الاشتباكات لا تتوقف.. الكر والفر هو السمة السائدة بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية.. لا تسمع الا دوي زجاجات المولوتوف من الطرفين واطلاق الاعيرة النارية في الهواء.. النيران احاطت بأهم معالم القاهرة من مجلسي الشعب والشوري ومجلس الوزراء.. كانت النيران هي الاضواء بعد انقطاع الكهرباء.. سحل عناصر من الجيش لاحدي المتظاهرات وانتشارها علي مواقع النت وقيام إحدي بالصحف المستقلة بنشرها ادي الي اشتعال الازمة من جديد.. هذا هو الحال في الليلة الثالثة من ليالي الرعب واراقة الدماء بشارع قصر العيني والشيخ ريحان. لم تتوقف الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش في شارع قصر العيني وميدان التحرير خلال ليل اول امس وهي الليلة الثالثة لاستمرار الاشتباكات بين الطرفين.. ثم تبادل إلقاء الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف واستمرت الاشتباكات لاكثر من 7 ساعات متصلة ثم تنقطع فترة وتعود مرة اخري. وانتقلت المواجهات من شارع قصر العيني بطل الاحداث منذ البداية الي شارع الشيخ ريحان بعد تبادل الطرفين القاء الطوب والحجارة والمولوتوف وفي الساعات الاولي من صباح امس اطلقت قوات الشرطة العسكرية الالعاب النارية والشماريخ في الهواء لتفريق المتظاهرين. كما اقتحم مئات الجنود من قوات الشرطة العسكرية ميدان التحرير مرة اخري فجر امس حتي اصبح الميدان تحت سيطرة الجيش بصورة كاملة بعد ان تمكنوا من تفريق المتظاهرين في انحاء الميدان الا ان المتظاهرين نجحوا في اعادة قوات الامن الي مكانها في شارع قصر العيني وهي الفرصة الوحيدة التي ادت الي تمكين عناصر الجيش من استكمال الجدار العازل في شارع قصر العيني.. حيث قامت قوات الامن باشعال النيران في الخيام التي نصبها المتظاهرون في ساعات متأخرة من ليل اول امس كما اشتعلت الحرائق في عدد من الاشجار بعد اضرام قوات الشرطة النيران بها حيث تمكن المتظاهرون من القبض علي جنديين من الجيش والتحفظ عليهما. كما نظم العشرات من شباب الثورة المنتمين لائتلافات وكيانات ثورية متعددة وقفة حاشدة بالجزيرة الوسطي الكائنة بميدان التحرير في فجر امس حاملين عددا من اللافتات المرسوم عليها صورة عدد من قوات وعناصر الجيش اثناء سحلهم فتاة وهي شبه عارية مما آثار انتباه العديد من المارة.. كما استوقف عدد منهم السيارات المارة بالميدان وهم حاملون لاحدي الصحف المستقلة التي قامت بنشر الصورة في صفحتها الاولي ورؤيتهم لها ودعوتهم للتضامن معهم.. حيث وصف المنظمون للوقفة ان ما حدث مع زميلتهم الفتاة لم يحدث الا من الجيش الاسرائيلي مع النساء الفلسطينيات مرددين هتافات معادية للمجلس العسكري ومطالبين برحيله.. استمرت الوقفة لاكثر من ساعتين وسط تواجد كبير من المتظاهرين وشباب الثورة الذين عبروا عن غضبهم جراء ما حدث من اعتداء وحشي علي الفتاة والتقاط اجهزة الاعلام صورا لها.. وطالب الثوار بالقصاص العادل من مرتكبي هذه الحادثة. تراجعت قوات الجيش في الساعة 4 فجرا الي مدخل عمر مكرم وعند مجمع التحرير تطلق الاعيرة النارية والطوب والحجارة علي المتظاهرين وايضا قام المتظاهرون باطلاق زجاجات المولوتوف علي الجنود امام المجمع ادي الي احتراق الاشجار وتصاعدت ألسنة اللهب امام المجمع.. وكان المشهد اشبه بمنطقة قتال ومعارك فقد تحول ميدان التحرير الي جبال من الطوب والحجارة وبقايا الزجاجات الفارغة في جميع جوانبه وقد تسببت الاشتباكات في وقوع العشرات من الاصابات وسط عدم تواجد سيارات الاسعاف امام مسجد عمر مكرم نظرا لوجود قوات الجيش بشارع عمر مكرم وعند المجمع. وفي ظل الاشتباكات التي شهدها ميدان التحرير مساء اول امس وتحول الميدان الي ساحة قتال وحرب شوارع بين قوات الجيش والمتظاهرين حتي منطقة وسط البلد والمتحف المصري.. قامت قوات الجيش ببناء جدار عازل في شارع قصر العيني امام المجمع العلمي المصري يشبه بالجدار العازل في شارع محمد محمود منعا لتجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش.. حيث قامت قوات الجيش باحضار اللودر ورفع الاحجار الكبيرة ووضعها في شارع قصر العيني لمنع تجدد الاشتباكات في شارع قصر العيني. ووسط اطلاق الاعيرة النارية وقيام المتظاهرين برشق القوات بالطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف وصلت الي دخول النيران الي مبني الجامعة الامريكية واحراق جزء من جدار مبني الجامعة من ناحية شارع محمد محمود.. وبعد قيام قوات الجيش ببناء الجدار العازل في شارع قصر العيني ومحاولة المتظاهرين للضغط علي القوات ورشقهم بالحجارة والطوب امام المجمع تراجعت قوات الامن الي شارع قصر العيني وسط مطاردة المتظاهرين لهم.. واستمرت الاشتباكات في شارع الشيخ ريحان حتي الساعات الاولي من صباح امس بين القوات والمتظاهرين وسط وقوع اصابات.. استغل عدد من اللصوص والبلطجية انشغال المتظاهرين اثناء الاشتباكات بشارع قصر العيني وقاموا بالتسلل الي جراج بنك الائتمان الزراعي وحاولوا سرقة معدات واجهزة وتحطيم احدي البوبات الخلفية للبنك إلا أنه تصدي لهم مجموعة من المتظاهرين وقاموا باخراجهم وشكلوا لجان دروع بشرية لحماية البنك.. برز بشكل كبير استخدام زجاجات المولوتوف في اضرام النيران واحراق المنشآت والاشجار من قبل بعض الاطفال والصبية اثناء الاشتباكات وكانوا يحضرون عشرات الزجاجات الفارغة محملة علي الدرجات البخارية وتعبئتها بالبنزين واحكام غلقها بالقماش والقائها علي قوات الجيش بعد اشعالها دون خوف من جانب هؤلاء الاطفال من اشتعال النيران فيهم .