناعة وأعادتها للواجهة شهدت مصر مؤخرًا اهتماما غير مسبوق بصناعة البتروكيماويات التى تمثل قاطرة صناعات إستراتيجية وتكميلية مهمة لا سيما بعد الإكتشافات البترولية الأخيرة التي توصلت إليها مصر فى البحر المتوسط أو الأحمر، لما تقوم على هذه الصناعة المهمة على الغاز الطبيعى وبعض مشتقات البترول الأخري بتعظيم القيمة المضافة لها. وفي ذلك أعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، إن التكلفة الاستثمارية التقديرية لمشروع مجمع التكرير والبتروكيماويات العملاق بمنطقة العلمين الجديدة تبلغ 8.5 مليار دولار، مؤكدًا أن هذا المشروع يعد أحد أهم هذه المشروعات الجارى دراسة تنفيذه حاليًا، فى إطار خطة الدولة لتنمية تلك المنطقة وفي ضوء المؤشرات الجيدة التى أسفرت عنها دراسة جدواه المبدئية. وخلال الفترة الماضية تم الانتهاء من مجمعين صناعيين للبتروكيماويات بدمياط والإسكندرية وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاحهما وهما مشروعى توسعات موبكو لإنتاج الأسمدة ومجمع إيثيدكو لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته بإجمالى استثمارات نحو 4 مليارات دولار، ما يدعم توفير الخامات البتروكيماوية للسوق المحلي لسد جانب من احتياجات المشروعات الصناعية التى تستخدم هذه الخامات وتصدير الفائض منها، ولاشك أن زيادة إنتاج مصر من الغاز سينعكس إيجابيًا على نمو صناعة البتروكيماويات خلال المرحلة المقبلة وهو ما تسعى إليه الدولة ممثلة فى وزارة البترول للاستغلال الأمثل لثروات مصر الطبيعية. والمشروعات الجديدة الجاري والمخطط إقامتها فى مجال البتروكيماويات هي: مشروع إنتاج البروبيلين ومشتقاته (توسعات شركة سيدبك) ويهدف المشروع الذي سيقام على مرحلتين لتعظيم القيمة المضافة للموارد المحلية المتمثلة فى غاز البروبان المنتج بشركة جاسكو بالإسكندرية لإنتاج 450 ألف طن سنويا من البولي بروبيلين و باستثمارات تزيد على 7ر1 مليار دولار مع إمكانية إنتاج المشتقات الأخرى، ويهدف المشروع إلى تلبية جزء من الاحتياجات المحلية المتنامية من البولي بروبيلين مع توجيه حصة من الإنتاج للتصدير لتوفير العملة الصعبة بما يحقق عائدا على الاقتصاد القومى. مصنع المطاط الصناعى " البولى بيوتادين " داخل مجمع الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته " إيثيدكو " بالإسكندرية : بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 100 مليون دولار وبطاقة إنتاجية 36 ألف طن من المطاط الصناعى " البولي بيوتادين " والذى يعتمد على توافر منتج البيوتاديين من مجمع إيثيدكو كمدخلات انتاج والذى يتم تصديره حاليًا حيث سيساهم في سد احتياج السوق المحلى من هذا المنتج الذى تقوم عليه العديد من الصناعات التكميلية الهامة مثل إطارات السيارات وسيور الحركة والسجاد وصناعة البولى ستيرين والعديد من الصناعات المختلفة بالإضافة الى تصدير جزء من المنتج خاصة الى مناطق آسيا والمحيط الهادئ لتوفير النقد الأجنبي . مشروع إنتاج الأمونيا ومشتقاتها (شركة أنربك) يهدف المشروع إلى الاستفادة من كميات الهيدروجين المنتجة حاليا والمخطط إنتاجها شركة انربك والتى تقدر بنحو 50 ألف طن سنويا لإنتاج الأمونيا كمرحلة أولى