جريمة هزت الجيزة.. شائعات أطفال المريوطية بين تجارة الأعضاء ودار الأيتام.. الداخلية كشفت مفاجآت في الواقعة.. وصدى البلد يكشف تفاصيل 120 ساعة تحقيقات وسر العقار رقم 35.. فيديو وصور

* جريمة هزت الجيزة.. أطفال المريوطية قتلهم خوف والدتهم "الريكلام"
* بعض مواقع التواصل: معلومات مغلوطة حول ظروف وملابسات الواقعة
* الداخلية: تشكيل فريق بحث من قطاعات الأمن الوطنى والعام وأمن الجيزة
* شاهد: رأيت سيدتين وطفلة في توك توك وقامتا بإلقاء سجادة وكيسين بلاستيكيين
* العقار رقم 35.. كلمة السر في تحديد محل سكن السيدتين بالطابق الرابع
* سبب الحريق الذي اختنق الاطفال بسببه اتصال مصدر حرارى سريع ذو لهب مكشوف
* تحليل البصمة الوراثية DNA أثبت أن المدعوة "أماني أم للأطفال الثلاثة المعثور على جثثهم
جريمة هزت الرأي العام، بدأت بشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بالعثور على جثث أطفال بالمريوطية خالين من الأعضاء، وخرج الجميع يتحدث عن سرقة أعضائهم، وعلى مدار أيام من البحث وتحقيقات النيابة، شهدت الجريمة تفاصيل مثيرة يرصدها "صدى البلد" في السطور القادمة.
صباح الثلاثاء
في العاشر من الشهر الجاري، استيقظت الجيزة على واقعة بشعة، عقب العثور على 3 جثث لأطفال بمنطقة المريوطية، داخل أكياس بلاستيكية سوداء وملقاة على الرصيف بالقرب من فندق شهير، وناظرت النيابة حينها الجثث، وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، وانتداب الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة والتوصل إلى ملابسات الحادث، وبدأت الأجهزة المعنية دورها في الكشف عن ملابسات الجريمة.
فيلم الرعب
وقال الطفل محمد، أحد شهود العيان على الواقعة، إنه اكتشف الواقعة عند قدومه في الصباح إلى محل عمله، حين رأى الشرطة في كل مكان، أنه عندما اقترب من جمع المواطنين والشرطة شاهد مشهدا أقرب إلى فيلم الرعب، حيث الثلاثة جثث ملقاة على الأرض وملفوفة بأكياس وسجاد، وملامحهم تكاد تكون منعدمة والجثث وكأنها محروقة، موضحا أنه يأتي إلى عمله في المريوطية قادما من منطقة المنيب، وأنه عقب ما رآه أصبح خائفا أن يأتي مرة أخرى، مشيرا إلى أن أكبر الأطفال لم يكمل 5 أعوام وأصغرهم رضيع.
120 ساعة
120 ساعة قضتها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية لفك لغز العثور علي جثث 3 أطفال بجوار فندق سياج بمنطقة المريوطية، انتهت بالتوصل إلى حقيقة الواقعة بوفاة الأطفال الثلاثة جراء حريق داخل شقة تتركهم والدتهم بداخلها أثناء عملها ك"ريكلام" بالفنادق والملاهي الليلية وتبريرها تخلصها منهم بالشارع خشية المساءلة القانونية.
وزير الداخلية
استعرضت مصادر أمنية تفاصيل خطة البحث التي وجه اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بوضعها على أعلى مستوى فور العثور على جثث الأطفال للتوصل إلى ملابسات الجريمة وحقيقتها.
وقالت المصادر إنه صباح يوم الثلاثاء الماضي تلقى قسم شرطة الطالبية بلاغا بالعثور على جثث أطفال ملقاة بتقاطع شارعى الثلاثينى مع المريوطية دائرة القسم داخل أكياس بلاستيكية وسجادة فى حالة تعفن وبهم آثار حروق.
وأضافت المصادر أنه نظرًا لما أُثير ببعض المواقع الإخبارية وبعض مواقع التواصل الاجتماعى من معلومات مغلوطة حول تعرض الأطفال لسرقة أعضائها البشرية تم تشكيل فريق بحث مكبر ترأسه اللواء جمال عبد الباري، مساعد وزير الداخلية للأمن العام، واللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة.
35 ضابطًا
ضم فريق البحث الذي قاده اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، 35 ضابطا من مباحث الطالبية، بالإضافة إلى ضباط قطاع غرب الجيزة بالكامل وعدة قطاعات أخرى من شمال الجيزة وأكتوبر، وقطاعي الأمن الوطني والأمن العام عكفوا جميعا على وضع خطة بحث لاتباعها في سبيل التوصل إلى هوية الأطفال المجني عليهم والجناة.
