مررت بمواقف طريفة أثناء إلقائي بيانات الحرب فقد اضطررت لإكمال أحد البيانات بسبب تأخر الزميل الذي كان يأتيني بالبيانات التي أنقل منها فقد فوجئت بعدم دخوله رغم إنهائي الجزء الذي كان أمامي فقلت له دون أن أشعر "ادخل" "يا عم ادخل" ولم يدخل واضطررت لإكمال البيان بدون ورق والاعتماد على نفسي وكان خطأ كبيرا ولكني قررت إنقاذ الموقف.. هكذا بدأ الإذاعي صالح مهران مذيع أكتوبر وهنا القاهرة حديثه معنا في حوار خاص لصدى البلد فكان كالآتي: وخالفت قواعد الإذاعة وقوانينها في موقف آخر أثناء هزيمة 67، فقد فوجئت بعد تنحي جمال عبد الناصر ببث أغاني "يا مولانا يارب ارحمنا" وكان ممنوعا بث أغان عن مصر، فقررت الذهاب إلى مكتبة الشرائط ووأوقفت هذه الأغاني بثثت أغان وطنية مثل "مصر التي في خاطري وفي دمي" ، "بلدي أحببتك يا بلدي" لمحمد فوزي، ولم يتحدث معي أحد بشأن مخالفتي بل تم بثها 40 يوما. وقال مهران: أود أن أوضح معلومة يجهلها الكثير وهي إنه لا يوجد صوت جميل وصوت قبيح ولكن هناك صوت صحي "قوي"، وصوت غير صحي "ضعيف"، ويرجع الصوت الصحي إلى معرفة المذيع ب 6 علوم لابد من الإلمام بها وهي: "علوم اللغة والموسيقى والفيزياء والهندسة الإذاعية ووظائف الأعضاء والتشريح". وأضاف: علوم اللغة ترجع إلى معرفته بقواعد لغته وعلومها فلابد أن يكون على معرفة قوية بالنحو والصرف وعلم الكلام والنطق. أما علوم الموسيقى فعلى المذيع أن يكون ملما بأنواع الموسيقى والصوت والآلة الموسيقية لأن صوته عبارة عن موسيقى ونغمات يخرجها بحرفية ليقبلها الناس ويحبونها ومن ثم إيصال المعلومة بكل يسر، وتكمن علوم التشريح في كيفية التعامل مع مخارج الحروف. وعن هزيمه 67 تحدث مهران قائلا: أصبت بمرض نفسي بعد النكسة فقد كنت أحلم بالانتصار على العدو وطرده من مصر ولكن جاءت الهزيمة وقضت على تلك الأحلام، وأقولها بكل صدق: إن جمال عبد الناصر مات في 67 ولم يمت عام 70. وبسؤاله عن من يطبق هذه المعايير من المذيعين الآن قال : عدد قليل لا يتعدي ال 5 مذيعين هم من يطبقون هذه المعايير في الإذاعة وعلى الباقين أن يدرسون ذلك وإلا يتركوا الإذاعة لمن هو أفضل منهم. وأضاف مهران خلال حواره لصدى البلد أن أفضل وجبة للمذيع هي اللحم الضاني، قائلا: على المذيع أن يأكل اللحم الضاني للحفاظ على صوته، فإن أساس الصوت هو الصحة الجيدة، حيث إنها مصدر الصوت المميز. وعن نقد صلاح جاهين قال مهران: اشتكاني صلاح جاهين لرئيس الإذاعة وقت الحرب وقال له المذيع بتاعك عامل معركة لوحده في الاستديو قوله يهدى شوية"، فأبلغني أ. شعبان وقلت له إن حماسي هو سبب هذه المعركة التي يتحدث عنها جاهين ووصلت لقلوب الناس". ونفى مهران شائعات طلب أم كلثوم قائلا: كنت أحب أغانيها كثيرا وكنت أقدمها في الحفلات ولكن لم تطلب يوما مقابلتي ولا أعرف من أين يأتي هؤلا بهذه الأخبار التي لا أعرفها إلا منهم. وعن حبه لأم كلثوم قال: أحبها صوتها جدا وكنت أقدمها في الحفلات وما يقال أنها طلبتني للتحدث معي لا أساس له من الصحة.