رئيس الوزراء يفتتح مركز السيطرة والتحكم بشركة مياه الشرب بالإسكندرية    هدفها قوة التحمل.. المصري يؤدي تدريبات بدنية قوية على شواطئ بورفؤاد    ضبط عامل ارتكب فعلا خادشا للحياء في القنطرة    فعل خادش.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو صادم على طريق الإسماعيلية الصحراوي    النيابة تحيل 20 متهمًا في قضية منصة «FBC» إلى الجنايات الاقتصادية    يتحكم فيه الآخرون بسهولة.. البرج الأكثر عرضة للتلاعب    شومان: كثير من المعالجات لقضايا المرأة والأسرة تزيد أزمتها    البورصة المصرية تغلق تعاملات الإثنين على ارتفاع جماعي.. ومؤشر EGX30 يصعد 2.04%    غزة: 120 شهيدا و557 مصابا خلال 24 ساعة.. والحصيلة الإجمالية للعدوان تتجاوز 58 ألف شهيد    وزير الداخلية الكويتي: لن نسمح بأي تجاوز لحزب الله اللبناني في بلادنا    حماس: نتنياهو يتفنن في إفشال جولات التفاوض ولا يريد التوصل لاتفاق    لجنة العلاقات الأفريقية تبحث تعزيز الشراكات ومشروعات التنمية المشتركة    غرفة القومي لحقوق الإنسان لمتابعة الانتخابات بلا أعضاء حزبيين    من هو لاعب أرسنال الذي ضمه منتخب مصر للشباب؟    تقارير: النصر لن ينسحب من السوبر السعودي    غدًا الثلاثاء.. النطق بالحكم في طعن أحد مرشحي مجلس الشيوخ بقنا    قبول دفعة جديدة بالمعاهد الصحية للقوات المسلحة.. الشروط ومواعيد التقديم    القومي للاتصالات يطلق النسخة الثانية من برنامج أكاديمية الأمن السيبراني    فيديو الاعتداء على 3 سيدات بالدقهلية يشعل مواقع التواصل.. والداخلية تضبط المتهمين    أوائل الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بأسوان بعد التظلمات (صور)    لإنهاء مسلسل الانهيارات.. مدبولي: إنشاء 55 ألف وحدة سكنية لاستيعاب ساكني 7500 عقار آيل للسقوط بالإسكندرية    جنايات دمنهور تقضي بالإعدام والسجن المؤبد والمشدد 5 سنوات ل 9 متهمين أنهوا حياة شاب أخذًا بالثأر بالبحيرة    محافظ الشرقية يشدد على سرعة إنهاء خدمات المواطنين بمركز ههيا التكنولوجي    الجمعة.. روبي ومطرب الراب ليجي سي بحفل غنائي في الساحل الشمالي    عازف بفرقة كاظم الساهر ل"مصراوي": "القيصر بخير وبصحة جيدة"    ننشر أسماء الفائزين في النسخة ال17 من "كشاف المترجمين"    الموزع أحمد إبراهيم يستحوذ على نصيب الأسد في ألبوم عمرو دياب ب5 أغانى    تطوير جروبي وحديقة الأزبكية.. بيان جديد من محافظة القاهرة    خالد الجندي: محبة الله أساس الإيمان وسر السعادة في المساجد    افتتاح مركز طب الأسرة بقرية صفانية لخدمة 25 ألف مواطن (صور)    رئيس الوزراء يشيد بمبادرة لإدخال الإسكندرية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.. ويؤكد: نجاحها سيمكننا من تكرارها بمحافظات أخرى    وزارة النقل تنفي صلة الفريق كامل الوزير بتسجيل صوتي مزيف يروج لشائعات حول البنية التحتية    محافظ الفيوم توفير مساعدات عاجلة ومعاشات شهرية للمستحقين    مصدر أمني: دبابات سورية عبرت الخط الذي حددته إسرائيل جنوبي سوريا فقامت الطائرات الإسرائيلية