قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الرسالات السماويّة التي أنزلها الله تعالى على رُسُلِه أعلت من قيمة الإنسان، وحفظت كرامته، وحرَّمت إهدارها بأي ذريعة كانت، كاختلاف الدّين أو اللسان أو العرق أو اللون، فإن ما كرمه الله تعالى لا يجوز امتهانه، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}. وأضاف المركز، فى رسالته ضمن حملته الإلكترونية، بعنوان (الجوانب الإنسانية في الرسالات السماوية)، أن حريّة الإنسان قيمة عظيمة؛ دعمتها الرسالات السماويّة التي أنزلها الله على سيّدنا موسى، وسيّدنا عيسى، وسيّدنا محمد عليهم الصلاة والسلام، وحثّت عليها، خاصّةً الحريّة الدّينيّة، التي تكفل للإنسان عيشًا هنيئًا آمنًا، وهو ما أكّده الإسلام حينما قرّر أنّ اعتناق الدّين لا إكراه فيه، قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ}. وأشار إلى أن التسامح الدّيني، والتعايش السلمي، ونبذ التطرف، قيم عظيمة جاء بها الأنبياء جميعًا من سيّدنا آدم إلى سيّدنا محمد عليهم الصلاة والسلام، وقد تَجلَّى ذلك في الدّستور العظيم الذي وضع موادّه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكان من أعظم موادّه: " وَإِنَّ يهودَ بَنِي عَوْف أُمَّةٌ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، لِلْيَهُودِ دِينُهُمْ، وَلِلْمُسْلِمَيْنِ دِينُهُمْ مَوَالِيهِمْ وَأَنْفُسُهُمْ، إلَّا مَنْ ظَلم وأثِم، فَإِنَّهُ لَا يُوتِغ -أي يُهلك- إلَّا نفسَه، وأهلَ بَيْتِهِ ".