اعتمدت خطة البحث علي فحص بلاغات التغيب ومخاطبة أقسام الشرطة بالقاهرة والجيزة لمراجعة بلاغات التغيب وبيان مدى وجود بلاغات بمواصفات تقترب من الأطفال وأعمارهم، ومع عدم التوصل إلى وجود بلاغات تغيب، تطرقت خطة البحث لاتجاهات أخرى.
خيوط البحث
بدأت خطة البحث في فحص دور الرعاية والأيتام في محاولة لتحديد هوية الأطفال، وكلف فريق البحث عددا من أقسام شرطة الجيزة بالبحث في نطاق دوائر أقسامهم، حيث قام كل من المقدم محمد ربيع، رئيس مباحث إمبابة، والمقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، والمقدم إسلام المهداوي، رئيس مباحث أكتوبر أول، والمقدم محمد الصغير، رئيس مباحث الهرم، والمقدم محمد داود، رئيس مباحث العمرانية، والرائد مصطفى عبد الله، رئيس مباحث الطالبية، بفحص كل ما يمت لدور الرعاية والأيتام بصلة بنطاق دوائر أقسامهم، فيما تولى العميد طارق حمزة، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، والعقيد محمد راسخ، مفتش مباحث الهرم، والعقيد محمد أمين، مفتش مباحث العمرانية والطالبية، فحص جميع الملاهي الليلية بشارع الهرم وعدد من الفتيات "ريكلام" والمسجلات آداب.
وتوصل فريق البحث إلى شاهد رؤية بائع مشروبات متجول الذي قرر أنه شاهد توك توك تخرج منه سيدتان ويلقيان بالأكياس السوداء بجوار الفندق وفيلا مهجورة، فاتجهت خطة البحث إلى سائقي التوك توك بجميع مواقف المنطقة وشارك جميع رؤساء مباحث قطاع غرب الجيزة في فحص ما يقرب من 200 سائق ومناقشتهم حول نقل أشخاص يحملون أكياسا بلاستيك كبيرة الحجم وسجادة إلى مكان العثور على الجثث أو محيطه.
سائق توك توك
استمرت عملية البحث حتى توجه إلى النيابة العامة سائق توك توك أدلى بمعلوماته، مؤكدا أنه هو من قام بتوصيل السيدتين إلى مكان العثور على الجثث، مشيرا إلى أنه قام بنقلهم من شارع مكة المكرمة بعدما طلبتا منه توصيلهما إلى منطقة أبو النمرس فوافق ووضعت السيدتان كيسين بلاستيكيين أسودين بداخلهما بطاطين وسجادة داخل التوك توك، ونظرا للرائحة الكريهة لم يتمكن السائق من إكمال الطريق لأبو النمرس، وطلب من السيدتين النزول وكان وصل إلى المريوطية وهو المكان الذي اتضح أن السيدتين ألقتا الجثث به، وأكد السائق أنه لم يعلم محتوى الأكياس وعندما علم أنها جثث لأطفال من خلال الإعلام والسوشيال ميديا تقدم بشهادته للنيابة العامة.
العقار 35
بعد شهادة سائق التوك توك وإدلائه بالمكان الذي أقل منه السيدتين، توجهت فرق البحث إلى المنطقة لفحصها بالكامل وتحديد العقار، خاصة أن السائق عجز عن تحديده نظرا لتشابه العقارات في تلك المنطقة، فتولى ضباط قسم شرطة الطالبية بقيادة الرائد مصطفى عبد الله، رئيس المباحث، بإشراف مباشر من قادة فريق البحث فحص قرابة 15 عقارا حتى تم التوصل إلى العقار رقم 35 شقة بالطابق الرابع مغلقة منذ عدة أيام في توقيت متزامن مع العثور على جثث الأطفال بالاستعلام عن قاطنيها، تبين أنهم اختفوا في ذات اليوم ويقطن بها سيدة وزوجها وابنتهما وبرفقتهم صديقتها وأطفالها الثلاثة، فتم فتح الشقة بعد استئذان النيابة العامة، وكانت المفاجأة العثور علي غرفة محترقة عن آخرها وعثر على "عقد" إيجار الشقة باسم "سها. ع"، تعمل بملهى ليلى، 38 سنة، وعُثر على وثيقة زواجها من "محمد. إ"، 28 سنة، وأنهما يقيمان بالشقة، فبدأت عملية البحث عنها وأصدقائها وأقاربها.
وتولى المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، فحص علاقات السيدة وصديقاتها بمنطقة بولاق الدكرور، حتى تم التوصل إلى هوية الصديقة الأخرى التي تقطن برفقتها، وتبين أنها أم الأطفال الثلاثة، وبدأت خيوط الجريمة تتضح بأن الأطفال لقوا مصرعهم في الحريق الذي التهم تلك الغرفة، خاصة أن جثثهم كان بها آثار حروق وأن والدتهم اختفت بعد التخلص منهم.
