لفتت أسيوط أنظار الصحافة المحلية والعالمية، فى الايام الماضية مرتين، المرة الأولى بعد اكتشاف حجر أثري بمركز ابنوب يعود لعصر الأسرة الثامنة عشر، أحد مراكز المحافظة القريبة من مدينة أسيوط، والمرة الثانية بعد اكتشاف حفريات لديناصور عاش في منطقة الصحراء الغربية بمصر منذ ما يقارب ال65 مليون عام، نظرا لمشاركة باحثة من جامعة أسيوط فى هذا الاكتشاف الفريد. يعود الحجر الأثري لعصر الملك أمنحوتب الرابع، أو(إخناتون)، وهو من أكثر ملوك مصر القديمة غموضا، وإثارة للجدل، فاغلب تاريخه تم محوه من قبل كهنة آمون، تناثرت حوله الأقاويل والروايات، فيعتقد بعض المؤرخين أنه أحد الأنبياء الذين أرسلوا للمصريين القدماء لدعوتهم لعبادة الله الواحد،ومما يدعم هذا المعتقد انه قد ابطل عبادة الالهة جميعا، إلا الإله الواحد (آتون) والذي رمز له بقرص الشمس، فطبقا لتلك الرواية فإخناتون كان ملكا نبيا زاهدا أهمل شئون الحكم وانكب على العبادة فى محرابه،مهملا شئون الحكم ما أدى إلى ضياع المستعمرات المصرية فى آسيا، ومن ثم وجد كهنة آمون الفرصة سانحة للثورة على الملك الذى هدم دينهم المتوارث،وأتى بدين جديد،ولما اشتد الخناق على الملك فى (طيبة)، تركها لكهنة آمون وأنشأ عاصمة جديدة (أخت آتون) بتل العمارنة بمحافظة المنيا الحالية. تشير بعض الروايات التاريخية إلى أن القصة لم تنته عند هذا الحد، فقد استمرت ثورة كهنة آمون ذوى الشعبية الطاغية على اخناتون، حتى اشتعلت الحرب الأهلية بين الطرفين، والتى توالت فيها الهزائم على قوات الملك، حتى حوصر تماما فى عاصمته، قبل ان تقتحم قوات كهنة آمون المدينة محدثة مذبحة رهيبة لاتباع اخناتون، ومن ثم تم القبض على الملك، ولان دماء ملوك الفراعنة مقدسة وتحل اللعنة على من يسفكها - طبقا للمعتقدات المصرية القديمة - فقد أجبر الثوار الملك على شرب السم، ومن ثم تم دفنه طبقا للتقاليد المتوارثة، وتم تدمير عاصمته و محو كل اثر له او لمعبوده الإله (آتون) من على جدران المعابد ومن السجلات الرسمية، وبذلك انتهت عبادة آتون وعاد كهنة آمون لتصدر المشهد من عاصمتهم الأشهر والأقدم (طيبة). أما الحدث الثانى فقد كان اكتشاف فريق بحثى مصري مكون من باحثين من جامعتى المنصورة واسيوط لبقايا ديناصورات عُثِرَ على الديناصور الجديد فى الواحات الداخلة أثناء رحلة استكشافية قام بها باحثون تابعون لمركز علوم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، برئاسة الدكتور هشام سلام، بالتعاون مع فريق بحثى نسائى مُكوَّن من الدكتورة إيمان الداودى، أول باحثة مصرية وعربية فى مجال الديناصورات، والدكتورة سناء السيد، والدكتورة سارة صابر، من جامعتى المنصورةوأسيوط، تم اكتشاف بقايا لديناصور من العصر الطباشيري، فى منطقة الواحات الداخلة بصحراء مصر الغربية، والتى كانت منذ 100 مليون العام منطقة غابات شديدة الكثافة، غير أنها تحولت لصحراء جرداء فى ظروف بيولوجية غامضة، قد يساعد هذا الاكتشاف على تحديدها، وهكذا كانت أسيوط على موعد مع التاريخ مرتين فى أسبوعٍ واحد.