علي جمعة: من يحدث أثناء الطواف عليه الوضوء مرة أخرى.. والتزاحم عند الحجر الأسود منهي عنه.. ورئيس لجنة الفتوى لصدى البلد: لا داعي للاقتراض من البنوك لأداء فريضة الحج

علي جمعة:
لم نر أي تحرش في الحج على مدار التاريخ رغم الزحام
حال الشك في مرات الطواف يبني على الاقل
الاستدانة لاستكمال إجراءات الحج تجوز بشروط
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن التزاحم عند الحجر الأسود منهى عنه؛ لكونه يؤدى لإيذاء الغير والضرر بالنساء، موضحًا أنه يكفى الإشارة له من بعيد.
وأضاف جمعة خلال حواره ببرنامج "والله أعلم" على فضائية "سي بي سي"، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- عندما وصل مكة توضأ وبدأ بالطواف، وسمى هذا الطواف بطواف التحية والقدوم، وهو يعادل ركعتي تحية المسجد.
وتابع، أن القدسية والاحترام لاتتنافي مع قول سيدنا عمر أن الحجر الأسود حجر ولولا رسول الله قبلك ما قبلتك، فنحن لانعبد الحجر الأسود ولا البيت الحرام ولا القرآن رغم أنهم مقدسين.
وقال إن من يُحدث أثناء الطواف عليه أن يذهب ليتوضأ ثم يكمل الطواف، ويمكن للحاج أن يستريح بعد كل طواف ثم يستكمل مرة أخرى.
ولفت أن من أتى البيت الحرام وطاف طواف العمرة له طواف تحية، وكذلك من جاء البيت حاجًا منفرًدا وطاف طواف الركن فهو قد أدى عليه ما عليه وهو طواف تحية أيضًا".
وأشار إلى أن الطواف يشترط فيه ما يشترط للصلاة وهو النية والوضوء وستر العورة، ونجعل بداية الطواف من الحجر الأسود، وأن يكون الطواف خارج حجر إسماعيل، ويفرق عن الصلاة في أنه ليس محرم الطواف في أي وقت من الليل والنهار.
وأكد مفتي الجمهورية السابق، أنه على مر التاريخ، رغم الزحام الشديد بالحج لم نر حالة تحرش واحدة في الطواف والحج، موضحا أن الله سبحانه وتعالى أكد أن من يدخل البيت الحرام يكون آمنًا في قوله تعالى: وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا.
وتابع: هناك فارق كبير بين القداسة والعبادة، وعاش المسلمون يتبركون بملابس النبي - صلى الله عليه وسلم - وشعره الشريف الذي حلقه في الحج، مما يعني أن الحجر الأسود مقدس.
وقال، إن اللمس والتقبيل للحجر الأسود يتحقق بالإشارة إليه، موضحًا أن النظر للكعبة عبادة حتى لو كان عبر شاشات التلفاز، مضيفا أن غاية هذا الكون هو عبادة الله سبحانه وتعالى، لافتًا إلى أن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة هذه الأمة عاليه ومبجلة ولكن دون عبادة.
ولفت إلى أنه في حال التشكك في عدد مرات الطواف فيجب البناء على العدد الأقل، موضحا ان رسول الله دعا ربه ألا يجعل قبره وثنًا يعبد من دون الله".
من ناحية أخرىىقال الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، إن من لا يمتلك القدرة المالية علي أداء فريضة الحج لا تجب عليه هذه الفريضة فليس هناك داعي أن يستدين من بنك فالحج لا يجب إلا علي المستطيع، انطلاقا من قول الرسول صلي الله عليه وسلم: بني الإسلام علي خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
وأضاف الأطرش في إجابته عن سؤال: "ما حكم الاستدانة من البنوك لأداء فريضة الحج": "إذا فرض أن يستدين المسلم من بنك بالفائدة فهذا لا يجوز ويقلل من ثوابه قطعا.
وتابع": عليه أن ينتظر حتي يمكنه الله عز وجل من أداء الفريضة فليس عليه أدني عتاب إذا لم يحج.
وأوضح الشيخ عبدالحميد الأطرش، إنه في حال حصول أي موظف على تأشيرة لأداء فريضة الحج من عمله، ويحتاج مال لاستكمال إجراءات سفره، فلا شيء عليه في هذه الحالة وعليه الاستدانة من بعض أقاربه أو زملائه بشرط أن يكون قادرا على السداد.
وأضاف "الأطرش" خلال إجابته على سؤال "حكم الاستدانة من أجل استكمال أداء فريضة الحج" أن من أدلة اشتراط الاستطاعة قول الله تعالي" ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا".
وأضاف أنه لا مانع من الاستدانة بشرط أن يكون المستدين قادرًا علي السداد حاضرا أو مستقبلا أما إذا كان متعسرا وغير قادر علي الوفاء بدينه فلا يجوز له الاقتراض لقوله تعالى: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب.