الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
سعر الدولار فى مصر اليوم الإثنين 9 يونيو 2025.. الاخضر مستقر
وزير الري يتابع حالة محطات رفع المياه ومجهودات مصلحة الميكانيكا والكهرباء خلال إجازة عيد الأضحى
حماس تدين اعتراض الاحتلال لسفينة "مادلين" وتحمله مسئولية سلامة المتضامنين الدوليين
8 شهداء جراء إطلاق الاحتلال النار على المنتظرين للمساعدات غرب رفح الفلسطينية
متحدث حزب شاس الإسرائيلي: سنصوت يوم الأربعاء لصالح حل الكنيست
رونالدو يبكي بعد تتويج البرتغال بلقب دوري أمم أوروبا
العمل والتضامن تقرران صرف 300 ألف جنيه لأسرة السائق خالد شوقي ومعاش استثنائي بشكل عاجل
مكافأة للمتميزين وإحالة المتغيبين للتحقيق فى مستشفى المراغة بسوهاج
خامس يوم العيد.. هل الثلاثاء إجازة رسمية؟
أسعار الفاكهة اليوم الإثنين 9 يونيو فى سوق العبور للجملة
الشربيني: 3 قرعات لتسكين العملاء بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة
بشأن صفقة الموارد الطبيعية.. نائب أوكراني يعد دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة
تراجع أسعار الذهب مع آمال التوصل لاتفاق تجاري بين أمريكا والصين
وزير الزراعة يبحث مع محافظ سوهاج سبل تعزيز التنمية الزراعية ودعم المزارعين
طقس شديد الحرارة اليوم الإثنين 9 يونيو 2025.. العظمى بالقاهرة 36 درجة
استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد
ضيوف الرحمن يختتمون مناسك الحج برمي الجمرات في ثالث أيام التشريق
حدائق "الزراعة" تستقبل أكثر من 33 ألف زائر في ثالث أيام عيد الأضحى
التفاصيل الكاملة لحفل شيرين عبد الوهاب في ختام مهرجان موازين
وداع بطعم الدموع.. الحجاج يطوفون حول الكعبة بقلوب خاشعة
سعر الريال القطرى اليوم الإثنين 9-6-2025
تكثّف انتشار الفرق الطبية بالأماكن الساحلية والسياحية في عيد الأضحى
براتب 9400 ..إعلان 135 وظيفة شاغرة في قطاع الصيدلة و تسويق الأدوية
إصابه قائد موتوسيكل ومصرع أخر إثر إصطدامه به في المنوفية
ياسمين صبري: لا ألتفت للمنافسة.. و"ضل حيطة" قصة تمس واقع الكثير من الفتيات
لأول مرة.. رحمة أحمد تكشف كواليس مشاهد ابنها ب«80 باكو» (فيديو)
عاهل الأردن يؤكد ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لتهدئة شاملة بفلسطين
الاحتجاجات تتصاعد في لوس أنجلوس بعد نشر قوات الحرس الوطني
6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة
«الوصول لأبعد نقطة».. ماذا قال خوسيه ريبيرو بعد خسارة الأهلي أمام باتشوكا؟
ليفاندوفسكي: لن ألعب لمنتخب بولندا تحت قيادة المدرب الحالي
نقابة الأطباء بعد واقعة طبيب عيادة قوص: نؤكد احترامنا الكامل للمرضى
"لن يعود حيا" .."أبو عبيدة" يكشف محاصرة الاحتلال لمكان تواجد أسير إسرائيلي
صحة المنيا: 21 مصابًا ب"اشتباه تسمم" يغادرون المستشفى بعد تلقي الرعاية
ضحى بحياته لإنقاذ المدينة.. مدير مصنع "يوتوبيا فارما" يتبرع بنصف مليون جنيه لأسرة سائق العاشر من رمضان
الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة
وفاة شخص إثر إصابته بطلقٍ ناري بالرأس في مشاجرة بالفيوم
منافس الأهلي.. قفازات كوستا تقود البرتغال إلى لقب دوري الأمم الأوروبية (فيديو)
اتحاد العمال: مصر فرضت حضورها في مؤتمر العمل الدولي بجنيف
مُسيرات إسرائيلية تلقى مادة سائلة مجهولة على سطح السفينة مادلين
وزارة الأوقاف تقيم أمسية ثقافية بمسجد العلي العظيم
أوربان يتعهد بالاحتفال حال انتخاب لوبان رئيسة لفرنسا
بعد تصديق الرئيس السيسي.. تعرف على عدد مقاعد الفردي والقائمة لمجلسي النواب والشيوخ بالمحافظات بانتخابات 2025
حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد» الاثنين 9 يونيو
بدون كيماويات.. طرق فعالة وطبيعية للتخلص من النمل
تريزيجيه يضع بصمته الأولى مع الأهلي ويسجّل هدف التعادل أمام باتشوكا.
باتشوكا يتقدم على الأهلي بهدف كينيدي
4 أبراج «بيشوفوا الأشباح في الليل».. فضوليون ينجذبون للأسرار والحكايات الغريبة
بشكل مفاجئ .. إلغاء حفل لؤي على مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية
تامر عاشور: أتمنى تقديم دويتو مع أصالة وشيرين
مكونات بسيطة تخلصك من رائحة الأضاحي داخل منزلك.. متوفرة لدى العطار
وكيل صحة سوهاج: تقديم الخدمة الطبية ل8 آلاف و866 مواطنا مؤخرًا بمستشفيات المحافظة
حدث بالفن | شيماء سعيد تستعيد بناتها وحلا شيحة تحلم ب يوم القيامة
خالد عيش: خروج مصر من قائمة ملاحظات العمل الدولية للعام الرابع يعكس الالتزام بالمعايير الدولية
فضيلة الإمام الأكبر
5 أيام يحرم صومها تعرف عليها من دار الإفتاء
هل يجوز الاشتراك في الأضحية بعد ذبحها؟.. واقعة نادرة يكشف حكمها عالم أزهري
من قلب الحرم.. الحجاج يعايدون أحبتهم برسائل من أطهر بقاع الأرض
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
ننشر نص كلمة القس أندريه زكى في احتفال الطائفة الإنجيلية بعيد الميلاد المجيد
سامح سلام
نشر في
صدى البلد
يوم 04 - 01 - 2019
قدم الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وجميع قيادات الدولة وقداسة البابا تواضروس الثانى والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك للتهنئة بعيد الميلاد المجيد.
وجاء في نص كلمته خلال الاحتفالية التى أقيمت اليوم بكنيسة قصر الدوبارة، السيداتُ والسادةُ الحضور، عامٌ جديدٌ يخطو إلينا بذِكرى ميلادِ السيدِ المسيحْ، فهيَ مناسبةٌ مُلهِمةْ، دائمًا ما نجدُ فيها جانبًا مضيئًا يفتحُ عقولَنا على آفاقٍ جديدةٍ. ففي هذهِ الأيَّامِ المجيدةِ نجدُ فرصةً جليلةً للتقاربِ وتبادلِ التهاني التي تعبِّرُ عن مشاعرَ صادقةٍ، لذا يُسعِدُني أنْ أهنِّئَكُم جميعًا بعيدِ الميلادِ المجيدْ.
الإخوة والأخوات
أحدِّثُكُم اليومَ عنِ الميلادِ ومجتمعِ المتانةِ والمرونةْ Resilience Community، نرَى في أحداثِ الميلادِ نماذجَ مضيئةً لأشخاصٍ انعكستْ في سلوكِهم سماتُ مجتمعِ المتانةِ، وتُلهمُنا ردودُ أفعالِ كلٍّ منهم تجاهَ طفلِ المذودْ؛ فمِنْهُم منِ استطاعَ صناعةَ القرارِ في وقتٍ مناسبٍ رغمَ التحدِّياتِ التي واجهَهَا، مِنْ خلالِ امتلاكِه لأدواتِ المعرفةْ، ومنهُم منِ استوعبَ الجميعْ، ومنهُم منْ آمَنَ بالتكامُلِ. وكلُّ هذهِ سماتٌ رئيسيَّةٌ لمجتمعِ المتانةِ والمرونةِ.
