نشر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، «تتر» برنامجه الجديد الذي سيقدمه فى رمضان بعنوان «السيرة حياة». يدور برنامج «السيرة حياة»، حول فترة ما بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، ويركز فيها بشكل أساسي على الجوانب الإنسانية فيها، بعيدًا عن التناول التقليدي، واستخلاص الدروس منها في إطار الهدف الأهم: «بناء الإنسان». وعرض خالد عبر صفحته على موقعي "فيس بوك" "وتويتر"، "البرومو" الخاص بالبرنامج، والذي يصفه بأنه "البرنامج الأعز إلى قلبي"، قائلًا: "السيرة ليست مجرد حكايات للتسلية.. السيرة مواقف وعبر ودروس.. مواقف صنعت النجاح.. ودروس نتعلم منها كيف نبني الإنسان؟"، مضيفًا: "أرجو به أن يفرح بنا النبي يوم القيامة". وأشار إلى أن هذا التصور الخاطئ في فهم السيرة خلق فجوة بينها وبين الناس، فلا يجد فيها الشباب نفسه، وخلت من معنى الرحمة للعالمين، وهي الهدف الأسمى من رسالته صلى الله عليه وسلم". وأوضح أنه "خلال الفترة التي أقامها النبي بالمدينة، بلغ عدد غزواته سبعًا وعشرين غزوة، لم تستغرق جميعها أكثر من 540 يومًا، يعني أقل من سنتين انشغل خلالها المسلمون بالحروب، وأكثر من ثماني سنوات كان التركيز خلالها على الحياة، بناء إنسان، بناء حضارة". وأكمل: فضلًا عن الفترة التي أمضاها في مكة في نشر دعوة الإسلام، ليتضح أن 7% فقط من حياة النبي كانت حروبًا، لذا فهو يعتبر "التعامل مع السيرة على أنها حروب فقط، هو تحريف لها، ومن ينظر إليها وفق هذا المنظور، فهو يبرر الحرب والصراع تحت اسم النبي". وشدد خالد على أنه من "الضروري أن نعلم أن السيرة ليست صراعًا، وإنما هي حياة نتعلم منها حتى اليوم الحب.. الرحمة.. الإبداع.. القيم.. الأخلاق.. النجاح.. السعادة.. الحياة الجميلة". وقال إن الإنسان المسلم يجد كل احتياجاته الإنسانية في السيرة النبوية، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان قاضيًا، داعيًا، مصليًا، قائدًا، زوجًا، أبًا، حما، عاش حياة الغني والفقير، عاش حاكمًا ومحكومًا، عاش أعزب، ومتزوجًا من امرأة واحدة ومتزوج من عدة نساء، زوج بناته ودفن أولاده (ولدين و3 بنات دفنهم بيده)، عمل راعي غنم وتاجرًا، بنى مؤسسات، أقام حضارة". ومضى خالد قائلًا: "لن تجد نبيًا ولا مصلحًا حياته غنية بكل احتياجات الحياة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك من أسمائه في كتب السنة "الجامع"، لأنه الجامع لاحتياجات الإنسانية، لذا ينبغي أن نقتدي به في وفائه ورحمته وعفوه وأخلاقه". ونوه إلى أن هناك فرقًا بين حياة النبي وعصره، إذ أن حياته تظل باقية، ومن أرد أن يسير على سنته أن يقتدي به في حياته، غير أنه أشار إلى أن هناك فرقًا بين حياة النبي وعصره، إذ أن حياته تظل باقية، ومن أرد أن يسير على سنته أن يقتدي به في حياته، إلا أن ذلك "لا يعني أن نعيش عصره، دون أن نراعي التطورات المذهلة التي شهدها الكون، فهناك اختلاف في الزمان، واختلاف في البيئة، لكن هناك من فهم الأمر على أن الحياة تجمدت عند عصر النبي، فنلبس مثلما كان يلبس، ونركب مثلما كان يركب، دون أي تغيير، حتى لا نكون أصحاب بدعة. وألمح إلى أن "هناك فريقًا آخر يرى أن حياة النبي التي مضى عليها أكثر من 1400 سنة لا تصلح لهذا الزمن، على الرغم من أنه نفسه يعيش بأفكار ارسطو وسقراط، وهما من قبل الميلاد، إذن ما الحل: أن نعيش حياة النبي (طريقة حياته.. أخلاقه وأفعاله) وليس عصر النبي (الزمن الذي كان يعيش فيه)". وفسر خالد اختيار المسلمين هجرة النبي توقيًتا لهم، وليس مولده، لأن "الدين الإسلامي لا يركز على الأشخاص، بقدر ما يركز على الأعمال والإنجاز، لأن "الدين الإسلامي لا يركز على الأشخاص، بقدر ما يركز على الأعمال والإنجاز، فاختيار الهجرة للتأريخ، معناه أنها بداية بناء المجتمع، وبداية حضارة الإسلام". وأكد أن "الإسلام يريد مجتمعًا ينجز، وليس مجتمعًا يتكلم أكثر مما يعمل، والله تعالى يقول: "آمنوا وعملوا الصالحات"، أي انتجوا.. بنوا.. عمروا.. أصلحوا.. هذا هو ديننا.. دين إيجابي بنائي".