ما حدث في مجلس الوزراء لم تكن مجرد مواجهات بين متظاهرين وقوات أمن بل إنها كانت حربا وللأسف كانت بين أبناء وطن واحد ويرصد مراسل "صدي البلد" في السطور التالية وقائع أحداث القصر العيني قائلا: عندما ذهبت إلى ميدان التحرير يوم الجمعة لم يتبادر إلى ذهني أننى متجه لمتابعة أحداث حرب بين أبناء مصر حيث كنت في طريقي لإعداد تقرير حول حملة "اشترى المصري لدعم الاقتصاد المصري". وبمجرد دخولي ميدان التحرير وجدت بعض المعتصمين في الميدان يحاولون إغلاق الطريق تمهيدا لشل حركة المرور في ميدان التحرير اعتراضا منهم على فض اعتصام مجلس الوزراء بالقوة وخطف وسحل بعض المتظاهرين على حد وصفهم ولكن باءت محاولاتهم بالفشل . ذهبت إلى مسجد عمر مكرم لأداء صلاة الجمعة خلف الدكتور مظهر شاهين الذي أدان بشدة الاعتداءات العسكرية على المدنيين وبمجرد الانتهاء من صلاة الجمعة بدأ المتظاهرون في تنظيم مسيرة من مسجد عمر مكرم إلى ميدان التحرير وتعالت هتافاتهم التي تطالب برحيل المجلس العسكري. توقفت المسيرة عند مجلس الوزراء أمام دروع بشرية يشكلها الجيش وأخذ المتظاهرون في الهتاف ضد الجيش وحاول البعض الاحتكاك في البداية . مرت نصف ساعة على ذلك وبدأنا نرى تراشقا بالطوب وعمليات كر وفر بين الجيش والمتظاهرين حيث استمرت لأكثر من نصف ساعة إلي أن اختف قوات الجيش المتواجدة أمام مجلس الوزراء وظهر أشخاص مجهولون وصفهم البعض بأنهم من الأمن ورأي آخرون أنهم من متظاهري العباسية. فقد كان الأمر يبدو وكأنه منظم ومدبر أو كمين ينصب للمتظاهرين حيث ظهر هؤلاء الأشخاص عقب اختفاء قوات الجيش واعتلوا أسطح المبنى الادارى للمجلس الشعب ليرشقوا المتظاهرين بالحجارة مما أدى إلى سقوط ضحايا في كل لحظة وأشاروا إلى المتظاهرين بألفاظ نابية وحركات بذيئة. كما تسلل بعض المتواجدين في المبنى الإدارى لمجلس الشعب إلى مبنى الهيئة العامة للطرق والكباري وبدأوا في إلقاء الحجارة والطوب من الأعلي مما اضطر المتظاهرين إلى استخدام المولوتوف بكثافة ضد المبنى مما أدى إلى إحراق الطابق الأول منه وهدأت ألسنة اللهب ثم عاودت النيران الاشتعال فيه مرة أخرى. و أضاف أن النيران التهمت الطابق الثاني والثالث بعد ذلك وبدأ الجيش في إطلاق النار من داخل مجلس الشورى نتيجة تردد شائعات بأن هناك أشخاصًا يحاولون سرقة مجلس الشورى. توقف إطلاق النيران وتجمع بعض المتظاهرين حول شخص يدعى بأنه موظف داخل الهيئة العامة للطرق والكباري الذي استطاع أن يتسلل إلى المبنى ويخرج ولديه حقيبة ولكن بمجرد رؤيته من قبل المتظاهرين تم تسليمه للجيش الذي تحفظ عليه ومع كل هذه الاشتباكات المتواجدة أمام مجلس الوزراء ازداد عدد الضحايا وفي الساعة الواحدة صباحا تركت الميدان والأحداث ما زالت مشتعلة. وفي اليوم الثاني توجهت إلى مجمع التحرير حيث كان هناك تجمع من قبل موظفي المبنى والمتظاهرين وحين سألت موظف بمجمع التحرير عن سبب التجمع أكد أن المتظاهرين يريدوا اعتلاء واقتحام المبنى لإلقاء الحجارة على الأمن في مبنى المجمع العلمي المواجه لمجمع التحرير من ناحية شارع القصر العيني . وحين توجهت إلى شارع القصر العيني ووجدت بعض الأشخاص بزى مدني يعتلون سطح مبنى المجمع العلمي المصري ويرشقون المتظاهرين بالحجارة والطوب بكثافة ثم بدأ المتظاهرون في رشق الرد وإلقاء الزجاجات المولوتوف على مبنى المجمع العلمي المصري رغبة في الانتقام. و كانت النيران تلتهم الجزء السفلي من المبنى ونتيجة احساسى بألم في قدمي لإصابتى بطوبة توجهت إلى المنزل وبمجرد وصولي سمعت عن خبر حريق مبنى المجمع العلمي المصري بالكامل. بعدها استطاع الأمن أن يتقدم ويحكم سيطرته على مداخل القصر العيني والتمركز أمام مجمع التحرير وسط تراشق المولوتوف والحجارة و استمرار عمليات الكر والفر أيضا . كما كانت قوات الجيش تبنى جدارًا خرسانيًا في مدخل شارع القصر العيني، و بعد آذان الفجر بدأت قوات الجيش في إطلاق نار كثيف بعدها بدأت قوات الجيش في الانسحاب من أمام المجمع الذي كاد يحترق نتيجة كثرة المولوتوف الذي يلقى باتجاهه واتجهت خلف الجدار الخرسانة وتوقفت عن الضرب لكن الاشتباكات مازالت مستمرة مع قوات الجيش المتمركزة في شارع الشيخ ريحان، بعد كل هذه الأحداث، تساءلت: من المسئول عن مقاطعة المنتج المصري؟.