أكد تقرير مشترك صادر عن برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة (يونيسيف) ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) اليوم الاثنين في جنيف، أن موسم الحصاد الحالي في جمهورية جنوب السودان لن ينهي أزمة الجوع هناك خاصة مع استمرار الصراع في معظم أنحاء البلاد. استند التقرير إلى عملية تصنيف متكاملة للوضع الغذائي في جنوب السودان تم بالتعاون بين حكومة البلاد ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها من الشركاء في المجال الإنساني. وحذر التقرير الدولي من أنه من المتوقع أن يعانى أكثر من 1.1 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية في عام 2018 بما في ذلك قرابة 300 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويزداد تعرضهم لخطر الوفاة. وذكر التقرير على لسان ماهيمبو مدو ممثل يونيسيف في جنوب السودان قوله" إن أكثر من واحد من كل خمسة أطفال من أولئك الذين يكافحون لإطعام أنفسهم هو طفل دون الخامسة ما يعني تعرض حياة الكثيرين للخطر". وقال سيرج تيسو ممثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في جنوب السودان" إن موسم الحصاد لم يحقق الكثير من الإغاثة للسكان الذين يعانون من الجوع وليس لديهم ما يكفى من الغذاء، وإن الحزام الأخضر فى البلاد قد خربه القتال وإيجاد حل سلمى لهذه المأساة التي هي من صنع الإنسان يجب أن تكون على رأس الأولويات وإلا سيزداد الوضع سوءا في العام المقبل". وتوقع التقرير تدهور وضع الأمن الغذائي في جنوب السودان في مطلع العام المقبل 2018..وأشار عدنان خان ممثل برنامج الغذاء هناك إلى أنه وبالرغم من أن الاستجابة الإنسانية الدولية الضخمة ساعدت على وقف المجاعة في أجزاء من البلاد هذا العام ..إلا أنه حتى في فترة الحصاد الحالية مازال الملايين من السكان بحاجة إلى مساعدة مستمرة للبقاء على قيد الحياة. ونوه إلى أن الفرق التي قامت بتحليل الوضع حددت مقاطعتين هما واو وايود إذ يواجه نحو 25 ألف شخص ظروفا كارثية وفقا للمقياس الدولي للأمن الغذائي..معربا عن القلق بخصوص منطقة باجارى الكبرى وهى منطقة فرعية فى واو حيث يواجه 10% من السكان ظروفا تشبه المجاعة إذ قيد انعدام الأمن بشدة أنشطة كسب العيش والمساعدة الإنسانية..مشددا على الحاجة الماسة إلى ممر إنسانى من واو إلى منطقة باجارى لتمكين الوكالات من تقديم مساعدة شاملة. وأشار التقرير إلى أن الدارسات الاستقصائية أظهرت معدلات سوء تغذية في معظم المجتمعات بجنوب السودان أعلى بكثير من عتبة الطوارئ التى وضعتها منظمة الصحة العالمية والبالغة 15% حيث بلغ عدد من يعانون من سوء التغذية من السكان نحو 30% في عدة مقاطعات.