4 أزواج
التحريات كشفت عن أن المتهمة الرئيسية تدعى "أمانى. م"، 36 سنة، وشهرتها منال، ريكلام بأحد الفنادق، ونجحت التحريات من خلال فحص علاقاتها وخطوط السير في تحديد مكانها بمنزل زوجها "حسان. ع"، مزارع، 65 سنة، بمنطقة شبرامنت بأبو النمرس جنوب الجيزة، وألقت القبض عليها انهارت المتهمة واعترفت أمام اللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، أنها متزوجة منه منذ خمس سنوات، ومنذ حوالى شهر تعرفت على مالكة الشقة "سها" من خلال ترددها على أحد الملاهى الليلية بمنطقة الطالبية، وأقامت رفقتها وأطفالها الثلاثة (محمد حسان 5 سنوات، أسامة حسان 4 سنوات، فارس عامين، وغير مُقيد بسجلات الأحوال المدنية)، ومساء يوم الحادث توجهت وصديقتها إلى أحد الفنادق بشارع الهرم للعمل، ولدى عودتهما الساعة 6 صباحًا للشقة اكتشفتا حدوث حريق بإحدى الغرف ووفاة الأطفال الثلاثة.
التخلص من الجثث
تبين أن الأطفال لقوا مصرعهم صباح يوم السبت والأم اكتشفت الوفاة صباح الأحد، وظلت الأم المتهمة تفكر برفقة صديقتها وزوج الأخيرة في طريقة للتخلص من الأطفال المتوفين لعدم التعرض للمساءلة القانونية جراء الإهمال، وبعد قرابة 48 ساعة اهتدى تفكيرها إلى التخلص منهم بإلقائهم بمنطقة نائية بالشارع، خاصة بعد تعفن الجثث وانبعاث الروائح الكريهة منهم، فاستعانت بصديقتها وزوجها اللذين ساعداها على إلقائها بالشارع ثم تركت الشقة ولم تعد إليها وتوجهت إلى منزل زوجها.
ضبط المتهمين
ألقت المباحث القبض على الصديقة والزوج بمنطقة الوراق بعدما تبين اختفاؤهما أيضا واصطحاب ابنتهما والتوجه لإحدى الشقق بمنطقة الوراق، وكشفت تحقيقات نيابة العمرانية عن دور المتهم في قضية أطفال المريوطية بعد إلقاء القبض على أم الأطفال وصديقتها، حيث كشفت التحقيقات، أن المتهم تزوج من المتهمة سها منذ فترة وكان لا يقيم معها بصفة مستمرة، وإنما كان يتردد عليها كل عدة أيام، وأنه لم يذهب إليها في شقتها قبل الواقعة ب 3 أيام، حتى فوجئ بزوجته تتصل به هاتفيا وتخبره بما حدث وأن أطفال صديقتها "منال" الثلاثة لقوا مصرعهم جراء حريق نشب بغرفتهم بالشقة وطلبت منه مساعدتها للتخلص من الجثث إلا أنه انتابه الخوف ورفض الاشتراك معهما.
"ماليش دعوة"
وردد المتهم أمام التحقيقات قائلا: "ماليش دعوة"، وأضافت التحقيقات أنه توجه إليها فيما بعد واصطحبها للإقامة معه بشقة بمنطقة الوراق وبرفقتها طفلتها الصغيرة "نيلي" البالغة من العمر 9 سنوات حتى ألقي القبض عليهم، وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم لم يشارك في التخلص من الجثث ولكنه كان على علم بالواقعة وتستر على المتهمين.
حبس المتهمين
وأمرت النيابة بحبس المتهمين الثلاثة ووجهت للمتهم زوج الثانية تهمة التستر على متهمين وإخفاء جريمة، وكشفت مصادر أمنية أن أطفال المريوطية الثلاثة الذين لقوا مصرعهم جراء حريق في شقة وتخلصت والدتهم منهم بإلقائهم بالشارع تم دفنهم بمقابر الصدقة نظرا لعدم وجود أحد من الأسرة أو الأقارب لتسلم الجثث، بعد تصريح النيابة العامة بدفن جثثهم عقب الانتهاء من التشريح بمصلحة الطب الشرعي وأخذ عينات DNA اللازمة لفحص البصمة الوراثية للأطفال قررت النيابة دفنهم.
تجديد الحبس
جدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة حبس زوج والدة أطفال المريوطية الذين عثر على جثثهم بالشارع 15 يومًا على ذمة التحقيقات بعدما أمرت النيابة بحبسه بتهمة التزوير في أوراق رسمية وإخفاء متهم.