باستهدافها    بطرس دانيال يكشف ل"البوابة نيوز" تفاصيل حالة الفنان لطفي لبيب الصحية    «الباقيات الصالحات» تطلق التشغيل التجريبي لمبادرتها الجديدة «احنا السند»    «قناة السويس» تبحث التعاون مع كوت ديفوار لتطوير ميناء أبيدجان    ندوات للسلامة المهنية وتدريب العاملين على الوقاية من الحوادث بالأسكندرية    تحولات الوعي الجمالي.. افتتاح أولى جلسات المحور الفكري ل المهرجان القومي للمسرح (صور)    «الوطنية للتدريب» تواصل تنفيذ برنامج «المرأة تقود في المحافظات المصرية»    ضبط قضايا اتجار في العملات ب«السوق السوداء» بقيمة 7 ملايين جنيه    «الأوقاف» تُطلق الأسبوع الثقافي ب27 مسجدًا على مستوى الجمهورية    رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية لعدد من المشروعات بمحافظة الإسكندرية    لفت الأنظار في المونديال.. بالميراس يرفض 3 عروض أوروبية لريتشارد ريوس    رئيس هيئة الرعاية الصحية: تكلفة تشغيل التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة تتخطى 26 مليار جنيه حتى الآن    توزيع 977 جهاز توليد الأكسجين على مرضى التليفات الرئوية «منزلي»    نتنياهو ينتقد خطط الجيش ل"المدينة الإنسانية" في رفح    الخطيب يتفاوض مع بتروجت لضم حامد حمدان.. ومدرب الزمالك السابق يعلق: داخل عشان يبوظ    قبل «درويش».. 3 أفلام جمعت عمرو يوسف ودينا الشربيني    الأهلي يبدأ اتخاذ إجراءات قانونية ضد مصطفى يونس بحضور الخطيب (تفاصيل)    ماذا قال رئيس مجلس الدولة لوزير الأوقاف خلال زيارته؟    غزة: الاحتلال يشن حرب تعطيش ممنهجة ويرتكب 112 مجزرة بحق طوابير تعبئة المياه    أوروبا تسير على خطى ترامب في مطاردة المعادن الحيوية مع تأجج الحرب التجارية    مستشار الرئيس للصحة: الالتهاب السحائي نادر الحدوث بمصر    12 صورة لضرب لويس إنريكي لاعب تشيلسي بعد المباراة    دعاء في جوف الليل: اللهم اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم    "عندي 11 سنة وأؤدي بعض الصلوات هل آخذ عليها ثواب؟".. أمين الفتوى يُجيب    أول رد فعل ل وسام أبوعلي بعد بيان الأهلي ببقائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبجديات حب الوطن
نشر في المصريون يوم 03 - 12 - 2013

كتب الشعراء مطولات تغنوا فيها بحب أوطانهم، و الاف الخطب القيت بشتى لغات الارض غزلا وهياما فى حب الأوطان ، لكنى لم أقرأ فى حياتى كلمات ملئت شوقا وحنينا للوطن ككلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم التى قالها وهو على مشارف مكة خارجا منها، مهاجرا الى يثرب ، فقد وقف صلى الله عليه
وسلم يخاطبها وكانها ماثلة امام عينيه، فهو برغم ما لاقى فيها من عنت وتضييق الا انه يهتف بداخله بتلك المشاعر الراقية نحو هذا البلد الذى تربى بين احضانه، وقضى فيه مراحل الصبا والشباب، ففى حديث النبى صلى الله عليه وسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِمَكَّةَ مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ وَلَوْلا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ.
هل هناك تعبير أوفى من هذا التعبير؟ وهل هناك مشاعر أرقى من هذه المشاعر؟ لا سيما وان مكة لم يبقى فيها شبر واحد الا وهو يشهد على شدة صلف اهلها تجاه النبى صلى الله عليه وسلم ، لكن حب الوطن تغلب على كل تلك الشدائد فلم يبقى فى قلب وعقل رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى ذلك الرقى فى العاطفة وذلك الحنو، بل ان هذه العاطفة النبوية تخطت المعنى الفطرى لحب الوطن الى ما هو ابعد من ذلك بكثير ، فان هذا الحب الفطرى قد يعتريه شىء مما تضيق به النفس فينسحب رويدا رويدا فلا يبقى مكانه سوى العزم على عدم العود مرة اخرى، لكن النبى صلى الله عليه وسلم اراد ان يلقنه للامة جميعا درسا فى معنى الوفاء.
وحديث النبى صلى الله عليه وسلم يدل على ان حب الاوطان هو أمر فطرى غريزى وهو طبيعة طبعت عليها النفوس فحين يولد الانسان فى أرض وينشأ فيها فيشرب من ماءها ويتنفس هواءها ويحيا بين أهلها فان فطرته -لا سيما ان كانت سليمة – تربطه بهذه الارض . وفى هذه الفطرة تتساوى جميع المخلوقات فمثلما يحن الانسان الى وطنه فان باقى المخلوقات تحن لاماكن اقامتها مهما هاجرت وابتعدت وفى ذلك يقول الجاحظ " اذا كان الطائر يحن الى اوكاره فالانسان احق بالحنين الى اوطانه" والقران الكريم لم يصادر هذه الفطره ولم يطالب أحدا أن يحتجب بمشاعره نحو وطنه فالله عز وجل يقول " وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً " فجعل القران الكريم الاخراج من الديار بمثابة قتل النفس والعلاقة بين الاثنين هو الفقد: فقد الارض وفقد النفس ، ولما كان الخروج من الوطن قاسيا على النفس لما فيه من مفارقة ملاعب الصبا والأقران والأتراب فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم فاستحقوا أن يمدحوا فى القران الكريم قال تعالى " لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" بل امتدح القران الكريم أهل المدينة الذين فتحوا للمهاجرين ديارهم وتقاسموا معهم أموالهم فقال تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
ومما يدل على ثقل مفارقة الوطن على النفس ما ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحى فى غار حراء وعاد الى زوجه خديجه وقص لها ما وقع له فانطلقت به الى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان متنصرا وله علم بالكتب السماوية فلما عاين النبى صلى الله عليه وسلم قال له هذا هو الناموس الذى انزل على موسى عليه السلام يا ليتنى اكون حيا حين يخرجك قومك فقال صلى الله عليه وسلم اومحرجى هم؟! قال نعم لم يأت رجل قط بما جئت به الا عودى وان يدركنى يومك أنصرك نصرا مؤزرا. فانظر كيف تحركت مشاعر النبى صلى الله عليه وسلم حين ذكر الخروج فقال وقد تحركت نفسه أومخرجى هم؟! ولا يخفى ان وقوع الواو بعد الف الاستفهام تدل على أن الاستفهام هو استفهام انكارى يحمل نوعا من الألم ، ومن اجل ذلك أنزل الله على نبيه فى الطريق الى المدينة قوله تعالى " إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" وكان ذلك تسلية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدا بالرجوع الى مكة مرة اخرى.
وقد تحقق الوعد ورجع النبى صلى الله عليه وسلم الى مكة فاتحا ومن حوله عشرة الاف جندى بداخل كل واحد منهم شوق جارف لمعاينة ما خلفوه ورائهم لسنوات طوال، ولم يكن ذلك الود الذى وجدوه فى قلوب اهل المدينة لينسى الوطن الاول وكما يقول الشاعر:
نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحبُّ إلا للحبيب الأوّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى وحنينُه أبداً لأوّلِ منزلِ
كان النبى صلى الله عليه وسلم فى حال دخوله الى مكة المكرمة حريصا الا تسال قطرة دم واحده، والا يشعر اهلها انه جاءهم غازيا ولا يخفى كيف تنزع الرحمة من قلوب الغزاة اذا مكن لهم، لكن الشوق الذى خالج قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل ان يشاركه ذرة من انتقام ولو بمجرد التلويح بالكلام ، وهو ما جعل النبى صلى الله عليه وسلم يغضب من سعد بن معاذ –سيد الانصار- وقد كان يحمل رايتهم فلقى ابا سفيان ابن حرب فقال له: اليوم يوم يوم الملحمة، اليوم يوم تستحل فيه الحرمة، اليوم يوم أذل الله فيه قريشا فكان عقابا له أن نزع النبى الراية من يده ودفعها الى قيس بن سعد وهو يقول لا بل اليوم يوم المرحمة ، اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشا.
