أول أمس نشرت الصحف خبراً يقول إن الأزهر بصدد إعداد لجان مهمتها الرد علي الفكر الشيعي ومعتنقي المذهب في مصر، وأنهم سيتوجهون الي اماكن تجمع الشيعة المصريين للحوار معهم بهدف ردهم الي المذهب السني، إذا صح الخبر فإننا امام خطوة خطيرة تدفع بالأزهر إلي منزلق ينال من مكانته، ويقلص دوره، ويدفع به الي موقع جديد شائك لم يعرفه منذ تأسيسه، إذ سيتحول الازهر من صرح علمي، ديني، روحي، لكافة المسلمين في العالم الي مجرد صرح للمذهب السني، وعنصر للفرقة بين المسلمين وليس مركز تقارب، ولكن تبدو المسافة بعيدة جداً بين الدعوة التي قادها الأزهر في الاربعينيات للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وكان المقصود بالتحديد السنة والشيعة، ولاقت الدعوة قبولاً من جانب إيران وعلماء الشيعة في مختلف أقطار العالم، كان الازهر يؤدي دوره الإيجابي تجاه المسلمين كافة، إنه المركز الروحي الاول للمسلمين في كافة بقاع الارض، يتطلع اليها المسلم السني تماماً مثل المسلم الشيعي. وفي نظامه التعليمي تطبيق عملي للبديهية التي أذكرها الآن، إذ يتم تدريس المذهب الجعفري - الاثني عشرية - وهو المطبق في إيران. وعندما يتجه الطالب في طفولته ليبدأ تعليمه الأزهري فإنه يختار المذهب الذي يقرر الدراسة عليه، بدأ الأزهر في العصر الفاطمي كمركز للدعوة الاسماعيلية، أحد مذاهب الشيعة، ومع انتهاء الحكم الفاطمي، وصعود بني أيوب السنيين تبدل دور الأزهر، اصبح مركزاً سنياً لكنه لم يعاد الشيعة، وظل المذهب الشيعي الرئيسي يدرس حتي الآن، الخطورة في الدور الجديد أنه يدفع بالازهر الي صراع كريه مخطط له يستهدف في النهاية تأجيج الصراع المذهبي، بحيث يتطور الي مواجهة سنية - شيعية، ولعل هذا يفسر دعم الولاياتالمتحدة للإخوان في الدول العربية التي شهدت انتفاضات ثورية واهمها مصر، هذا باب لو فتح مجال الصراع فيه سيعود علي الجميع بأوخم العواقب. وللاسف فإن سياسة إيران الطائفية خاصة في العراق تؤججه وتدعمه، لكن ما يعني أي مسلم عامة والمصري خاصة عدم انزلاق الازهر، الي هذا الدور الذي ينال منه ومن دوره، نريده مركزاً لتقارب المسلمين جميعاً وليس لدعم مذهب ضد الآخر، خاصة أن الأزهر بدأ يستعيد مهابته مع وجود أمام عظيم يعي تماماً دورالأزهر وما يجب ان يكون عليه . نقلاً عن الأخبار