يصل رئيس وزراء مالي ديانغو سيسيكا إلى العاصمة الجزائرية بعد غد، الأحد، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع كبار المسئولين الجزائريين تتناول الوضع في شمال مالي والجهود الجارية لتسوية الأزمة بعد سيطرة الجماعات المسلحة على المنطقة منذ شهر أبريل الماضي. وذكرت الإذاعة الجزائرية صباح اليوم، الجمعة، أن رئيس وزراء مالي سيقوم خلال زيارته التي تستمر يومين بإجراء مباحثات مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال حول سبل وإمكانيات تعزيزالتعاون بين بلدان الميدان الجزائر ومالى والنيجر وموريتانيا، والشركاء غير الإقليميين للقضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة اللذين يشكلان تهديدا للاستقرار والأمن في منطقة الساحل. وأضافت الإذاعة أن الوفد المرافق لرئيس الوزراء المالي سيضم وزراء الدفاع والإدارة الإقليمية والتجهيز والنقل، إلى جانب مسئولين كبار عسكريين ومدنيين. يذكر أن مجلس الأمن الدولي سبق أن اتخذ قرارا في 20 ديسمبر الماضي يقضي بإرسال قوات دولية إلى مالي بغية إنهاء سيطرة الجماعات المسلحة على الشمال، بيد أن توقيت العملية لم يتم تحديده، وذلك في إطار إعطاء الأولوية للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع. وكانت الجزائر شرعت فى مطلع نوفمبر الماضي في بناء سياج مكهرب على حدودها مع مالي سيكون طوله 50 كلم بين برج باجي المختار الجزائرية "جنوبالجزائر" ومدينة الخليل المالية، وذلك بهدف غلق جميع المنافذ التي كانت مفتوحة في وجه المتسللين، سواء تعلق الأمر بالإرهابيين أو المهربين. وتتنازع حركتا تحرير أزواد وأنصار الدين النفوذ في شمال مالي مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد المنشقة عنه منذ أبريل الماضي، تاريخ سقوط شمال البلاد تحت سيطرة هذه المجموعات غداة انقلاب عسكري أطاح بالرئيس المالي توماني توري وانسحاب الجيش النظامي من الشمال. تجدر الإشارة إلى أن حركة "التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" كانت هددت بشن هجمات ذات امتداد جغرافي أوسع يشمل الدول المجاورة لشمال مالي. واتهمت الحركة في بيان لها يوم الجمعة الماضي دول الجوار، خاصة الجزائر بدعم خصمتها "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" التي تنازعها في السيطرة على شمال مالي. وأعلنت الحركة عن "تشكيل أربع سرايا عسكرية ستتوزع على العديد من المناطق في شمال مالي، هى: سرية عبدالله عزام وسرية الزرقاوي وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين".