قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، إن الدبلوماسية المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي مضت على مسارات متعددة، إذ واجهت مصر بعد 30 يونيو شبه قطعية لاعتبارات متعلقة بالتحول السياسي الديمقراطي، وكانت هناك تحفظات عديدة من بعض الدول على المسار السياسي. وأضاف فهمي ل«صدى البلد» أن الدبلوماسية المصرية نجحت في استعادة علاقاتها بالعالم من خلال ما عرف باسم "الدبلوماسية الرئاسية"، التي أدت دورا مهما جدا، لأنها اعتمدت على شخص الرئيس السيسي مباشرة، ووزارة الخارجية كأداة منفذة وأجهزة المعلومات الأخرى مثل المخابرات وبعض الشخصيات العامة التي رسمت سياسة خارجية ناجحة، وكانت مؤسسات صنع القرار ونجحت في إعادة مصر إلى الخريطة الدولية. وتابع: "عدنا إلى الخريطة الدولية من خلال حرصنا على العودة إلى قارة إفريقيا بعد تعليق العضوية، وعادت مصر للاتحاد الإفريقي، وتمثلت بداية العودة في بعض زيارات للجنة الخبراء والحكماء الأفارقة لمصر، واستعادت مصر دورها في الاتحاد الإفريقي". واستطرد فهمي أن مصر نجحت في سن مبدأ جيد لم يلتفت إليه أحد وهو "الاتجاه إلى الشرق"، أي الاتجاه إلى دول مثل الصين والهند واليابان وكوريا، سنغافورة، وهذه الدول لم يكن لدينا معها أي عداء وراثي، ثم اتجه السيسي إلى منطقة شرق المتوسط وفعَّل العلاقات مع اليونان وقبرص، والتي تمخضت عن ترسيم الحدود والاكتشافات البترولية الأخيرة، ودول الاتحاد الأوروبي، فكانت الحركة المصرية متركزة تجاه فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا كانت آخر دولة في هذا السياق، وعدنا للاتحاد الأوروبي برؤية مختلفة، وهي أننا نركز على دولتين رئيسيتين هما فرنساوألمانيا، على اعتبار أن هذه الدولة هي التي تقود قاطرة الاتحاد الأوروبي. وأكد أستاذ العلوم السياسية أن السيسي رفع طوال الأربع سنوات الماضية مبدأ "الندية في العلاقات الدولية، والذي يعني إحداث توازن في نمط علاقاتنا مع دول الأقاليم المختلفة، فلديك علاقات جيدة مع أمريكا وفي الوقت نفسه لديك علاقات مع روسيا، وتقوم بتنفيذ برنامج نووي سلمي مع الجانب الروسي، وفي الوقت نفسه تقوم بعمل تدريبات ومناورات مع الجانب الأمريكي، وبالتالي لا توجد أي ضغوط في هذا الإطار، وتحررت من فكرة التبعية التي عايشتها مصر لمدة 30 عاما مع الجانب الأمريكي.