تواجه رئيسة وزراء بريطانيا أزمة جديدة في ظل مطالبة إسبانيا باستعادة منطقة جبل طارق، والتي تسيطر عليها المملكة المتحدة منذ عام 1713، وتسببت تلك الأزمة بتوتر العلاقات بين مدريدولندن، وذلك بعد إعلان الاتحاد الأوروبي قبوله لمسودة أولية تحدد الخطوط العريضة لخروج بريطانيا من الاتحاد "بريكست". وفي اجتماع قابلت فيه ماي المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، الأربعاء الماضي في بروكسل لتسوية الثغرات المتبقية في مشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نشأ خلاف حول دول الاتحاد الاوروبي عندما كان يضم 27 دولة في الفترة ما بين 2007 حتى 2013. وقالت ماي عن اجتماعها مع المفوضية الأوروبية إنه كان جيدا للغاية، لكنها ستعود لإجراء المزيد من المحادثات يوم السبت، مضيفة: "لقد حققنا المزيد من التقدم ونتيجة لذلك، قدمنا التجيهات الكافية لمفاوضينا، وآمل أن يتمكنوا من حل القضايا المتبقية. وأصدر متحدث باسم اللجنة بيانا يقول فيه " لقد أحدثنا تقدمًا جيدًا جدًا، ولكن من ناحية الاتحاد الأوربي، ما زالت الخلافات حول المسائل المتعلقة بجبل طارق مستمرة". وأشار التقرير إلى عدم وجود ارتياح بين البعض أن مدريد تشير إلى أنها ستواجه خطرًا في التوصل إلى اتفاق الانسحاب الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس، والذي تم التوصل إليه في 585 صفحة، على مساحة 6.7 كيلومتر مربع المتنازع عليها على الساحل الجنوبي لأسبانيا. إنهم يريدون إرسال رسالة موحدة إلى لندن مفادها أنه لا يمكن إعادة فتح معاهدة خروج بريطانيا من التكتل. وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي "إننا نتابع التطورات الأخيرة (بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بقلق متزايد وعدم فهم،لا أحد يريد إعادة فتح اتفاقية الانسحاب"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى انهيار اتفاقية البريكست بالكامل وسيقود الجميع إلى "أرضٍ دون دولة". وقال دبلوماسي آخر: "إذا أرادوا التضامن فيجب أن يكونوا عقلانين". من جانبها طالبت مدريد بصياغة توضح أن المفاوضات حول العلاقة المستقبلية بين جبل طارق والاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تمضي إلا بموافقة مدريد وأنها ستتم بشكل منفصل عن العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي. وقال وزير الخارجية الإسباني جوزيف بوريل في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، يوم الثلاثاء الماضي "اعتبار من اليوم، إذا لم تحدث تغييرات بشأن جبل طارق، فإن إسبانيا ستصوت ب"لا" على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" وأضاف أن المفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لا تنطبق على جبل طارق. وفي اجتماع لسفراء دول الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي، أدت الخلافات حول قضية جبل طارق إلى تبادل خاطف بين ممثلي إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي وإسبانيا، وحاول الأول أن يهدئ نظيره الإسباني من خلال وعده بمحاولة إيجاد 'اتفاق بناء دون إعادة فتح اتفاقية الانسحاب. لكن سفير إسبانيا رد بأن تلك هي المسألة الأهم وأنه لا ينبغي لنا أن نخلط بين من يغادر ومن يبقى. واتفقت كلًا من لندنوبروكسل في الأسبوع الماضي من حيث المبدأ على مسودة اتفاقية الانسحاب التي تضم 585 صفحة والتي تحدد الشروط الملزمة قانونًا لمغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتركز المحادثات الآن على الإعلان السياسي الذي سيتم الاتفاق عليه إلى جانبه. وخلال الاجتماع، صرحت سابين واياند، نائبة المفاوضين الأوروبيين في الاتحاد الأوروبي، للدبلوماسيين بأن المفاوضات المكثفة مستمرة في الوصول إلى مصائد الأسماك. القواعد التي تحكم تجارة السلع وجبل طارق.