ومن عجيب فطرة حب الوطن أن المرء يحب وطنه على كل حال وكأنما اختلط هذا الحب بدمه ومن اجل ذلك يقول أبوقراط رائد الطب القديم: كل عليل يداوى بعقاقير ارضه فان الطبيعه تتطلع الى هواءها وتنزع الى غذائها، وقيل لأعرابى: ماذا تصنع اذا اشتد القيظ وانتعل كل شىء ظله، فقال وما لذة العيش الا ذاك!! يمشى أحدنا ميلا يتصبب عرقا ثم ينصب عصاه ويلقى عليها كساءه ويجلس فى فيئه فكأنه فى ايوان كسرى ، فلم تمنع تلك الطبيعة القاسية ان تجعل هذا الاعرابى يفيض بمكنون صدره تجاه الارض التى ولد فيه وكما يقول الشاعر:
بلادٌ ألفناها على كل حالة وقد يُؤْلَفُ الشيء الذي ليس بالحَسنْ
وتُسْتعذب الأرض التي لا هواء بها ولا ماؤها عذبٌ ، ولكنها وَطَنْ
ولما تزوج معاويه رضى الله عنه السيدة ميسون الكلبية وهى ام يزيد هيا لها قصرا بالشام وزينه بانواع الزخارف ووضع فيه من اوانى الذهب والفضة ونقل اليه من الديباج الملون الرومى وأسكنها مع وصائف لها كالحور العين فجلست يوما بين وصيفاتها ووهى تنظر الى الاشجار والانهار فتذكرت بلاد الحجاز وتذكرت الاتراب فبكت فقالت لها وصيفتها ما يبكيك وانت فى ملك ييضاهى ملك بلقيس؟!!! فقالت:

أحبُّ إليَّ من قصرٍ مُنيفِ لَبَيْتٌ تخفِقُ الأرواحُ فيه
أحبُّ إلي من نَقْر الدُّفوفِ وأصواتُ الرياحِ بكل فَجٍّ
أحبُّ إلى من بَغْلِ زَفُوفِ وبكْرٍ يتْبَعُ الأظْعانَ صَعْبٌ
أحبُّ إليَّ من قِطٍّ ألوفِ وكلبٌ ينبح الطُرَّاق عنّي
أحبُّ إليَّ من لِبْسِ الشُّفوفِ ولُبْسُ عباءةٍ وتقَرُّ عيْني
أحبُّ إليَّ من أَكْلِ الرَّغيفِ وأكْلُ كُسَيْرَة في كِسْرِ بَيْتي
أحبُّ إليَّ من عِلْجٍ عليفِ وخَرْقٍ مِن بني عمي نحيفِ
إلى نفسي من العيشِ الظَّريفِ خشونَةُ عِيشتي في البدْو أشهى
فحسبي ذاكَ من وطن شريِف فما أبْغي سوى وطني بديلا



قد يفسد عليك هذه المشاعر من ينصب لك فخا ويخيرك بين وطنك اوالاسلام ، وهذه فى نظرى هى مقارنة سخيفة لا معنى من وراءها ولا طائل سوى غرس بذور الفتنة، فلم الاصرار على وضع الاسلام فى كفة ووضع الوطن فى كفة اخرى، وينسى هذا المغرض ان حب الوطن هو من باب الوفاء الذى هو خصلة من خصال الخير والاسلام كله خير .. اللهم احفظ علينا اوطاننا واجعلها سخاء رخاء اللهم امين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.