ومشتقاتها كمرحلة لاحقة لإنتاج حوالى 160 ألف طن سنويًا من مادة الأمونيا كمرحلة أولى باستثمارات تقديرية 175 مليون دولار، بهدف رفع القيمة المضافة وتحسين اقتصاديات المشروع سيتم تنفيذ هذا المشروع بالتكامل مع مشروع إنتاج سماد كبريتات الأمونيا ( مرحلة ثانية ) باستثمارات 37 مليون جنيه (1ر2 مليون دولار بالإضافة إلى 5ر5 مليون جنيه)، ومن المخطط بدء الإنتاج فى أغسطس عام 2019. مشروع إنتاج الميثانول لإنتاج الفورمالدهيد ومشتقاته (شركة السويس لمشتقات الميثانول ) يهدف المشروع إلى إنتاج مادة الفورمالدهيد ومشتقاته اعتمادًا على منتج الميثانول ومادة اليوريا والمنتجين بتسهيلات شركتى ايميثانكس وموبكو فى دمياط وتقدر التكلفة الاستثمارية حوالى 50 مليون دولار، ومن المخطط بدء التشغيل فى عام 2019 وسيتم استخدام منتجات المشروع فى صناعة سماد اليوريا وتحسين مواصفات الخرسانة الجاهزة من خلال تقليل كمية المياه التى تحتاجها، ذلك بهدف تلبية جزء من الطلب المحلى لشركات الأسمدة وتصدير الفائض. مشروع إنتاج الألواح الخشبية باستغلال المخلفات الزراعية بكفر الشيخ يهدف المشروع الذى يقام بمطوبس فى كفر الشيخ الى إنتاج الراتنجات ( المواد اللاصقة ) اللازمة لإنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF) بالاستفادة من المخلفات الزراعية (قش الأرز) بهدف تلبية جانب من احتياجات السوق المحلى وتصدير الفائض بطاقة 120 الف متر مكعب سنويا من الالواح الخشبية متوسطة الكثافة بالإضافة الى انتاج 12 ألف طن سنويًا من الراتنجات اللازمة للعملية الإنتاجية واستخدامها فى انتاج الأخشاب متوسطة الكثافة وسيقام المشروع بتكلفة 79 مليون يورو، ومن المخطط الانتهاء من تنفيذ المشروع فى عام 2019، ويعد هذا المشروع أحد أهم المشاريع من الناحية البيئية والاقتصادية والاجتماعية. مشروع المرحلة الثانية لزيادة استخلاص الايثان من مجمع غازات الصحراء الغربية يهدف المشروع الى انتاج حوالى 175 مليون طن سنويًا من خليط الإيثان/بروبان وبتكلفة استثمارية 90 مليون دولار. مجمع مصرى يابانى للتكرير والبتروكيماويات بمحور قناة السويس دراسة إقامة مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات بمحور قناة السويس بالتعاون مع الجانب اليابانى لإقامة المشروع بالمنطقة الاقتصادية لمحور تنمية قناة السويس وهو المجمع الوحيد الذى يتم العمل على تنميته بالمنطقة بالتعاون بين الشركة وهيئة البترول وشركة تويوتا تسوشو اليابانية المتخصصة عالميًا فى إقامة مثل تلك المشروعات العملاقة، وقد تم الانتهاء من الدراسة المبدئية للمشروع.
مشروع كاربون مجمع التحرير للبترووكيماويات "العين السخنة" وقعت عقود هذا المشروع فى 30 يونيو الماضى بين هيئة قناة السويس شركة كاربون القابضة للبتروكيماويات بتوقيع عقد إنشاء أكبر مجمع للبتروكيماويات فى الشرق الأوسط فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة ، باستثمارات تقدر بنحو 10.9 مليار دولار (200 مليار جنيه مصرى) وعلى مساحة تبلغ 5 ملايين متر مربع. ويعد هذا المشروع من المشروعات المهمة فى تنمية وتطوير المنطقة الاقتصادية استنادًا على ما تحققه صناعة البتروكيماويات من نهضة صناعية، كما يعتبر قاعدة