* أنوار الأقصى تنطفئ بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل * فتح وحماس تدعوان لمظاهرات وإضراب عام * الشارع العربي والإسلامي يبدأ الانتفاضة ضد قرار واشنطن انطفأت أنوار المسجد الأقصى، واندلعت المظاهرات المناهضة لاعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء الإجراءات بنقل سفارة بلاده إليها، وذلك في عدد من العواصم العربية والإسلامية، وبالطبع كان الشارع الفلسطيني الثائر في مقدمة الغاضبين على قرار واشنطن هذا إلى جانب الدعوات إلى مظاهرات خلال الأيام القادمة. وفي الوقت ذاته، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس، الإضراب في جميع المحال التجارية، اليوم الخميس، في مدينة القدس، احتجاجا على القرار الأمريكي، مؤكدة على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. واحتشد مرابطو المسجد الأقصى أمام باب الأسباط، على ضوء الدعوات إلى النفير إلى المسجد الأقصى ومدينة القدسالمحتلة. وشهدت ساحة المهد في مدينة بيت لحم، الليلة، حشدا للمواطنين من المحافظة. وفور الانتهاء من ترامب والإعلان عن قراره، توافد المواطنون إلى ساحة المهد رافعين الأعلام الفلسطينية ومنددين بسياسة أمريكا المنحازة لإسرائيل. وأكدت الجموع أن الفلسطينيين أحوج من أي وقت إلى إعادة اللحمة والوحدة بين الشعب الواحد، والتخندق في خندق واحد لمواجهة كل المخططات الرامية لتصفية قضيتنا العادلة. واحتشد المئات من أهالي مدينة طوباس في الضفة الغربيةالمتحدة، مساء أمس الأربعاء، احتجاجا واستنكارا لإعلان الرئيس الأمريكي ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، وكانت مساجد المدينة، دعت المواطنين عبر سماعتها، للاحتشاد في ميدان الشهداء، وقد تزامن ذلك مع قرع الكنائس أجراسها، فيما صدحت المساجد بالتكبيرات. وشهد الطريق العام نابلس - رام الله مساء الأربعاء انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال، تخوفًا من أي حراك جماهيري. وانتشر العشرات من جنود الاحتلال المشاة على مشارف العديد من القرى والبلدات وبخاصة بالقرب من قرية اللبن الشرقيةجنوب نابلس، وبمحاذاة بلدتي ترمسعيا وسنجل شمال رام الله. وتزامن ذلك مع نصب حاجزين متنقلين على مشارف بلدة بيتا جنوب نابلس، وبالقرب من مفرق مستوطنة بركان المقامة عنوة على أراضي المواطنين، حيث جرى توقيف العديد من السيارات الفلسطينية والتدقيق في هويات ركابها وتفتيشها. وسبق ذلك أن أوصت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي مختلف الوحدات العسكرية المتواجدة ضمن التدريبات تكون على أهبة الاستعداد لنقلها بأي لحظة إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وذلك تحسبا من اندلاع مواجهات خلال فعاليات يوم الغضب رفضا لقرار ترامب. كما خرجت مظاهرات حاشدة فى القدسالمحتلة تنديدا بقرار الرئيس الامريكى. وفي الوقت ذاته، أعلنت حركة فتح اقليم جنين أن اليوم الخميس، إضراب شامل في جميع المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس والمحلات التجارية، تنديدا بالسياسة الأمريكية غير المسئولة تجاه القضية الفلسطينية. كما أعلنت حركة فتح عن تنظيم مسيرة بعد صلاة طهر اليوم تنطلق من أمام المسجد الكبير في جنين، تنديدا بالاحتلال وحلفائه، كما دعت حركة حماس إلى مسيرات جماهيرية حاشدة مساء امس الأربعاء. وفي خان يونس، عمت شوارع وأحياء المحافظة الواقعة جنوب قطاع غزة، مساء الأربعاء، المسيرات المنددة بقرار ترامب، وخرج آلاف المواطنين عقب خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم الأجواء الماطرة تعبيرا عن غضبهم، ورددوا شعارات منددة بالإعلان. واعتبر عضو قيادة حركة فتح في إقليم شرق خان ِيونس المهندس أشرف أبو دقة، أن حالة الضعف التي يعيشها العرب عامة والانقسام الفلسطيني خاصة ساهم في اتخاذ مثل هذا القرار. وقال: إنه مطلوب من قيادة الشعب الفلسطيني تجسيد الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام بشكل فوري للتصدي مجتمعين لكافة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية عقب القرار الأمريكي الخطير. وعلت مكبرات الصوت المنددة بالقرار الأمريكي الظالم كافة أنحاء محافظة خان يونس.ِ وكانت مئات من الفلسطينيين الغاضبين قد تظاهروا في قطاع غزة،صباح الأربعاء، احتجاجا على قرار ترامب. ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ولافتات كتب عليها "القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، القدس خط أحمر والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين"، وأحرقوا أعلاما إسرائيلية وأمريكية. وأعلنت القوى والفصائل الفلسطينية الأربعاء والخميس والجمعة، "أيام غضب شعبي" رفضا لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيت إلى القدس. كما شهدت العاصمة الأردنية عمان تظاهرات تضامنا مع الفلسطينيين واحتجاجا على قرار ترامب. وفي تركيا، شهدت عشر مدن تركية الأربعاء انطلاق مجموعة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. ويتمسك الفلسطينيونبالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا لقرارات المجتمع الدولي، فيما تحذر دول عربية وإسلامية وغربية ومؤسسات دولية من أن نقل السفارة إلى القدس سيطلق غضبا شعبيا واسعا في المنطقة، ويقوّض تماما عملية السلام، المتوقفة منذ عام 2014. وكان الرئيس الأمريكي قد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار تاريخي يطوي صفحة عقود من السياسة الأمريكية. وقال ترامب في كلمة من البيت الأبيض "قررت انه آلان الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل".