قال الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن برّ الوالدين يكون بطاعتهما في غير معصية، وتنفيذ أمرهما ووصيتهما والرفق بهما، وإدخال السرور عليهما، والتوسعة عليهما في النفقة وبذل المال لهما، والشفقة والرحمة بهما. وأوضح « الحذيفي» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه من البر كذلك الحزن لحزنهما، وجلب الأنس لهما، وبرّ صديقهما، وصلة ودّهما، وصلة رحمهما، وكفّ جميع أنواع الأذى عنهما، والكفّ عما نهيا عنه في حياتهما، وكثرة الاستغفار لهما في الحياة وبعد الموت، والعقوق ضد ذلك كله، منوهًا بأن كثرة العقوق من أشراط الساعة، وفي الحديث: «إن من أشراط الساعة أن يكون المطر قيضًا والولد غيظًا وأن يفيض الأشرار فيضًا، وأن يغيض الأخيار غيضًا». وأضاف أن من أعظم العقوق للوالدين تحويلهما أو تحويل أحدهما إلى دار المسنين وإخراجهما من رعاية الولد، وهذه ليست من أخلاق الإسلام ولا من كرم الأخلاق، ومن أعظم العقوق التكبّر على الوالدين والاعتداء عليهما بالضرب أو الإهانة والشتم والحرمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الجنة يوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها عاق» رواه الطبراني. وتابع: وحقوق الوالدين مع ما في القيام بها من عظم الأجور والبركة فهي من مكارم الأخلاق، وأكرم الخصال التي يقوم بها من طابت سريرته، وكرم أصله، وزكت أخلاقه، وجزاء الإحسان الإحسان، والمعروف حقّه الرعاية والوفاء، والجميل يقابل بالجميل، لا ينكر المعروف والجميل إلا منحطّ الأخلاق، ساقط المروءة، خبيث السريرة، بدليل قوله تعالى: «وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».