القِدِّيسةُ مَريمُ العَذرَاءْ.. فتاةٌ في إحدى قرى فِلَسْطينْ تأتيها بشارةٌ منَ السماءِ بأنها ستحبَلُ وتَلِدُ دُونَ زواجْ؛ كارثةٌ بمقاييسِ مجتمعاتِنا الشرقيَّةِ، وتحدٍّ خطيرْ قدْ يكلِّفُها حياتَها، وَضَعَها هذَا أمام لحظةٍ حاسمةْ، قرارٍ صعبْ، لكنَّها اتخذتْ قرارَها بقبولِ بشارةِ الملاكِ، وقالتْ بثقةْ: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ". امتلكتْ القِدِّيسةُ مريمُ العذراءُ أدواتِ اتخاذِ قرارِها المبنيْ على الثِّقةِ في اللهِ والتواضُع أمَامَ أمرِه. هذَا الموقفُ الذي تحلَّتْ فيهِ السيدةُ العذراءُ بالمتانةِ في وجهِ العاداتِ والتقاليدِ والشكلِ الاجتماعيّ جعلَ القِدِّيسةَ مريمَ العذراءَ مُطوَّبةً في الكتابِ المقدسِ وفي الكتبِ السماويَّةِ.
يُوسُفُ النَّجَّارْ.. رجلٌ يهوديٌّ تقيٌّ، وجدَ الفتاةَ التي سيتزوَّجُها حاملًا! موقفٌ في غايةِ الحساسيَّةِ والتَّعقيدِ؛ مشكلة بكلِّ ما تحمِلُه الكلمةُ من معنى خصوصًا في مجتمعِ الشرقِ الأوسطْ. ولكونِ يوسفَ رجلًا بارًّا أرادَ تخليتَهَا سرًّا بدلًا من فَضحِها. لكنَّ الأوضاعَ انقلبتْ؛ إذْ ظهرَ لهُ ملاكٌ قائلًا: "لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ". وهُنَا وُضِعَ يوسفُ أمامَ اختيارَين كِلَاهُما صعبٌ، لكنه أظهرَ هذهِ المتانةَ والمرونةَ بأنْ قَبِلَ أنْ يكونَ تحتَ مساءلةٍ مِنَ النَّاس. اتَّخذَ يوسُفُ النجارُ قرارًا مبنيًّا على المعرفةِ وعلى الثَّقةِ في رسالةِ الله رغمَ أنَّ السماءَ لم تتواصلْ مع الأرض قبلَ ذلكَ الوقتِ بحوالي أربعمائةِ سنةْ، وهذا رُبَّما كانَ يُعَدُّ سببًا قويًّا يجعلُ يوسُفَ يرفضُ الرسالةَ، لكنَّهُ قَبِلَ بالإيمانِ وبحساسيةٍ روحيَّةٍ رسالةَ السماءِ الواضحةَ التي نقلَهَا لهُ الملاكُ بأنَّ يسوعَ المسيحَ هو المولودُ منَ الروحِ القُدُسْ. فالمَتَانَةُ والصَّلَابةُ تَتَطَلَّبُ حَسَاسِيَّةً رُوحِيَّةً.
الرُّعَاةْ.. وأيضًا نَرَى رعاةً يسهرونَ طوالَ الليلِ لحراسةِ أغنامِهم، مَصدَرِ رِزقِهِم، هؤلاءِ أيضًا تتجسَّدُ في قصَّتِهِم لمحةٌ من لمحاتِ المتانةِ. يَظهَرُ لهُمْ ملاكُ الربِّ مبشِّرًا إيَّاهُم بميلادِ الطفلِ يسوعْ. ويُخبِرُنا الكتابُ المقدَّسُ أنَّهُم خافوا خوفًا عظيمًا. كانَ يُمكِنُ أنْ تَنتهيَ قصةُ هؤلاءِ الرعاةِ عندَ هذهِ النُّقطةِ لو كانوا تَجاهَلُوا هذهِ الرسالةَ. لكنْ بعدَ مُضِيّ الملائكةِ قالوا لبعضِهم: "لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ". هذَا القرارُ كانَ بمثابةِ ممارسةٍ لمبدأِ المتانةِ والمرونةِ؛ إذِ اتَّجَهوا نحوَ الاستيعابِ بقبولِ رسالةِ السَّماءِ لهُم وليسَ الاستبعادَ الذي كانَ سيُوقِفُهُم عندَ نفسِ النقطةْ.
المجُوسْ .. تُخبِرُنا روايةُ ميلادِ يسوع في إنجيلِ متَّى عنْ زيارةِ المجوسِ الثلاثةْ، وهيَ منْ أشدِّ الأحداثِ اللاحقةِ للميلادِ ارتباطًا بهِ، ولا يُعرَفُ منَ الإنجيلِ كمْ عَددُهُم، لكنَّ التقليدَ اعتَبَرَهُم ثلاثةً؛ نظرًا للهدايا الثلاثِ التي قدَّمُوها (الذَّهَبُ والبَخورُ والمرُّ)، بعدَ أنْ سَجَدُوا لهُ. تُشيرُ التقاليدُ القديمةُ إلى أنهم جاؤوا منَ
العراقِ
أو
إيرانْ
حاليًا، وأنُّهُم كانُوا يَدينونَ بالديانةِ الزَّرَادِشْتِيَّةْ. وقد قادَهُم نجمٌ لامعٌ منْ بلادِهِم إلى موقعِ الميلادْ.
ونَرَى في قدومِ المجوسِ معَ الرُّعاةِ إشارَتَيْنْ؛ الأولى لاجتماعِ الأغنياءِ والفقراءْ حولَ يسوعْ، والثانيةُ اجتماعُ اليهودِ والوثنيينْ حولَهُ أيضًا. معَ العلمِ أنَّ الوَثَنِيّينَ في الثقافةِ اليهوديَّةِ كانوا يُعدُّونَ نَجِسِينَ، وهكذَا نرَى في هذا مقاومةً صلبةً تؤكدُ على مبدأِ المساواةْ؛ فرسالةُ الإنجيلْ للجميعْ، دونَ تفرقةٍ على أيِّ أساسْ، رسالةُ الإنجيلْ عُموميَّةٌ لكلِّ البشرْ. كما يُبيِّنُ لنَا ذهابُ المجوس كيفَ كانتْ لهم أدواتُ المعرفةِ التي تقودُهم للطفلِ يسوعْ، وكيف كانتْ لديهِم المتانةُ التي منحَتْهمِ القدرةَ على اتِّخاذِ القرارِ بعدمِ الرجوعِ للمَلِكْ، وكانتْ لديهُم أيضًا المرونةُ في تغييرِ المسارِ بناءً على رسالةِ السَّماءْ.
هؤلاءِ المجوسُ الَّذِينَ قَرَّرُوا عَدَمَ العَودَةِ إلى القَصْرِ، دَفَعُوا المَلِكَ إلَى قتلِ كلِّ الأطفالِ ليَحمِي كُرسِيَّهُ. وهنَا وفي خِضَمِّ مشاعرَ متضاربةٍ قالَ ملاكُ الربِّ ليُوسُفَ: "قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ". ويَا لهُ منْ قَرارٍ صَعبْ على يُوسُفَ والقِدِّيسةِ مَريَمْ! تركُ بلادِهم، بيوتِهم، تركُ كلِّ شيءٍ وراءَ ظهورِهم والذِّهابُ لأرضٍ مصرَ. هذَا القرارُ تَتَجَلَّى فيهِ أعلى درجاتِ المتانةِ والمرونةِ؛ إذْ تخطَّى يوسفُ حواجزَ خوفِه، مؤمنًا بقدرتِه وقدرةِ مريم على إدارةِ الأزمةْ. وأيضًا كان ليوسف حساسيةٌ روحيةٌ جعلتْه لا ينسَى دعمَ الله حتَّى في أصعبِ المواقفْ.
