خطيب الحرم المكي: الصدق سمة الأنبياء وعباد الله الصالحين.. فيديو

قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الصدق خلق من أخلاق الإسلام الرفيعة التي أمر بها وندب إليها وهو سمة الأنبياء والمرسلين، وعباد الله الصالحين.
وأوضح «المعقيلي» خلال خطبة الجمعة من المسجد الحرام، أن الله تعالى وصف خليله إبراهيم -عليه السلام- بالصدق فقال: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا»، وأثنى به سبحانه على إسماعيل عليه السلام: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا».
وأضاف أن صفوته من خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله، فهو الصادق المصدوق، والصادق الأمين، وقد شهد له بذلك حتى أعداءه، ففي الصحيحين، لَمَّا نَزَلَتْ: ؟ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ؟، صَعِدَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: « يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ » – لِبُطُونِ قُرَيْشٍ – حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ » .
وأفاد أن أجمل ما وصفته به أم المؤمنين خديجة – رضي الله عنها – وأرضاها، لما جاءه الملك في غار حراء، فرجع صلى الله عليه وسلم يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، وقال لخديجة: لقد خشيتُ على نفسي، قَالَتْ: كَلَّا، فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ. رواه البخاري ومسلم لافتا أنه يكفي الصدق شرفًا وفضلًا، أن درجة الصِّدِّيقِينَ جاءت بعد درجة النبوة، والصِّدِّيقُ كما قال القرطبي رحمه الله: "هو الْمُبَالِغُ فِي الصِّدْقِ أَوْ التَّصْدِيقِ، وَهُوَ الَّذِي يُحَقِّقُ بِفِعْلِهِ مَا يَقُولُ بِلِسَانِه".