لإنطلاق العديد من المشروعات التكميلية التى تتيح فرصة كبيرة للمستثمرين المصريين والعرب والأجانب للعمل فى مصر من خلال هذا المشروع. من جانبه أكد الدكتور ثروت راغب الخبير البترولى أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية أن حرص مصر على تنفيذ مشروعات البتروكيماويات يهدف لتعظيم القيمة المضافة من إنتاجها الكبير من الغاز الطبيعى خصوصًا بعد الاكتشافات البترولية الأخيرة. وأوضح "راغب"، فى تصريحات خاصة ل صدى البلد"، أن المستهدف فى خطة مشروعات البتروكيماويات منذ 2002 حتى 2020 تنفيذ 14 مجمعا لصناعة البتروكيماويات تم تنفيذ 8 مشروعات حتى الآن كان آخرها مجمع التحرير للبتروكيماويات بالعين السخنة باستثمارات تبلغ حوالى 11 مليار دولار، مشيرًا إلى أن صناعة البتروكيماويات تفتح الباب أمام صناعات مهمة واستراتيجية لمصر مثل إطارات السيارات والبويات و دعامات القلب والبلاستيك وغيرها من الصناعات المهمة. وأضاف "الخبير البترولى"، أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي الذي بلغ 6.6 مليار قدم مكعب غاز يوميًا شجع الدولة على الإتجاه للاستثمارات فى مجال البتروكيماويات ما يفتح الباب أمام فرص عمل لعدد كبير من الشباب فضلًا عن أنه يحقق نقلة نوعية فى الاقتصاد المصري بعد إقامة مشروعات كبري يحتاجها السوق المحلي والإفريقي والعالمي من الصناعات القائمة على البتروكيماويات. ولفت "ثروت"، إلى أن الإنتاج المرتقب من منطقة البحر الأحمر الواعدة بالثروات بعد طرح أول مزايدة خلال الأيام المقبلة سيحقق نقلة نوعية كبيرة فى احتياطات الغاز الطبيعى لمصر، مشيرًا إلى أن الدراسات السيزمية كشفت عن أن المنطقة واعدة بالثروات. وفى سياق متصل أكد الدكتور مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول الأسبق، أن الإكتشافات البترولية الأخيرة فى مصر دافع قوي لنهضة صناعة البتروكيماويات وإحيائها من جديد بعد تأخر مصر فيها، لافتًا إلى أن مصر ليست وليدة فى هذه الصناعة الإستراتيجية بل كان لديها أول معمل لتكرير المواد البتروكيماوية فى 1911. وأوضح "يوسف"، فى تصريحات خاصة ل صدى البلد"، أن صناعة البتروكيماويات تقوم فى الأساس على تعظيم القيمة المضافة من الغاز الطبيعى الذى نجحت مصر فى تحقيق الاكتفاء منه والإستغناء عن إحدى سفن التغييز فى أواخر العام الماضى ووصل الإنتاج حاليًا إلى 6.6 مليار قدم مكعب غاز يوميًا ممايفى احتياجات مصر، مشيرًا إلى أن صناعة البتروكيماويات تفتح الباب أمام صناعات مهمة مثل الإطارات المطاطية والسيارات والبويات والبلاستيك ما توفر ملايين فرص العمل لشباب وتنهض بالصناعة المصرية وتوفر العملة الصعبة. وأضاف "الخبير البترولى"، أن مجمع العلمين للبتروكيماويات من المشروعات التكاملية العملاقة لما تجمع بين التكرير وصناعة البتروكيماويات، لافتًا إلى أن مصر أصبحت تصعد لتحتل مكانة كبيرة بين عمالقة الغاز والبتروكيماويات فى ضوء منتدى غاز شرق المتوسط الذي تم تدشينه مؤخرًا. ولفت "يوسف"، إلى أن مصر توسعت فى صناعة البتروكيماويات منذ تدشين مجمع إيثديكو الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي وتلاه مشروع كاربون "مجمع التحرير" بالسخنة وايضا مشروع العلمين.