ليس فقط بالشيكولاتة أو الفشار أو بشرب القهوة تزداد هرمونات السعادة، ولكن بالاسترخاء، النوم، ممارسة الرياضة والطعام أيضا يمكنكم زيادة الشعور بالراحة والرضا والسلام النفسي. نحن جميعا نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها طوال الوقت، فيظن كثير من الناس أن السعادة تتحقق بامتلاك المال وأفخم أنواع السيارات والقصور أوتتحقق بالشهرة أو تتحقق بالجاه والارتقاء في السلم الاجتماعي والمهني أوتتحقق بالسفر والتنزه في أغلى المناطق في العالم أوبارتداء الماس وأفخم الماركات. هناك ما يسمى "هرمون السعادة" وهى تسمية مجازية فلا يوجد هرمون للسعادة، إنما ما يحدث هو نوع من الشعور بالهدوء والبعد عن الضغوط النفسية والعصبية ويكون في حالة مزاجية عالية. وهناك 3 مواد أساسية مسئولة عن الشعور بالراحة والسعادة وهى: الميلاتونين: هو مادة يفرزها الجسم بصورة طبيعية من الغدة الصنوبرية ويفرز بوفرة في فترة الطفولة، ولكن مع بداية البلوغ يقل إفرازه تدريجيا ويستمر في التناقص كلما تقدم العمر وربما تكون سعادة الأطفال مرتبطة ولو جزئيا بوجود هذا الهرمون، ويسمى هذا الهرمون هرمون السعادة لتأثيره المهدئ للجهاز العصبي وتنظيم تفاعلات الجسم. السيروتونين: ناقل عصبي مشتق من التربتوفان، يوجد في الجهاز الهضمي وفى الجهاز العصبي المركزى، وهو معروف أيضاً ب"هرمون السعادة" على الرغم من عدم كونه هرمونا إنما لديه وظائف مختلف وتشمل تحسين المزاج، والشهية، والنوم، وأيضا بعض الوظائف المعرفية، بما في ذلك الذاكرة والتعلم، ويسمونه هرمون السعادة لأنه المسئول عن حالتنا النفسية ودوره كبير في تحسين المزاج، وهذا الهرمون له دور فعال في شهيتنا للطعام (ممكن بالزيادة أو النقصان) وحرارة الجسد ومدى تحمل الجسم للألم والاكتئاب والصداع النصفي. أما المكون الأخير المسئول عن الشعور بالسعادة، فهو الإندورفين ويعد أهم مسكنات الألم التي تفرز طبيعيا من جسم الإنسان ويخفف الشعور بالألم، ويخفض الإجهاد، ويعزز الجهار المناعي، كما أن من تأثيرات إفراز الاندورفين تحسن المزاج لدى الشخص والشعور بالسعادة. وهناك علاقة مباشرة بين نوعية الطعام والشعور بالسعادة، فنلاحظ وجود ارتباط وثيق بين الأعياد والاحتفالات والطعام، فمثلا في أعياد رأس السنة نحتفل بتناول الحلوى، وفى عيد الأضحى نأكل من الأضحية، وفى عيد الفطر نحتفل فنأكل الكعك وهذا ما يؤكد أن هناك علاقة وطيدة بين الطعام والشعور بالسعادة. وأخيرا هناك نوعان من السعادة، الأولى مؤقتة التأثير وهى السعادة التي يشعر بها الشخص بشكل مؤقت فور انتهائه من بعض الأطعمة التي تزيد السكر في الدم مثل الشيكولاتة بأنواعها، بالإضافة إلى جميع أنواع الحلوى، والثانية دائمة التأثير وهى السعادة التي يشعر بها الإنسان بشكل دائم بسبب تأثره بتناول بعض المأكولات التي لا تشعره بالإرهاق وتزيد من قوته مثل المكسرات بأنواعها المختلفة، خاصة اللوز وتناول الأسماك والتونة، بالإضافة إلى الزيوت التي تحتوي على 3 omega. والفيشار يحفز خلايا المخ على إنتاج مادة السيراتونين المسئولة عن توليد الشعور بالبهجة والسرور والإقبال على الحياة. والميلاتونين هو إحدى المواد الطبيعية التي ينتجها الجسم وتعطى الشعور بالهدوء والصفاء النفسي والرضا والمسماة بهرمونات السعادة، والميلاتونين هو هرمون يفرز أثناء النوم مساء فقط ولا يفرز عندما ننام في النهار، فهو المنظم البيولوجي للإنسان ويمكن الحصول على هذا الهرمون من طريقتين، الطريقة الطبيعية النوم المبكر، والطريقة الصناعية وهى الأدوية. وبلا شك فإن الطريقة الطبيعية الربانية هى الأفضل والأضمن والأسلم، أما الأخرى فهى توصف للذين يشتكون مشاكل في النوم ويعانون من الإرهاق ولا نخفى عليكم أنها مضرة جدا ولا تناسب أي شخص بحسب البحوث في هذا المجال. طريقة عمل هرمون السعادة: في الليل حين يسدل الإنسان جفونه ينتشر هذا الهرمون العجيب من الغدة النخامية أسفل الرأس ليبعث في الجسم راحة وفى العقل صفاء وفى النفس اطمئنانا، كما أنه يهدئ الأعصاب ويطيل من فترة شباب الإنسان وبقاء البشرة نضرة، لذا فهو هرمون السعادة. ويرى الباحثون أن الخطوات السليمة للحصول على هرمون السعادة: * النوم مبكر ما بين الثامنة إلى العاشرة مساء * ممارسة الرياضة بشكل منتظم * اجعل عشاءك خفيفا مع مراعاة أن يكون باكرا * النظام والترتيب، فالحياة في بيئة غير منظمة ترهق الإنسان وتجعله غير سعيد ومشتت الذهن