احتجاجات يمنية تنديدًا بالاعتداء على مسيرة "الحياة"

شهدت العاصمة صنعاء والعديد من المدن اليمنية مظاهرات احتجاجية حاشدة لليوم الثاني على التوالي وذلك غداة وصول مسيرة الحياة الراجلة إلى صنعاء قادمة من مدينة تعز جنوب البلاد، حيث ندد المتظاهرون بسقوط قتلى وجرحى في المسيرة وطالبوا بسرعة تقديم المسئولين عنها إلى المحاكمة.
وندد المتظاهرون بتصريحات السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فاير ستاين والتي قال فيها إن مسيرة الحياة ليست سلمية، وطالب المتظاهرون السفير الأمريكي بالاعتذار، وقال أحد النشطاء الذين شاركوا في المظاهرة، إن تصريحات السفير الأمريكي تعد انحيازًا للقتلة، بينما اعتبرها آخرون "مخيبة لآمال وتطلعات الشباب المعتصمين.
وفي مدينة تعز خرجت مسيرات مماثلة نددت بالاعتداء علي "مسيرة الحياة" أمس بصنعاء، وتعهدوا بالقصاص للشهداء، كما نظم المناهضون للنظام باليمن مسيرة احتجاجية بمدينة "الضالع"، كما طالبوا نائب رئيس الجمهورية بتحمل مسئولياته بشأن حماية المتظاهرين، وشهدت مدينتا إب والبيضاء مظاهرات احتجاجية مماثلة.
وتأتي المظاهرات الاحتجاجية اليوم بصنعاء والعديد من المدن اليمنية في الوقت الذي يعتزم الشباب المناهضون للنظام باليمن تنظيم مسيرة حاشدة إلى ميدان السبعين وهو الميدان الذي يشهد عادة المظاهرات المؤيدة للرئيس صالح والمؤتمر الشعبي العام.
غير أن بعض المراقبين لتطورات الأوضاع يحذرون من خطورة تنظيم هذه المسيرة خاصة أنه جرت العادة على تنظيم المظاهرات المؤيدة لصالح بميدان السبعين، ويرجع التخوف إلى احتمال وقوع مصادمات بين الجانبين المؤيد والمعارض ما يؤدي إلي زيادة حدة التوتر بالعاصمة.
ونتيجة تزايد الاحتجاجات على سقوط قتلى وجرحى في مظاهرات يوم أمس وجه رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث الأمس ولكشف ملابساتها.
ورغم أنه لم تصدر أي بيانات رسمية عن سقوط ضحايا في أحداث اليوم إلا أن مصادر المعارضة تؤكد إصابة ثلاثة أشخاص على أقل تقدير في مظاهرات اليوم بصنعاء إلي جانب إصابة شخصين آخرين أحدهما في تعز والآخر في الضالع.
وفي سياق متصل بتصعيد المظاهرات الاحتجاجية يرى المراقبون أن الهدف منها هو الضغط على مجلسي النواب والوزراء لمنعهما من إصدار قرار يمنح الرئيس علي عبد الله صالح ومعاونيه الحصانة من الملاحقة القضائية وفقًا لأحد بنود المبادرة الخليجية وهو القرار الذي من المفترض أن يناقشه مجلس النواب خلال جلساته الحالية.