لو توقف الرئيس مرسى عند مشهدين سيعرف أن القادم رهيب.. الأول مشهد مسجد الشربتلى.. الثانى مشهد حصار منزله فى الزقازيق.. المعنى أن النار أصبحت فى بيت الرئيس.. معناه أيضاً أن الحصار القادم سيكون للرئيس نفسه.. لا أحد يخاف الآن.. لا السلطة ولا الميليشيات.. سيرتكب الإسلاميون جريمة كبرى، لو حاصروا المحكمة الدستورية اليوم.. سيدفع الرئيس وحده الثمن (!) فى واقعة مسجد الشربتلى وقف الشباب يهتف ضد الاستبداد.. كادت خطبة الجمعة تتحول إلى معركة.. وجود رئيس الجمهورية لم يمنع الهتاف ضد الاستبداد.. شيوخ السلطان يحرقون الوطن.. يحظرون الخروج على الوالى.. اتهمهم المدنيون ب«منافقة الرئيس».. الرئيس منشكح، مَن وصفه بالوالى مرة، والخليفة مرة أخرى.. لا يدرى أنه أحدث فتنة.. لم ينهض لانتزاع فتيل الأزمة! فى واقعة منزله بالزقازيق سمع ابنه ما لم يكن يحب أن يسمعه.. استفز الثوار بحركات شاذة.. هتفوا ضده وضد والده الرئيس.. المرة القادمة سيذهبون إلى عائلته فى قريته، وسيذهبون إلى قصر الاتحادية.. الكارت الأخير الذى رفعه الثوار فى وجه مبارك.. كارت أحمر قد ينتهى بركوب طائرة إلى قطر.. الإمارة الراعية لحكم الإخوان.. هل يأمر الرئيس أنصاره بالعودة إلى جحورهم فوراً؟! الحكاية ليست حرب مليونيات، قد تنتهى بحرب أهلية، كما هدد صفوت حجازى.. الحكاية حكاية وطن افتقد البوصلة.. الريح تجر المركب فى طريق المجهول.. الطريف أن «مرسى» سعيد بالمتظاهرين.. فخور بالخروج إلى الشوارع.. يرى أنها حالة صحية.. شوفوا الديمقراطية وصلت لحد فين؟!.. هل سمع الرئيس بشتائم مليونية الشريعة؟.. هل سمع المطالب بحل المحكمة الدستورية؟! توقع الرأى العام على مدى يوم السبت أن يصدر الرئيس قراراً بحل المحكمة الدستورية، استجابة لنداء ثوار الإخوان.. تساءلوا: ماذا لو صدر هذا القرار؟.. هل الرئيس يريد أن يقطع الطريق على الحكم بحل «التأسيسية» والشورى؟.. هناك فريقان فى هذا الشأن.. الأول قال إن الرئيس لا يستطيع أن يفعلها.. الثانى قال ربما يفعلها طالما أن الإخوان هتفوا بإسقاط المحكمة الدستورية! المصادر الأمنية توقعت أن يحاصر الإخوان مقر المحكمة الدستورية.. الهدف إرهاب قضاة المحكمة.. لم أستبعد شيئاً لأن الإخوان كانوا يهتفون ضد قضاة المحكمة فى مظاهرة الشريعة.. هناك مخاوف من احتكاك بالقضاة.. هناك مخاوف من أعمال شغب.. قد يتطوع أحد المتحمسين للانتقام، بدعوى أنهم يناهضون شرع الله.. هل تعود الاغتيالات من جديد لتشمل قضاة وإعلاميين وسياسيين؟! جريمة أن تحرك جماعة الإخوان آلاف الأتباع.. جريمة أن تتفرج مؤسسة الرئاسة.. كارثة أن تصبح مصر فريقين.. الانقسام يضر الرئيس نفسه.. يجعله عرضة للفشل.. قد يخسر الرئاسة اليوم أو غداً.. مصر سوف تخسر أكثر.. سوف تتعطل.. قد يهرب الاستثمار.. ما يحدث من تخويف سوف يجرنا إلى النموذج السورى.. أتباع فى مواجهة معارضين.. قد تتحول مصر إلى حرب شوارع! المغامرات لا تكون بالأوطان.. اللجوء إلى الأنصار لا يكشف عن وعى رئاسى.. الكلام عن تهديد القضاة والإعلاميين والسياسيين مسخرة.. مشايخ السلطان يريدون جرنا إلى زمن الخلافة.. الخليفة يعزل القاضى، ويتولى القضاء بنفسه.. الرئيس ينتشى ويصدق نفسه.. مأساة أن يحاصروا الوطن.. يضطروننا لحصار الرئيس، لنأخذ السكين من يده (!) نقلا عن المصرى اليوم