قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية إن الإخوان المسلمين يعانون من مأزق كبير حالياً، حيث مطالبين بالتوافق مع التيارات السلفية المتشددة التي تحالفت معهم في معاركهم السياسية في الوقت الذي تزداد الضغوط عليهم ليصبحوا أكثر اعتدالاً ووسطية. وأشارت الصحيفة إلى أن السلفيين أو المحافظين المتشددين أصبحوا هم الظاهرة الجديدة التي فرضت نفسها على المنطقة الآن، وحققت أكبر استفادة من ثورات الربيع العربي، التي منحتهم الفرصة ليظهروا ويمارسوا السياسية، بينما كانوا قبل ذلك ليس لهم أي تواجد على الساحة وكانوا يتجنبون العمل في هذا المضمار. ويشير "ثوماس بيريت" الخبير في الحركات الإسلامية بجامعة ادنبرج البريطانية، إلى أن التيارات المدنية والعلمانية ترى أن السلفيين خطر حقيقي على الديمقراطية خاصة هؤلاء الذين يعتنقون الأفكار السعودية. ولعب نظام الرئيس السابق حسني مبارك دوراً في تنمية التيارات السلفية في مصر حيث كان يسمح لها بالدعوة والعمل في المجتمع وذلك على أمل التصدي لجماعة الإخوان المسلمين والحد من نفوذها وسمح مبارك لهم بإنشاء قنوات دينية وأصبح مشايخ السلفية مشهورين بشكل كبير ويحظون بشعبية كبيرة. وتعلم السلفيون كثيراً من تكتيكات الإخوان المسلمين في العمل الشعبي، وأصبحوا يجتذبون البسطاء والفقراء ويقدمون خدمات اجتماعية ساعدتهم في بناء قاعدة شعبية كبيرة، استندوا عليها في العمل السياسي الآن. وتنوعت الأهداف السياسية للتيارات السلفية في دول الربيع العربي، ففي العديد من الدول مثل ليبيا وسوريا هناك اتجاه نحو العنف، وفي تونس يمارسون السياسة وأحياناً ضد التيارات المدنية.