تظاهر آلاف المعوقين وأفراد عائلاتهم في مدريد اليوم الأحد احتجاجًا على خفض مزاياهم منضمين إلى حركة احتجاجية آخذة في الاتساع في إسبانيا ضد إجراءات التقشف. وكان كثيرون يجلسون على مقاعد متحركة ويحملون لافتات كتب عليها "انقذوا أرواحنا" ويهتفون "المعوقون مهملون" وهم يشقون طريقهم في وسط العاصمة. وتطبّق حكومة يمين الوسط إجراءات تقشفية تهدف إلى خفض الإنفاق ما يزيد على 78 مليار دولار منذ توليها السلطة في نهاية العام الماضي مما أدى إلى تخفيض المبالغ المُخصصة لأربعة ملايين معوق في إسبانيا. وقال لويس كايو، رئيس لجنة ممثلي المعوقين في اسبانيا، "هذا يوم تاريخي المعوقون لم ينزلوا من قبل إلى الشوارع نحن هنا الان ولن نتراجع." وتشهد اسبانيا احتجاجات شبه يومية. وتنظم مجموعات تمثل المدرسين وعمال المناجم وموظفي الصحة والطلاب مظاهرات احتجاج على اجراءات التقشف يشارك فيها أحيانا مئات الالاف من الاشخاص. وأضرب موظفو الرعاية الصحية في مدريد عن العمل يومين الاسبوع الماضي ويضرب بعض الاطباء في المنطقة لأجل غير محدد. وقالت مونيكا (39 عاما) التي كانت على كرسي متحرك وجاءت إلى مدريد من شمال البلاد للمشاركة في الاحتجاج "خفض الانفاق يقضي باستبعادنا من المجتمع هذا ليس الشيء الوحيد الذي ينبغي ان نقوم به لكنه بداية جيدة." وتسعى الحكومة جاهدة لتحقيق المستهدفات المتعلقة بتقليص العجز ومحاولة تجنب الحاجة الى خطة انقاذ وتسلمت اسبانيا ما يصل إلى 100 مليار يورو مساعدات لقطاعها المالي المتعثر في يونيو. وقالت ماتيلد جوميز وهي كفيفة ان المعوقين يجب ألا يكونوا آخر من يتلقى العون وأضافت "نحن مستعدون لتقبل بعض التخفيضات ولكن ليس الى هذا الحد." وقال رئيس الوزراء ماريانو راخوي في مقابلة نشرت اليوم انه لا يستبعد اجراء مزيد من خفض الانفاق وأقر بأن تحقيق المستوى المستهدف للعجز الذي حدده الاتحاد الاوروبي وهو 6.3 % سيكون امرا صعبا حتى مع التخفيضات المعلنة. وقالت ماريا اجودو (60 عاما) وهي تدفع امرأة على كرسي متحرك "يجب ان يقاتل الناس واليوم نحن متحدون." وأضافت "لا أعرف اذا كان ذلك (الاحتجاج) سيغير شيئا ولكن على الاقل قد يؤثر على ضمائرهم." وأظهر استطلاع نشر اليوم الأحد أن 85 % من الاسبان ليس لديهم ثقة تذكر في راخوي أو لا يثقون فيه بالمرة حيث نكثت حكومته بأحد وعودها الانتخابية عندما قالت يوم الجمعة انها لن ترفع معاشات التقاعد تماشيا مع التضخم.