اعتقلت الشرطة الروسية أربعة من زعماء المعارضة وفرقت نحو 2000 شخص نظموا تجمعا في مظاهرة محظورة يوم السبت للمطالبة بنهاية لحكم فلاديمير بوتين الذي مضى عليه 13 عاما. واختارت المعارضة موقعا رمزيا أمام مقر سابق للمخابرات الروسية لتنظيم تجمع للاحتفال بعام من الاحتجاجات ضد بوتين وقالت إن تدخل الشرطة أظهر القيود المفروضة على المعارضة في ظل حكم الرئيس. وانتشر عدد كبير من قوات الشرطة وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة في الوقت الذي هتف فيه المحتجون الذين كانوا يرتدون الأوشحة وقبعات الفراء بسبب البرد القارس بشعارات من بينها "أطلقوا سراح المعتقلين السياسيين" و"تسقط الدولة البوليسية" و"روسيا بلا بوتين" في ميدان لوبيانكا في وسط موسكو. غير أن الشرطة نفد صبرها في النهاية إزاء هذا التجمع الذي لم تأذن به سلطات مدينة موسكو وجابت الميدان بالخوذات والسترات الواقية بعد نحو ساعتين وطردت جميع المحتجين منه. وقال متحدث باسم الشرطة إن حوالي 40 شخصا اعتقلوا مشيرا إلى وقوع مناوشات طفيفة. وألقي القبض على الزعيم اليساري سيرجي اودالتسوف والمدون المناهض للفساد اليكسي نفالني في بداية التجمع كما اعتقل إيليا ياشين وكسينيا سوبتشاك وهما من الأعضاء البارزين في المعارضة أثناء توجههما إلى موقع الاحتجاج. غير أنه تم إطلاق سراح الأربعة بعد ساعات دون توجيه أي اتهام إليهم مما يشير إلى أنه جرى اعتقالهم لمنعهم من إثارة المشاركين في الاحتجاج. وقال نافالني قبل اعتقاله "لا اعلم عدد الموجودين هنا لكنني فخور بكل من جاء. المهم أن الناس هنا. وهم يعبرون عن رأيهم ويؤكدون وجودهم." وأضاف قائلا "من الواضح أن السلطات لا تروق لها المحاولات الرامية إلى تنظيم مثل هذه الاحتجاجات وتطور الحركة الاحتجاجية بصورة عامة. فهي لا تريد أي شيء يهددها." بدأت الاحتجاجات قبل عام بعد فوز حزب روسياالمتحدة الذي يتزعمه بوتين في انتخابات برلمانية شابتها مزاعم تزوير غير أنها سرعان ما تحولت إلى أكبر حركة احتجاجية ضد رجل المخابرات الروسية السابق منذ ان تولى السلطة اول مرة في عام 2000. وقال فلاديمير ريجكوف أحد الزعماء الرئيسيين للحركة الاحتجاجية والعضو السابق بالبرلمان "لم يتم تلبية أي من مطالبنا وعمليات القمع السياسي مستمرة."