حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، من خطورة "تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين" على أيدي الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف يتبنى ذات التوجه والمنطلق إزاء تلك القضية المهمة، ودار الفتوى في لبنان تشارك الأزهر هذه الدعوة التي تسقط مقولة الأكثرية والأقلية، وترفع لواء المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات. وقال مفتي لبنان – في كلمة خلال رعايته حفل تخريج الصفوف النهائية في ثانويات ومعاهد جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية - إنه "لن يكون هناك شرق أوسط من دون المسيحيين الشرقيين الذين نتعايش معهم في وطن واحد ونتقاسم معهم رغيف الخبز ونتنشق معهم هواء واحدا، فمصيرهم ومصيرنا واحد، معا نكون أو لا نكون". ودعا مفتي الجمهورية اللبنانية، المسيحيين إلى "التجذر في أوطانهم" وعدم الاستجابة - تحت أي ظرف من الظروف الضاغطة والعابرة - إلى الهجرة منها، معتبرا أنه إذا كان تهجير المسيحيين على يد حفنة من المتطرفين الإرهابيين يمثل جريمة بحقنا جميعا، فإن تشجيعهم على الهجرة، وتسهيل إجراءات هذه الهجرة، يشكل جريمة أكبر بحقنا جميعا أيضا. من ناحية أخرى، ناشد المفتي عبداللطيف دريان جميع القوى والتيارات السياسية اللبنانية المعنية بالشأن الحكومي، أن يعملوا على تسهيل مهمة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وعدم وضع الشروط التي تؤخر عملية تشكيل الحكومة. ودعا إلى حسم الجدل والتجاذب حول الحقائب الوزارية، مشددا على أن الأوطان "تبنى بالتعاون والتضامن والوحدة، ولا تبنى بالحصص والمصالح الذاتية أو الفئوية"، مطالبا الجميع "الخروج من مواقع التناحر والدخول إلى رحاب الوطن وتعميم ثقافة المواطنة، لبناء لبنان الواعد والمنتظر، لقيام دولة المواطنين جميعا، التي لا فرق بين مواطن وآخر إلا بما يقدم لهذا البلد من وسائل الأمن والاستقرار والأمان". وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية، أن دار الفتوى ستبقى داعمة لمؤسسات الدولة ومشروع بناء الدولة، ولها "حرصها الخاص على مقام رئاسة مجلس الوزراء وبقية الرئاسات والمقامات".