يثير جدول امتحانات النصف الأول من العام الدراسي كل عام سخط اسر الطلاب المسيحيين على مستوى الجمهورية، حيث يتوافق مع أعياد الميلاد، ويتساءل الطلاب "هل نذاكر استعدادا لامتحان اليوم التالي أم نحتفل بالعيد؟". يقول صابر شكرى، مدرس قبطى بمدرسة عمرو بن العاص الاعدادية بنات بمصر القديمة، انه غاضب من وضع وزارة التربية والتعليم مواد اساسية فى اليوم التالى للعيد المجيد دون الاخذ فى الاعتبار ان مثل هذه الامتحانات ستحرم الاسر من الاحتفال بالعيد نظرا لارتباطات الابناء من الطلبة، خاصة ان المواد غير الاساسية يتم وضعها قبل الايام السابقة للعيد فى جميع المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية، بينما المواد الاساسية تجرى امتحاناتها فى اليوم التالى للعيد، مما يثير علامات استفهام كبيرة. ويشير ممدوح نخلة، رئيس منظمة الكلمة لحقوق الإنسان، إلى أن هذا الأمر يربك البيوت المسيحية كل عام، مؤكدا انه أقام دعوى قضائية بمجلس الدولة ضد وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي يطالب فيها بإلغاء امتحانات جميع المراحل وكذلك الجامعات يوم 8 يناير، وذلك لأن هذا اليوم يعد الثانى من ايام عيد الميلاد المجيد للأقباط في مصر، ولا يجوز عقد امتحان فيه لأن ذلك يعتبر مخالفة صريحة لمواثيق حقوق الإنسان وأهمها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية. وحملت الدعوى رقم 7250 سنة 66 ق مجلس الدولة ويطالب فيها بالمساواة بين جميع الاديان فى الاحتفال باعيادها، لان هذا ايضا سيصب فى مصلحة الطلبة من المسيحيين والمسلمين. واضاف نخلة انه يجب قانونا اتاحة فرصة للطالب المسيحى لأن يؤدي طقوس العيد والاستمتاع به، ثم إتاحة فرصة يوم لمراجعة الدروس الخاصة به، ولكن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى تصر على عقد الامتحانات فى اليوم التالى للعيد، مما يضع الاسرة برمتها بين خيارين كليهما مر إما الجلوس فى المنزل لمتابعة الابناء الذين يواجهون امتحانات تعبر بهم الى مستقبل افضل، أو التفريط فى الاحتفال والطقوس الدينية. وقال مينا صفوت، طالب فى الصف الاول الثانوى، ان الثورة المصرية قامت من اجل احترام الحريات، ولكن وزارة التربية والتعليم تصر على انتهاك حقوق الاقليات، فكيف احتفل بالعيد وفى اليوم التالى لدى امتحان مادة اساسية صعبة وهى اللغة العربية. وأشار مينا الى انه يجب احترام المسيحيين بمنحهم يومًا اضافيًا للعيد، فى اطار المساواة بالمسلمين، او ان يتم امتحان مادة اللغة العربية قبل العيد بدلا من المواد غير الاساسية التى سنقوم بامتحانها. وقالت وفاء سمير ان لديها ابنان يؤديان امتحانات صعبة فى المرحلة الاعدادية ثانى يوم عيد الميلاد ولن تستطيع الاسرة الاحتفال بالعيد نظرا لتعنت وزارة التربية والتعليم فى اهدار حق المسيحي فى الاحتفال بالعيد، ولذلك لابد من وجود يوم فاصل بعد العيد لعقد الامتحانات. وأكدت والدة الطالب كريم عماد بمدرسة المشير احمد حمدى التجربيبة بمصر القديمة، ان منع المسيحيين من الاحتفال بعيدهم من اجل الامتحانات غير مقبول بعد الثورة ويجب تداركه، فيمكن ترتيب الجدول قبل العيد بأن يتم وضع المواد الاساسية قبل العيد بدلا من المواد غير الاساسية كمادة الدين وغيرها من المواد التى لا تضاف الى المجموع، فعلى سبيل المثال هناك ثلاث مواد غير اساسية لها ثلاثة ايام قبل العيد. واضافت انه لابد من اعادة ترتيب الجدول او الغاء الامتحان فى اليوم التالى من العيد حتى يشعر المسيحيون بالفرحة مع ابنائهم. وقال القس رفعت فكري، كاهن الكنيسة الإنجيلية بشبرا، إن إجراء الامتحانات الدراسية الخاصة بجميع المراحل التعليمية بدءا من الابتدائية حتي الجامعية يوم 8 يناير والذي يلي عيد الميلاد المجيد، أمر غير مستحب، مطالبا بضرورة تأجيل موعد أول مادة تعقب العيد ليوم. وأكد فكري أن اختيار يوم 8 يناير غير مقصود، مدللا على ذلك بأن اختيار يوم 7 يناير كعطلة رسمية جاء خلال فترة قريبة، وعن رأيه تجاه الاحتياج لقرار رئاسي بمنع إجراء امتحانات يوم 8 يناير، قال فكري إن الأمر لا يحتاج إلى قرار رئاسي، إنما كل ما يحتاجه هو قرار وزاري تابع لوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي بمراعاة أن يكون موعد إجراء الامتحانات بعيدا عن الأعياد. ويرى القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشي، أنه لابد لمتخذي القرار بوزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي أو وكيل الوزارة المختص، من إصدار قرار بجعل يومي 7 و8 يناير خاصين بعيد الميلاد المجيد، مشيرا إلى صعوبة ذلك على الطلبة لأنه يضعهم بين سندان القلق والمذاكرة لاجتياز الامتحان، ومطرقة الاستمتاع بالعيد. وعن تعمد إجراء الامتحانات يوم 8 يناير، قال القمص ساويرس إنه لا يريد إساءة الظن بأحد، مطالبا بضرورة وضع هذا اليوم في اعتبارهم عند تحديد موعد إجراء الانتخابات، مشيرا إلي أن المدارس المسيحية والتابعة للكنيسة القبطية تأخذ يومي 7 و8 يناير يومين خاصين بعيد الميلاد المجيد. من ناحيته، قال جمال العربى، وزير التربية والتعليم، إن مسألة تقديم امتحانات نصف العام بالقاهرة ليوم الثالث من يناير جاء بسبب أن هناك ثلاث دوائر بالقاهرة ستعيد انتخاباتها في أيام الامتحانات. وأكد أن الوزارة لم تختْر بنفسها تواريخ الامتحانات لكن الاختيار كان مسئولية المحافظين ومديري المديريات، وفقا لظروف كل محافظة، مع مراعاة أن تكون بعد أعياد يناير.