كان القطار وما يدور داخله من حواديت وقصص حياتيه يقصها الغرباء على بعضهم وتنتهي بمجرد أن يقف القطار على المحطة، بمثابة إلهام ل"محمود عماد الدين" المهندس الذي قرر أن يفتتح المشروع الأول من نوعه في مصر قائمًا على "الفضفضة" في المقام الأول وأطلق عليه اسم " the train". "من سنة فكرت إن أنا يكون عندي مشروع خاص بيا مختلف، واهتديت لفكرة أن المكان يكون للفضفضة، زي بعض المواقع الموجودة على الانترنت ناس تدخل تكلم ناس متعرفهاش وتفضفض معاها وتقفل، أنا قررت أعمل كده بس حاجة على أرض الواقع"، من هنا جاءت الفكرة إلى محمود عماد الدين، ليبدأ في تنفيذها فعليًا على أرض الواقع منذ شهرين تقريبًا. حدد "محمود" المكان في 6 أكتوبر حيث الهدوء، وحدد الشكل الذي سيكون عليه المكان وشرع في تحقيقه، ليكون عبارة عن غرف تنقسم كل غرفة إلى نصفين جهة يجلس فيها المستمع وجهة أخرى يجلس فيها المتحدث، ليقول كل ما يريد ويجاوبه المستمع، ويوضح محمود ل"صدى البلد" قائلًا"الموضوع أقرب للمناقشة وحوار بين أتنين بيحاول المستمع في النهاية إنه يساعد اللي جاي يفضفض". "أحنا مش أطباء ولا بنكتب أدوية" قاعدة، أكد عليها "محمود" ليزيل الغموض والشكوك عن مشروعه، فالمكان به متخصصين في ال" لايف كوتشينج" مدرب الحياة الشخصي، ليس أطباء نفسيين وأشخاص عاديين "الشخص اللي عايز يجي يحدد هو عايز يقعد مع حد متخصص ولا شخص عادي يتكلم معاه"، مؤكدًا أنه من الممكن إذا كان الشخص القادم ولديه مشكلة نفسية سيكونون هم أول من يقترحوا عليه للتوجه إلى طبيب نفسي لمساعدته. انتشرت الفكرة على "السوشيال ميديا" لترسم مئات من علامات التعجب والاستفهام حول المكان وما يحدث داخله لدى الكثيرين، "مقدر حجم الاستغراب والتعجب من الفكرة لأنها جديدة وأي جديد بيتم تنفيذه بيكون ليه مؤيد ومعارض"، فأكثر المخاوف من هذا المشروع هي الخصوصية وأن يكون القائمين عليه يقومون بالتسجيل للقادمين بغرض"الفضفضة" لينفي"محمود" كل ما تردد بشأن هذا الاعتقاد "أنا فكرتي قايمة على الخصوصية مش من مصلحتي أن أضر بمشروعي" مشيرًا إلى أن الشخص يدخل إلى المكان وهو مرتدي قناع حتى لا يتعرف عليه أحد، ويخرج بالقناع ويترك في الخارج لضمان الخصوصية. ليبقى هناك سؤال مهم ردده العشرات "اجي لك ليه ممكن افضفض واتكلم مع صاحبي؟" جاوب عليه محمود قائلًا" أحيانًا بنكون محتاجين نتكلم مع ناس منعرفهاش بحيث يكون طرف محايد لا هيتعاطف معانا أو يكون قاسي علينا، وهيقدر يرد عليك ويرتب لك أمورك، ومش شرط تيجي لينا عشان كارثة أو مصيبة كبيرة ممكن عشان حاجة مضايقاك من الشغل أو الحياة.. مش هتحس إنك في مكان غريب هتقعد براجتك وتتكلم وكمان في ركن للمشروبات والكيك هتسلي وقتك". وكما كانت "السوشيال ميديا" ترمومتر يقيس مدى تقبل الناس للفكرة، كانت المكون الأساسي للفريق الذي يتكون من 4 أفراد وهم محمود وسارة وإيمان ومصطفى، فقد انضمت إيمان وسارة إلى المشروع كمدربين "لايف كوتش" عن طريق الصفحة الخاصة بالمشروع على "الفيسبوك"وأجمعت كلتاهما على "الفضفضة بتخرج جزء كبير من الطاقة السلبية للشخص، ومهمتنا إننا نخليه يحط نفسه على اول الطريق بنفسه احنا مش مهمتنا التوجيه أحنا مهمتنا المساعدة". من 100 ل 200 جنيه قيمة الجلسة الواحدة ولا تتعدى الجلسة الساعة إلا في بعض الحالات التي تتطلب وقت أطول،" ممكن ناس تشوف إن المبلغ كبير بس إحنا عملنا موازنة بين أسعار المتخصصين في اللايف كوتشينج بره لقينا الساعة عندهم بتكون بالدولار وأرقام كبيرة، احنا حاولنا نحط مبلغ متوازن"، يطمح محمود ومن معه أن تحقق الفكرة نجاحًا كبيرًا ليكمل ما بدأه ويطور من فكرته بأكثر من شكل "عندنا خطط كثيرة بس واحدة واحدة".