سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطبة الجمعة ..إمام «السيدة زينب» يؤكد: حب الوطن فطرة وفرض لا تخص البشر وحدهم.. الجهاد لم يُشرع إلا للدفاع عن الأوطان.. مصرنا بحاجة للقضاء على الشائعات.. والله وصفها ب«الجنة» في القرآن
خطيب مسجد «السيدة زينب»: الله فطر كل المخلوقات على حب الوطن وليس البشر فقط الدفاع عن الوطن فريضة على المجتمع كله الجهاد لم يُشرع إلا للدفاع عن الأوطان والأنفس والأعراض الدفاع عن الوطن ليس شعارات الله تعالى كرم مصر ووصفها في القرآن بالجنة ألقي الشيخ محمد جمال عبد اللطيف، إمام مسجد السيدة زينب، خطبة الجمعة اليوم ، تحت عنوان: «حماية الأوطان بين فرض العين وفرض الكفاية». وقال «جمال» إن حب الأوطان فطرة وطبيعة فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها، وكذلك كل المخلوقات، منوهًا بأن الطيور تئن إذا فقدت أعشاشها، والحيوانات تعود إلى أوكارها، وكذلك الإنسان بطبيعته يحب وطنه ويعشق ترابه، مستشهدًا بما ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم - يوم أُخرج من مكة مهاجرًا إلى المدينةالمنورة، فنظر إليها، وقال: «والله إنكِ لأحب بلاد الله إلى الله ، وإنكِ لأحب البلاد إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت». وأضاف أن هذه الكلمات التي قالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كانت بحكم طبيعته البشرية، وليس كونه نبي ولا رسول، ولكن بفطرته التي فطره الله تعالى عليها، حيث يخاطب مهد الصبا والذكريات الماضية، وثلاثة وخمسين عامًا قضاها في هذا الوطن، منوهًا بأن حب الأوطان فطرة وطبيعة فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها، وكذلك كل المخلوقات، فحتى الطيور تئن إذا فقدت أعشاشها، والحيوانات تعود إلى أوكارها، وكذلك الإنسان بطبيعته يحب وطنه ويعشق ترابه. وأوضح إمام مسجد السيدة زينب، أن حب الوطن من الأيمان، وأن الأنبياء قدموا لنا واقعًا عمليًا يعلمنا كيف نحب أوطاننا، حيث دعا النبي -إبراهيم -عليه سلام- لمكةالمكرمة، مستشهدًا بما ورد بقوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» الآية 126 من سورة البقرة. وأفاد أنه كذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم عندما هاجر للمدينة المنورة، دعا لوطنه الجديد، بما دعا به النبي إبراهيم -عليه السلام- لمكةالمكرمة، بل وطلب من الله تعالى أن يُضاعف الخير فيها أكثر منه في مكة، فقال: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ ، كَمَا حَبَّبْتَ إلينا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، وَصَحِّحْهَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا ، وَحَوِّلُ حُمَّاهَا إِلَىٰ الْجُحْفَةِ». ونبه إلى أنه إذا كان حب الوطن طبيعة وفريضة فكذلك الدفاع عنها، ضد أي معتد أو مخرب أو محتل أو إرهابي أيضًا فريضة على المجتمع جميعًا، مشيرًا إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وضع دستورًا للمدينة المنورة عندما أقر صحيفة المدينة أو ما يُسمى بصحيفة الدفاع المشترك، بين المسلمين واليهود، أي بين أبناء الدولة الواحدة، مؤكدًا أنه ينبغي عليهم الدفاع عن وطنهم ضد أي عدو خارجي. وتابع: ولما أراد المشركون أن يهجموا على المدينةالمنورة في غزوة أحد، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لملاقاتهم، ردًا لعدوانهم وحفاظًا على وطنه. وأكد الشيخ محمد جمال، أن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى لم يُشرع إلا للدفاع عن الأوطان والأعراض والأنفس، والأموال، منوهًا بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بين وسائل الدفاع وأن كلها شهادة في سبيل الله عز وجل، فقال: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، منوهًا بأن كل هذه النصوص وغيرها تؤكد على فريضة حب الوطن ووجوب الدفاع عنه. ولفت إلى أن الدفاع عن الوطن ليس شعارات تُقال وإنما ينبغي على الآباء تنشئة أبنائهم على حب الوطن، فالوطن هو النفس والعرض والدين والحياة، مشيرًا إلى أنه ينبغي على المصريين جميعًا أن يدافعوا عن وطنهم -مصر- خاصة، لأن الله تعالى كرمها وفضلها في كتابه العزيز، فأقسم بها الله تعالى، فيما ورد بقوله تعالى: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)» من سورة التين. ونوه إمام مسجد السيدة زينب، بأن مصر تحتاج منا أن نحافظ عليها ونقضى على الشائعات وألا نشكك فى رجال أمننا وجيشنا وشرطتنا بأن نكون أمة واحدة وبأن نعلم أولادنا قيمة الوطن وكيف يبنون أوطانهم ويكون ذلك بالعطاء لا بالنوم أو بالكسل وألا نسيء للآخرين وأن نبث الأمل فى نفوس الغير. واستدل بقوله تعالى { إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، فما بال الذين يفزعون الناس ويخوفونهم والله سبحانه وتعالى وعدنا بالنصر وبالبركة وجعل مصر بلد مباركة بوجود أهل بيت سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم). وأضاف أنه يجب أن نحافظ على قيمة الوطن من المفسدين والإرهابيين وذلك بما ورد فى سورة الكهف عندما حدثنا الله تعالى فى قصة ذى القرنين عن قوما التقى بهم بين السدين لا يكادون يفقهون قولا { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} فأرداو أن يخلصهم ذا القرنين من هؤلاء القوم المفسدين بأن يعطوا له أجر ومال عظيم على أن تجعل بينا وبينهم سد حاجز يحمينا منهم لأنهم مفسدون فى الأرض وسيدمرون ويخربون وطننا. وتابع قائلا: "يجب علينا أن نحافظ على مصرنا بأن نكون جميعا يدا واحدة ضد أعدائنا بأن نقضى على الشائعات ونعمل بجد واجتهاد ونعلم أبنائنا كيف يحبون الوطن وكيف يدافعون عنه". وأشار «عبد اللطيف»إلى أن الله تبارك وتعالى كرم مصر وحفظها فى كتابه العزيز وبين أنها بلد الأمن والأمان وشبهها بالجنات بل وصفها بأنها جنة كما قال تبارك وتعالى {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} بل والأكثر من ذلك أن الله تبارك وتعالى سماها فى كتابه بالأرض لقوله تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}. وأفاد بأن مصر بلد العلم والعلماء والأنبياء حيث زارها خليل الله إبراهيم عليه السلام ودعا لها نوح عليه السلام و دعا لها يوسف عندما قال "اللهم أنى غريب فحببها الى كل غريب"، فلازال الناس يحبون هذا الوطن والبلد لذا وجب علينا أن نتكاتف جميعا وان نكون أمة واحدة وتطهيرها من المفسدين والمخربين وان نقف خلف رجال الجيش والشرطة صفًا واحد قلبًا وقالبا مصداقا لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}. ودلل بأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن رباط يومًا فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها وذلك كما جاء قوله صلى الله عليه وسلم « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ لَعَلَّهُ لاَ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ». وفي ذات السياق، أدى الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف، والدكتور محمد سعفان، وزير القوى العاملة، والشيخ جابر طايع ، وكيل أول وزلرة الأوقاف ورئيس القطاع الديني، ولفيف من علماء الأزهر والأوقاف، صلاة الجمعة اليوم، بمسجد «السيدة نفيسة» -رضى الله تعالى عنها- ، بمحافظة القاهرة.