استوعبَ مذودُ الميلادِ الرعاةْ، الذينَ وضعَهُم المجتمعُ اليهوديُّ في مرتبةٍ أقلِّ من باقي المجتمعْ، كما استوعبَ المجوسْ،
الأممْ؛
إذْ كانَ اليهودُ يتعالونَ على
الأممْ
. أعلنَ طفلُ المذودِ، في رسائلِ الملاكِ للرُّعاةِ والمجوسْ، أنهُ يستوعبُ الجميعَ ولا يَستبعِدُ أحدًا.
نرَى في قصَّةِ الميلادِ رسائلَ قويَّةً تحثُّنا على الشَّفافيةِ الرُّوحِيَّةِ والمساءلةِ والإيمانِ بقدرةِ الأفرادِ وتعزيزِها، وبناءِ الثقةِ المتبَادَلَةِ، واستيعابِ الجميعِ، والتكاملِ، وقبولِ واحترامِ الآخرْ، واستخدامِ أدواتِ صناعةِ القرارِ بحكمةٍ. وهذه أهمُّ سماتِ مجتمعِ المتانةِ والمرونةِ. هذا المجتمعُ الصلبُ هو حِصنٌ آمنٌ ضدَّ كلِّ أفكارِ العُنفِ والتطرُّفِ والغُلوِّ، وهوَ مسؤوليَّةٌ روحيَّةٌ ووطنيَّةٌ تقعُ على عاتِقِنَا جميعًا.
وفي النهايةِ، ونحنُ في روحِ الميلادِ، علَيْنَا التَّحلِّي بحساسيَّةٍ روحيَّةٍ تجاهَ رسالةِ اللهِ لَنَا، هذهِ الحساسيَّةُ الروحيَّةُ الناتجةُ عنِ اقترابِنَا منَ الله بروحِ تواضعٍ وخشوعٍ ستَخلِقُ بداخِلِنَا نوعًا منَ المتانةِ والمرونةِ تجعلنَا قادرينَ على تخطِّي الأزماتْ، كَمَا تُمَكِّنَا مِنَ التَّعَامُلِ مَع التَّحديَّاتِ الرُّوحيَّةِ الَّتِي نَعيشُ فِيها؛ أيًّا كانَ نَوْعُ السِّقُوطِ فِي الخَطيَّةِ، وتِكْرَارُ الهَزيِمَةِ الرَّوحِيَّةِ سواءُ مرةً أمْ مِئَاتِ المرَّات، فنقول مع النبي: "لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي... حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ. ونقول أيضًا مع الرعاة: "لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ".
فَلنذَهبْ الآنَ إلَى يَسوعَ المَسِيحِ الَّذِي في مِيلَادِه قَهَر الخَطيَّةَ، وحرَّرَ الإنسَانَ مِن قُيُودِهَا وسُلطَانِهَا، ممَّا سيجعَلُنَا مؤهَّلِينَ لنكونَ نورًا ومِلحًا للعالمِ، وأنْ نقدِّمَ للجميعِ بشارةَ الميلادِ التي أعلنَتْها الملائكةُ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». وكل عام وأنتم بخير.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
معنى الأسماء في قصة الميلاد.. دلالات خاصة
ننشر أول رسالة للبابا تواضروس لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد
ننشر رسالة البابا تواضروس لأقباط المهجر بمناسبة أعياد الميلاد
"الإنجيلية" تحتفل بالميلاد.. و"أندرية" يشكر السيسي على تقنين الكنائس
الحدث الغني في مولد المسيح
أبلغ عن إشهار غير لائق