تستعد جماعة "الإخوان المسلمين" لخوض انتخابات النقابات المهنية قبل أسابيع قليلة من إنطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية المتوقع أن تجرى فى النصف الثانى من شهر نوفمبر المقبل. وتسعى جماعة الإخوان إلى إحكام قبضتها على النقابات المهنية ، وبخاصة النقابات الكبرى كنقابتى الاطباء والمهندسين ، اضافة الى التواجد القوى فى نقابتى الرأى (الصحفيين والمحاميين) . وعلى غير النهج المتبع من جانب "الإخوان" في إخفاء ترشيحاتهم حتى اللحظات الأخيرة قبيل إغلاق باب الترشح في النقابات، أعلنت الجماعة هذه المرة أسماء مرشحيها على الأقل في نقابة الصحفيين قبل موعد إجراء الانتخابات بنحو ستة أسابيع ، وربما كان زوال الملاحقة الأمنية لعناصر الجماعة ومرشحيها في أية انتخابات هو العامل الرئيسي وراء الكشف عن هوية المرشحين الإخوانيين قبل الانتخابات بفترة كبيرة. ورغم أن الجماعة لم تحسم موقفها حتى الآن من خوض المنافسة على منصب النقيب، إلا أن مصادر وثيقة الصلة بالجماعة رجحت ل"البلد" أن تقتصر المنافسة على مجلس نقابة الصحفيين دون الدخول في معركة "النقيب" . وقرر مكتب الإرشاد ترشيح ستة صحفيين ينتمون إلى أجيال متباينة، وليس من بينهم أحد من أعضاء مجلس النقابة الحالي سوى القيادي الإخواني محمد عبد القدوس ، وقررت"الإخوان"خوض الانتخابات بأربعة مرشحين ( تحت السن) هم هانى صلاح الدين مدير تحرير موقع اليوم السابع، وخالد بركات بجريدة الأهرام، وهانى المكاوى رئيس قسم التعليم بجريدة الأحرار، ومحمد مصطفى نائب رئيس قسم التحقيقات بجريدة الأخبار للمنافسة على مقاعد هذه الفئة والبالغ عددها 6 مقاعد، فيما سيخوض معركة (فوق السن) وهي الأكثر قوة وعنفاً وصراعاً مع التيارات السياسية الأخرى باثنين من الصحفيين هما مقرر لجنة الحريات بالنقابة محمد عبد القدوس وقطب العربى مدير تحرير جريدة الشعب الأسبق ، للمنافسة على مقاعد هذه الفئة البالغ عددها 6 مقاعد أيضاً. وآثار إعلان مكتب إرشاد جماعة "الإخوان المسلمين" خوض الانتخابات على 50% من مقاعد مجلس نقابة الصحفيين والمقرر إجرائها في 14 أكتوبر المقبل(وهى نفس النسبة التي ستخوض بها الجماعة الانتخابات البرلمانية)،مخاوف عدد من المراقبين الذين انتقدوا أن يكون إعلان خوض الانتخابات النقابية من جانب مكتب الإرشاد، معتبرين ذلك بمثابة "تسييس" واضح للنقابات، فضلاً عن أن "الجماعة" لم تخض الانتخابات من قبل بمثل هذا العدد، وهو ما يكشف توجهاً واضحاً لدى "الإخوان" للسيطرة على النقابات المهنية، قبيل خوض انتخابات البرلمان .. وهو ما يثير مخاوف عميقة من "أخونة مصر". ويبدو التياران اليساري والقومي الأكثر تخوفاً من هذا التوجه الإخواني، خاصة أن نقابتي الصحافيين والمحاميين كانتا مسرحاً جيداً للتعبير عن الرأي العام في مصر ، ولم تستطع "الإخوان" بسط سيطرتها على النقابتين من قبل، وإن نجحت في الفوز بعدد من مقاعد مجلس إدارة النقابتين، لكن ظلت الأغلبية داخل مجلسي النقابتين بعيداً عن يد الجماعة.